Header-Vitinha-2-1(C)GOAL

فعل ما فعله رودري وأكثر .. عذرًا عثمان ديمبيلي، لا تظلموا فيتينيا في امتحان الكرة الذهبية!

"الكرة الذهبية؟ .. ربما الفائز المنتظر هو عثمان ديمبيلي أو رافينيا، قد يكون لامين يامال أو محمد صلاح، لا أشرف حكيمي أيضًا في الصورة، لا تستبعدوه، حتى فينيسيوس جونيور قد يأتي من بعيد لإرضاء ريال مدريد بعد ما حدث العام الماضي!"..

ادخل هذا النقاش مع من شئت ممن حولك، في الأخير ستجد أسماء بعينها هي متصدرة الصورة، لن تخرج عن هؤلاء الذين ذكرناهم، فهذا كذلك حال العديد من وسائل الإعلام، وحتى نجوم اللُعبة أنفسهم.

ولحين موعد الحفل في 22 من سبتمبر الجاري لن يتوقف النقاش حول "من الأحق بالكرة الذهبية 2025؟!"، هذا العام الغريب الذي شهد ظهور فرق قادمة من بعيد على الساحة القارية والعالمية؛ فباريس سان جيرمان توج بطلًا بدوري أبطال أوروبا، وتشيلسي حصد لقب كأس العالم للأندية 2025.

واستمرارًا مع غرابة هذا العام، لماذا لا نخرج عن المألوف، ويبتعد صحفيو "فرانس فوتبول" عن المعتاد كما فاجأوا الجميع العام الماضي 2024 بمنح الجائزة للنجم الإسباني رودري، ويمنحوها لفيتينيا؛ الجندي المجهول في باريس سان جيرمان والمنتخب البرتغالي؟!..

  • Manchester City's Spanish midfielder Rodri kisses the trophy as he receives the Ballon d'Or award Getty Images

    من ذاق مرارة التجاهل .. يأبى تكراره!

    في العام الماضي وحتى قبل ساعات قليلة من حفل الكرة الذهبية الجميع لم يكن يتحدث سوى عن فوز البرازيلي فينيسيوس جونيور بالجائزة.

    حتى اللاعب نفسه وناديه ريال مدريد أعدوا للاحتفال بعد نهاية حفل "فرانس فوتبول"، بل أن البرازيلي نفسه احتفل قبل يوم من إقامة الحفل مع أصدقائه المقربين وعائلته.

    لكن المفاجأة كانت بحصول رودري عليها، في اختيار حتى غير معتاد من قبل "فرانس فوتبول"، التي اعتاد منها الجمهور على أن اتجاهها يكون نحو ما يسوّق لها بعيدًا عن الأحقية الفعلية.

    والآن النجم الإسباني يعيد الجدل من جديد طارحًا اسمًا مختلفًا على الساحة كي لا يتكرر ما تعرض له من تجاهل من قبل، فبعدما سُئل عن الفائز خلال عام 2025، كان واقعيًا للغاية: "أتمنى أن يكون بيدري أو يامال، لكن بحسب الجدارة، ربما يحصل عليها عثمان ديمبيلي أو فيتينيا".

    فيتينيا؟ .. هذا ما لم نسمع به من قبل!

  • إعلان
  • موسم فيتينيا .. ما أشبه الليلة بالبارحة يا رودري!

    كأس السوبر الفرنسي ثم كأس فرنسا والدوري الفرنسي، ومسك الختام دوري أبطال أوروبا، ثم الوصول لنهائي كأس العالم للأندية 2025 قبل الخسارة أمام تشيلسي..

    تلك هي الإنجازات الجماعية التي حققها لاعبو باريس سان جيرمان الموسم المنقضي 2024-25، وعلى مدارها كان عثمان ديمبيلي هو متصدر المشهد دائمًا، والكثيرون يرجعون الفضل به في المقام الأول لتحقيق ذلك، مع بعض الفضل لمن حوله كفيتينيا.

    حتى مع منتخب البرتغال وبعد تحقيق دوري الأمم الأوروبية 2025، لم يكن اسم فيتينيا في مقدمة الأسماء المذكورة في ذلك المخضرمين من حوله ككريستيانو رونالدو، برونو فيرنانديش، برناردو سيلفا، ثم يأتي من خلفهم صاحب الـ25 عامًا وبيدرو نيتو وكونسيساو.

    لكن إن بحثت بعيدًا عن سياسة "نجوم الشباك" التي يتبعها البعض في النظر للمباريات وتحليلها، فحتمًا فيتينيا سيجد مكانًا في قائمتك..

    هذا كان حال رودري تمامًا قبل حصوله على الكرة الذهبية، مع فارق حصول الإسباني على حقه بعض الشيء أكثر من البرتغالي "إعلاميًا" في ظل عامل السن والخبرة وكونه أحد قادة مانشستر سيتي..

    ففي موسم 2023-24، حصل صاحب الـ29 عامًا على الدوري الإنجليزي، كأس السوبر الأوروبي، كأس العالم للأندية مع مانشستر سيتي، بجانب دوري الأمم الأوروبية "يورو 2024" مع المنتخب الإسباني.

    ورغم ذلك لم يكن من المرشحين بقوة لنيل الكرة الذهبية قبل فوزه بها بالفعل في 2024.

  • فيتينيا .. "الجندي المجهول"!

    إن كنت من عشاق الأرقام، فلن تكون مفيدة لك في الحكم هذه المرة على النجم البرتغالي الشاب، فقد شارك في 59 مباراة بمختلف بطولات موسم 2024-25 مع باريس، سجل خلالها ثمانية أهداف وصنع خمسة آخرين .. إحصائية بإمكان ديمبيلي أو رافينيا ضربها بأقل مجهود بفضل أرقامهم الفردية الأكثر من رائعة.

    لكن إن كنت من هواة المتابعة والتحليل الفني الفعلي، فصاحب الـ25 عامًا لم يكن لاعب وسط كما هو متعارف عليه؛ فكما يقولون هو "حجر الأساس" في مشروع لويس إنريكي بالنادي الباريسي؛ إن أردته  في كافة مراكز هذه المنطقة سواء الدفاعية أو الهجومية أو كلاعب محور، سيجيد، وفي بعض الهجمات أثناء المباريات حتى تجده قام بمهام الظهير إن تطلب الأمر .. بالمختصر هو اللاعب الذي تمر عليه الكرة في كل وقت وفي أي مكان بالملعب.

    "اللاعب رقم 6 قد يكون 8، والرقم 8 قد يكون 10، والرقم 10 قد يكون 6، وفي الهجوم لا أحد يعلم متى يكون على اليسار ومن سيكون، وأحيانًا في المنتصف" .. هكذا شرح فيتينيا مع نهاية الموسم الماضي طريقة لعب باريس سان جيرمان، وهذا تحديدًا ما أجاده البرتغالي على مدار الموسم حتى انعكس على دوره مع منتخب بلاده نفسه.

    ربما قصة لويس إنريكي مع فيتينيا لم تأخذ حقها كما يجب أن يكون، في ظل وجود لاعب كعثمان ديمبيلي عائد من رحلة فاشلة مع برشلونة إلى نجاح منقطع النظير مع باريس، لكن قصة الأول لا تقل عظمة عن الثاني.

  • Vitinha PSG Atletico MadridGetty

    عقلية تستحق خلافة ميسي ورونالدو

    وبعيدًا عن طريقته داخل الملعب، التي تحتاج لمتابعتها عن قرب كي تدرك تمامًا أهمية هذا النجم، فحتى عقليته هي تلك العقلية التي تستحق بالفعل خلافة عقليات أساطير ككريستيانو رونالدو وليونيل ميسي؛ الثنائي الذي احتكر الكرة الذهبية لسنوات..

    "سأعود إلى بورتو بعد فشل تجربة وولفرهامبتون، سأبهر الجميع هناك، وفي الموسم التالي مباشرةً سألعب لأحد أفضل ثمانية أندية في أوروبا" .. حديث خاص دار من فيتينيا كشفه زميله السابق في وولفرهامبتون فرناندو ماركال، عبر صحيفة "ليكيب"، بينما وصفه بـ"المجنون" غير مصدقًا كي له أن يصدق نفسه لهذا الحد وهو لم ينجح بالأساس مع فريق من فرق الوسط في الدوري الإنجليزي!

    لكنه آمن بنفسه ففعل، وفي صيف 2022 انتقل فيتينيا من بورتو إلى باريس، وبعد موسمين فقط مع الفريق الباريسي ها هو يقود فريقه ليحقق ما فشل في تحقيقه في وجود نجوم بحجم ليونيل ميسي، نيمار دا سيلفا، كيليان مبابي وغيرهم.

  • FBL-EUR-C1-STUTTGART-PSGAFP

    هل تفعلها "فرانس فوتبول"؟!

    الدفة الآن في يد صحفيي "فرانس فوتبول" .. إن كنا نتحدث قبل عام 2024، فالإجابة "مستحيل أن يحصل عليها فيتينيا".

    لكن مع منحها لرودري في عام تألق به أصحاب المراكز الهجومية كفينيسيوس جونيور، ربما وارد أن يُحدث البرتغالي مفاجأة أخرى وينالها، وستكون عن جدارة واستحقاق تام.

    المجلة الفرنسية اختبرت دائرة الابتعاد عن "نجوم الشباك" في العام الماضي الفعل، ربما خسرت بعده نادٍ بحجم ريال مدريد، لكنها أعادت للجائزة بريقها من جديد، أو ربما بريق لم تعهده من قبل على مدار تاريخها.

    لكن لا ينكر أحد أن الاختبار هذا العام يبدو أصعب، وإن كنت تراه عكس ذلك، فعثمان ديمبيلي يستحق الجائزة بالفعل وكذلك أشرف حكيمي وغيرهما، لكن فيتينيا لا يقل أحقية عن الجميع، فأيهم سيفعلها؟ .. علينا الانتظار حتى 22 سبتمبر 2025!