grafica donnarumma psg bacio medaglia 2026

عاشق الذهب الذي فعل ما عجز عنه مبابي.. "دولاروما" خائن ميلان وكاسر إرادة باريس سان جيرمان!

لطالما كان نادي باريس سان جيرمان بمثابة قلعة حصينة لنجومه، سجن ذهبي لا يمكن مغادرته إلا بموافقة الإدارة القطرية.

لقد شاهد العالم فصولاً طويلة من محاولات نيمار الفاشلة للعودة إلى برشلونة، ودراما كيليان مبابي التي انتهت برحيله مجاناً بعد سنوات من الشد والجذب، وحتى ماركو فيراتي الذي ظل حبيس "حديقة الأمراء" حتى قرر النادي بيعه بشروطه.

لكن في هذا الصيف، نجح الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما في كسر هذه القاعدة، ليثبت أنه الاستثناء الذي يؤكد أن المال قد يكون أقوى من أي مشروع رياضي.

  • FBL-FRA-LIGUE1-PSG-ANGERSAFP

    كسر "قاعدة باريس".. كيف فعلها دوناروما؟

    السر يكمن في التوقيت والضغط، فبينما يتبقى عام واحد فقط في عقده، وضع دوناروما إدارة باريس سان جيرمان في زاوية ضيقة: إما بيعه الآن بسعر مخفض، أو خسارته مجاناً الصيف المقبل ليحصل الإيطالي على مكافأة توقيع ضخمة من ناديه الجديد. 

    وكما كشفت التقارير، استغل مانشستر سيتي الموقف واتفق بالفعل على الشروط الشخصية مع الحارس، مما أجبر باريس على تخفيض سعره من 43 مليون جنيه استرليني إلى حوالي 30 مليون فقط بحسب ما نقلت التقارير الأخيرة. 

    لقد استخدم دوناروما نفس السلاح الذي استخدمه مبابي، لكنه نجح في تحويله إلى صفقة بيع تخدم مصالحه بشكل فوري، وهو ما لم يتمكن منه نجوم آخرون ظلوا تحت رحمة النادي لسنوات ولم يغادروا أبدًا أو غادروا في النهاية بمشاكل وأزمات وبشكل مجاني مثل لاعب ريال مدريد الحالي.

  • إعلان
  • Gianluigi Donnarumma money splitGetty Images

    "دولاروما".. جرح ميلان الذي لم يندمل

    هذه الاستراتيجية ليست جديدة على دوناروما، بل هي تكرار طبق الأصل لما فعله مع ناديه الأم، ميلان، ففي عام 2021، وبعد سنوات من المفاوضات الصعبة، رحل عن النادي الذي احتضنه منذ طفولته بشكل مجاني لينضم إلى باريس سان جيرمان. 

    لم ينسَ جمهور ميلان مطالبه التي اعتبروها "ابتزازاً"، وأشهرها طلبه التوقيع مع شقيقه الأكبر كشرط لتجديد عقده، وعندما عاد إلى ملعب "سان سيرو" بقميص باريس، استقبلته الجماهير بأوراق نقدية مزيفة تحمل صورته، وأطلقت عليه لقب "دولاروما"، وهو اللقب الذي أصبح يلاحقه أينما ذهب.

  • Mino Raiola 2-1GOAL

    وريث فلسفة رايولا: كيف صنع "الوكيل الخارق" وحش الأموال؟

    لفهم استراتيجية دوناروما، يجب العودة إلى العقل المدبر خلفها: وكيل أعماله الراحل مينو رايولا.

    كان رايولا رائداً في فلسفة "اللاعب أولاً"، حيث أتقن فن استغلال "قانون بوسمان" لتحقيق أقصى استفادة مالية لموكليه.

    لقد حوّل العقد من وثيقة ولاء إلى سلاح تفاوضي، بتشجيع لاعبيه على الوصول للعام الأخير من عقودهم للضغط على أنديتهم. 

    دوناروما ليس سوى التلميذ النجيب الذي ورث هذه الفلسفة من بعد أن فعلها زلاتان إبراهيموفيتش وبول بوجبا وغيرهم من تلاميذ الراحل رايولا، حيث يرى أن الولاء يجب أن يكون للمسيرة المهنية والمصلحة المالية، وليس للقميص أو الشعار.

    كان دوناروما يخطط لتكرار هذا السيناريو مع باريس، تماماً كما فعل مع ميلان، وهو ما يفسر تحرك النادي الفرنسي السريع لبيعه هذا الصيف لتجنب خسارته مجاناً.

  • FBL-FRA-LIGUE1-PSG-TRAININGAFP

    البطل الملعون: بطل إيطاليا المكروه في إيطاليا!

    تكمن المفارقة الأكبر في مسيرة دوناروما في شخصيته المزدوجة، ففي صيف 2021، كان بطل إيطاليا القومي، أفضل لاعب في يورو 2020، والحارس الذي قاد منتخب بلاده لمنصة التتويج بفضل تصدياته الحاسمة. 

    وفي نفس الصيف، كان "الخائن" في نظر جماهير ميلان، اللاعب الذي أدار ظهره لناديه من أجل المال، هذه الازدواجية الغريبة بين كونه بطلاً وطنياً ومكروهاً على مستوى الأندية في بلاده، هي سمة فريدة تلخص مسيرته المليئة بالجدل.

  • Donnarumma PSG TottenhamGetty Images

    أين الولاء؟ مسيرة تناقض أساطير الحراس

    في سن الـ 26 فقط، يقف دوناروما على أعتاب الانضمام لثالث نادٍ كبير في مسيرته، وهو أمر نادر جداً في عالم حراسة المرمى. 

    فأساطير هذا المركز بنوا أمجادهم على الاستقرار والولاء؛ جيانلويجي بوفون قضى مسيرته تقريباً بين بارما ويوفنتوس، وإيكر كاسياس لم يعرف سوى ريال مدريد، ومانويل نوير أصبح رمزاً لبايرن ميونخ. 

    هؤلاء الحراس أصبحوا جزءاً من تاريخ أنديتهم، أما دوناروما، فيبدو أنه يخطط لمسيرة مختلفة، مسيرة الموهبة الفذة التي تتنقل بين الأندية بحثاً عن العقد الأفضل، دون أي ارتباط عاطفي بالقميص الذي يرتديه.

  • بيت القصيد

    يمثل جيانلويجي دوناروما نموذجاً للاعب كرة القدم الحديث، الذي أصبحت فيه القوة في يد اللاعب ووكيله أكثر من أي وقت مضى. 

    موهبته كحارس مرمى لا جدال فيها، فهو بطل أوروبا وأحد أفضل حراس العالم، لكن قراراته خارج الملعب رسمت له صورة "رجل الأموال" الذي يرى الأندية مجرد محطات احترافية.

    لقد نجح في التغلب على نظام باريس سان جيرمان الصارم، لكنه في المقابل، بنى لنفسه سمعة قد تمنعه يوماً ما من أن يصبح أسطورة حقيقية في قلوب جماهير أي فريق ارتدى أو سيرتدي قميصه.

0