Amorim Ferguson HIC 2:1Getty/GOAL

فضيحة الملايين في "عار" مانشستر يونايتد.. حين يصبح راتب لاعب أغلى من كرامة نادٍ بأكمله!

صمت مطبق في مدرجات جماهير مانشستر يونايتد، على أرض الملعب، لاعبون بقمصان حمراء مطأطئو الرؤوس، وجوههم ترسم لوحة من الفراغ والصدمة، بينما تنفجر على بعد أمتار قليلة احتفالات هستيرية لفريق صغير ومغمور. 

هذه ليست مجرد صورة لهزيمة في مباراة كأس، بل هي بمثابة شهادة وفاة لإمبراطورية كانت يومًا ما لا تقهر، ولحظة تجسد العار في أبهى صوره.

في ليلة سيذكرها تاريخ كرة القدم بالخزي، سقط مانشستر يونايتد بركلات الترجيح أمام جريمسبي تاون، الفريق الذي يصارع في دوري الدرجة الرابعة.

  • Hojlund desktopGetty Images

    صدمة لن تُنسى

    لكن الهزيمة لم تكن الصدمة الوحيدة، بل كشفت عن حقيقة أكثر إيلامًا ومرارة: راتب المهاجم راسموس هويلوند السنوي، الذي يبلغ حوالي 4.4 مليون جنيه إسترليني، يتجاوز بمفرده إجمالي فاتورة رواتب نادي جريمسبي تاون بأكمله، والتي تُقدر بحوالي 2.6 مليون جنيه إسترليني، وذلك وفقًا للأرقام والإحصائيات التي ينشرها موقع "كابولوجي" المتخصص في اقتصاديات كرة القدم.

    نعم، لاعب واحد، لم يكن حتى حاضرًا ليساند زملاءه من على الدكة، يتقاضى ما هو أكثر من فريق كامل نجح في "صفع ناديه"، كما سخر حساب جريمسبي الرسمي لاحقًا. 

    إنها ليست مجرد مفارقة، بل هي فضيحة تُلخص سنوات من التخبط الإداري وإنفاق المليارات بلا عقل أو روح.

  • إعلان
  • Jose Mourinhogetty

    مقبرة الأحلام.. وضحايا العرش الفارغ

    أصبح ملعب "أولد ترافورد" سفينة فخمة تجوب المحيط بلا قبطان، تتلاطمها أمواج الفرق الصغيرة قبل الكبيرة. 

    إنه "مسرح الأحلام" الذي تحول إلى مقبرة لآمال وطموحات كبار المدربين، الذين جاءوا بآمال عريضة ورحلوا بظهور محطمة.

    بدأت اللعنة مع ديفيد مويس الذي سحقه إرث فيرجسون الثقيل، مرورًا بفلسفة لويس فان خال المعقدة، ووصولًا إلى صراعات جوزيه مورينيو الداخلية، ثم أحلام أولي جونار سولشاير الرومانسية، ومحاولة إريك تين هاج فرض انضباط صارم أدى إلى تمرد صامت.

    والآن، يقف روبن أموريم، الضحية الجديدة، عاجزًا، لم يجد كلمات ليدافع بها عن لاعبيه، بل وجه لهم اللوم قائلًا بمرارة: "فريق جريمسبي كان الفريق الوحيد على أرض الملعب اليوم"، كان اعترافًا قاسيًا بأن فريقه الذي يضم صفقات هجومية تجاوزت 200 مليون جنيه إسترليني كان مجرد أشباح باهتة.

  • Grimsby Town v Manchester United - Carabao Cup Second RoundGetty Images Sport

    صدى الألم: صوت الجماهير من قلب المدرجات

    بينما يعجز المحللون عن إيجاد حل، تغرق وسائل التواصل الاجتماعي بصرخات جماهير فاض بها الكيل. 

    مشجع يكتب بيأس: "لقد نسيت كل الألم والعار من دعم مانشستر يونايتد، ثم عاد الموسم ليذكرني مجددًا".

    آخرون يؤكدون أن المشكلة أعمق من أي اسم، حيث يقول أحدهم: "المشكلة هي أنه حتى لو أضفت ميسي ورونالدو... سيبقى مانشستر يونايتد على حاله".

    لقد سئم الجمهور من سياسة كبش الفداء؛ فكما غرد أحدهم بحكمة مؤلمة: "جماهير مانشستر يونايتد تحب إلقاء اللوم على الأفراد وهذا لا ينجح أبدًا، بدأ الأمر مع دي خيا، رونالدو، تين هاج، والآن أونانا، والضحية التالية سيكون أموريم، أصلحوا الفريق بأكمله!".

  • Grimsby Town v Manchester United - Carabao Cup Second RoundGetty Images Sport

    بيت القصيد

    وفي النهاية، يبقى السؤال معلقًا في سماء مانشستر الملبدة بالغيوم: كم مدربًا جديدًا يجب أن يُحرق؟ وكم مليارًا يجب أن يُهدر؟ قبل أن تدرك الإدارة أن الروح لا تُشترى بالمال.

    لقد تلقى النادي صفعة من من فريق بالدرجة الرابعة، وربما هذه الصفعة المذلة هي ما يحتاجه العملاق النائم ليستيقظ... أو ليموت نهائيًا.