فريق العقد في الدوري الإسباني .. صراع رونالدو وميسي وهيمنة برشلونة

جاء إلى أتلتيكو مدريد في صيف 2014 ليعوض رحيل البلجيكي تيبو كورتوا، لكن مع الوقت، أثبت أنه استحق أن يكون أغلى حارس في الدوري الإسباني، بعدما تفوق على كورتوا.

واختير الحارس السلوفيني كأفضل حارس في الليجا على مدار المواسم الأربعة الماضية، غير أنه يعتبر الحارس الأكثر ثباتًا في المستوى، ونادرًا ما يرتكب أخطاء فردية.

ويعتبر موسم 2015-2016 الأفضل على الإطلاق بالنسبة لأوبلاك، حيث اهتزت شباكه 18 مرة في 38 مباراة، ولهذا كان يقع الاختيار عليه في السنوات الماضية لمنحه جائزة أفضل حارس في الدوري الإسباني في وجود منافسين من نوعية تير شتيجن وكيلور نافاس.

رغم أنه لم يقتحم التشكيلة الأساسية لفريق العام في الليجا سوى مرة واحدة، إلا أن هذا لا يقلل من تأثيره على أرض الملعب، بفضل سرعته وقدراته الفنية والبدنية التي جعلته يحتفظ بمكانه في تشكيلة برشلونة إلى أن غادر النادي بشكل مفاجئ عام 2016، بعدما ساهم في فوز البرسا بعديد من الألقاب، أبرزهم ثلاثية 2009 مع بيب جوارديولا وثلاثية 2015 مع لويس إنريكي.

أعاد المدافع الكاتالوني اكتشاف نفسه من جديد مع برشلونة، بعدما كان مجرد لاعب بديل في مانشستر يونايتد، ومنذ عودته الثانية لبيته القديم، أصبح من أهم اللاعبين في التشكيلة الأساسية مع كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق، إذ يعتبر صخرة الدفاع، وذلك بـ DNA وشخصية برشلونة، كواحد من أبرز أسماء الجيل الذهبي، بحصوله على ثمانية ألقاب ليجا، بخلاف البطولات الأخرى، منها 3 ألقاب دوري أبطال أوروبا.

قائد النادي الملكي ليس مجرد مدافعًا من المصنفين ضمن الأفضل عالميًا، بل خبير في تنفيذ مهامه الهجومية، بفضل رأسه الذهبية، التي صنع بها الفارق للريال في عديد من المناسبات الهامة، لعل أشهرها هدفه في مرمى
أتلتيكو مدريد في نهائي دوري الأبطال 2014، غير أنه سجل مع الفريق 37 هدفًا في الدوري المحلي على مدار العقد الماضي.

يرى كثير من النقاد والمتابعين أن مارسيلو كان ثالث أفضل لاعب في الليجا العقد الماضي بعد ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، لما قدمه على أرض الواقع في الجهة اليسرى للنادي الميرينجي، ربما يعاب عليه ضعفه في النواحي الدفاعية، لكن على المستوى الهجومي، حدث ولا حرج عن المهارة والاستحواذ على الكرة وصناعة الأهداف، أضف إلى ذلك أنه سجل مع الريال 25 هدفًا وشارك في أكثر من 300 مباراة.

وضعه لا يختلف كثيرًا عن جيرار بيكيه، هو الآخر أعاد اكتشاف نفسه مع الفريق، أو بالأحرى ساعده الفيلسوف بيب جوارديولا على إثبات نفسه في موسمه الأول في سدة حكم "كامب نو"، بمنحه الثقة اللازمة على حساب لاعب أكثر خبرة منه مثل يحيى توريه، ومع الوقت أثبت بوسكيتس أنه استحق مغامرة الفيلسوف، بعدما أصبح من أهم وأكثر اللاعبين المؤثرين في وسط الفريق، بفضل رؤيته وقدرته الهائلة على الاحتفاظ بالكرة، حتى لو كان محاطًا بأكثر من لاعب، من الصعب أن تُفتك منه الكرة لا في المواجهات المباشرة على الأرض أو في الحوارات الفضائية لتمتعه لميزة الطول الفارع، وهو أيضًا من المجموعة التي تملك ثمانية ألقاب ليجا وساهمت في ثلاثيتي 2009 و2015.

يقولون في ريال مدريد لا يوجد لاعب وسط آخر في العالم أكثر اكتمالاً أو أناقة من لوكا مودريتش، صحيح بدايته لم تكن موفقة 100%، لكن مع مرور الوقت فرض نفسه على التشكيلة الأساسية، إلى أن توج مجهوده بالفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم العام الماضي.

دخل الرسام التاريخ عام 2015، بعدما أصبح ثالث لاعب يحظى بالثناء والتصفيق في "سانتياجو بيرنابيو" بعد دييجو أرماندو مارادونا ورونالدينيو، وكيف لا وهو من أمتع عشاق الليجا بنوع آخر من كرة القدم، كان يتجلى في أسلوبه السهل في المرور والمراوغة من اللاعبين، وكأنه لم يكن يفعل أي شيء، رغم أنه على أرض الواقع كان يفعل الشيء المستحيل بالنسبة للاعبين، بالمرور بأريحية من أي لاعب والأهم كرمه الزائد في تقديم الهدايا للمهاجمين أمام مرمى المنافسين.

هو ليس أفضل لاعب في العشرية الأخيرة، بل ربما الأفضل في تاريخ الليجا، نتحدث عن أفضل هداف في تاريخ الدوري الإسباني، والذي فاق حدود العقل عام 2012 بتسجيل أكثر من 90 هدفًا، وقبل هذا وذاك، هو أفضل لاعب في العالم 6 مرات، آخرهم جائزة العام الحالي، هذا بخلاف ألقابه الجماعية في العقد الحالي، بالفوز بالليجا 7 مرات ودوري الأبطال مرتين.

ربما يكون سجله الجماعي ليس جيدًا بما فيه الكفاية، بالاكتفاء بلقب الليجا مرتين، لكن هذا لا يقلل من نجاحه المدوي في البطولة، وبعيدًا عن أنه أكثر من سجل "الهاتريك" في الدوري الإسباني، فمنذ عام 2010 وهو بالكاد لا يسجل أقل من 40 هدفًا، منهم موسم 2014-2015، ختمه بـ48 هدفًا على مستوى الدوري، كثاني أفضل هداف في الليجا بعد ميسي طوال فترة وجوده في إسبانيا.

بصرف النظر عن التعامل مع الأنيق لفرنسي على أنه منافس خجول لميسي ورونالدو، فهو حقق نجاحات لا بأس بها في الدوري الإسباني، وذلك ليس فقط في تجربته الرائعة مع الأتلتي، بل منذ ظهوره على الساحة مع ناديه الأسبق ريال سوسييداد مع بداية العقد الحالي، وهذا بفضل جودته وكفاءته التي جعلته سلاح دييجو سيميوني الرادع في السنوات الماضية, قبل أن يحقق حلمه باللعب مع البرغوث في معقل الكاتالان بداية من الموسم الجاري.