فرنسا ضد إيطاليا | خطأ دي لورينزو صنع مباراة ممتعة .. وحان الوقت يا ديشان لتسلم الراية إلى زيدان!

ويواصل برادلي باركولا، نجم باريس سان جيرمان، تقديم أوراق اعتماده كأحد أبرز نجوم موسم 2024-2025، حيث قرر قص شريط المباراة بهدف مبكر للغاية منح التقدم لفرنسا في الثانية 12.6 فقط، ليسجل أسرع هدف في تاريخ منتخب فرنسا، والأسرع في دوري الأمم الأوروبية، علمًا بأنه أول أهداف برادلي بقميص الديوك.

واستعان المدرب ديدييه ديشان، باللاعب باركولا في مركز الجناح الأيسر، مع الدفع بنجم ريال مدريد، كيليان مبابي، في قلب الهجوم، ليبدأ برادلي المباراة بأفضل شكل ممكن.

واستغل باركولا خطأ فادحًا من دي لورينزو، قبل إطلاق صافرة البداية، لينجح في الانفراد بالحارس دوناروما، وتسديد الكرة في شباك زميله بباريس سان جيرمان، ليحرز هدفه الخامس في 4 مباريات، منذ انطلاق الموسم الجديد، بعد هز شباك لوهافر ومونبلييه (هدفين) وليل، ثم منتخب إيطاليا.

ولم يتوقف باركولا عند هذا الحد، بل كاد أن يسجل هدفًا محققًا في الدقيقة 39، بتسديدة أرضية خاطفة على حدود منطقة الجزاء، لتمر الكرة بجوار القائم الأيمن بقليل، ليثبت أنه أبرز لاعبي الديوك في اللقاء.

وكان خطأ دي لورينزو، هو الشرارة التي أشعلت المباراة، وحولها إلى متعة كروية في عيون كل من يتابعها، فالمنتخب الفرنسي يضغط، والإيطالي يرد بمرتدات خطيرة، أسفرت عن فرصة ضائعة في الدقيقة 6، بعدما استقبل دافيد فراتيسي تمريرة رأسية، ليتابع برأسية قوية ارتطمت بالعارضة.

المنتخب الإيطالي استغل فتح مساحات دفاعية من قِبل لاعبي فرنسا، ليهدد مرمى مينيان، في أكثر من مناسبة، قبل أن يترجم دي ماركو خطورة الآتزوري، بعد استغلال بُعد المسافة مع أوليسيه، لينجح في استلام الكرة وتمريرها إلى تونالي الذي أعادها بالكعب إليه، ليسدد دي ماركو كرة يسارية رائعة في شباك فرنسا، في الدقيقة 31.

المثير في الأمر أن المباراة شهدت عودة ساندرو تونالي، لارتداء قميص إيطاليا، بعد غياب بسبب قضية المرهنات، التي غيبته عن الملاعب لمدة 10 شهور، إلا أنه أظهر انسجامًا مع دي ماركو، وقدم (أسيست) رائعًا، ليساهم في تسجيل أول هدف رسمي في مواجهات إيطاليا وفرنسا، منذ هدف دانييلي دي روسي في كأس أمم أوروبا 2008.

قبل خوض أولى مبارياته مع ريال مدريد، كانت الجماهير تتساءل "أين سيلعب كيليان مبابي؟"، وهل سيضحي المدرب كارلو أنشيلوتي بالبرازيلي فينيسيوس جونيور من أجله، ليرد أنشيلوتي بأنه سيمنح حرية الحركة للاعبين، وبالتالي، كنا نشاهد مبابي في مركز الهجوم، ولكنه يميل إلى التحرك في الزاوية اليسرى، رغم أنه افتقد للانسجام مع فينيسيوس ورودريجو، الأمر الذي جعله ينتظر حتى الجولة الرابعة، ليسجل أول أهدافه في الدوري الإسباني، في شباك ريال بيتيس.

وتعرض مبابي لسيناريو مشابه في مباراة إيطاليا، بعدما قرر المدير الفني ديشان، الدفع به في مركز قلب الهجوم، تعويضًا للاعب أوليفيه جيرو الذي أعلن اعتزاله الدولي، إلا أن كيليان كان يتجه للعب في الجهة اليسرى مع باركولا.

كيليان مبابي لعب دور المهاجم الوهمي في لقاء إيطاليا، حيث سدد كرتين فقط، واحدة على مرمى دوناروما، والثانية خارج المرمى، وقدم مراوغتين ناجحتين، وتمريرتين مفاحيتين، كما صنع 3 كرات طويلة ناجحة بنسبة 100%.

وبات السؤال هو "هل أصبح مكتوبًا على كيليان مبابي، أن يصبح محرومًا من اللعب في مركزه المفضل، كجناح أيسر؟".

قبل خروجه للإصابة في الدقيقة 62، قدم فراتيسي ريمونتادا إيطالية رائعة أمام فرنسا، فبعد أن أهدر فرصة محققة في الدقيقة السادسة بكرة رأسية في العارضة، استطاع أن يوقع على الهدف الثاني في الدقيقة 51، بعدما استطاع أن يبدأ الهجمة بانتزاع الكرة من لاعبي فرنسا، ثم انتهت الهجمة بتمريرة عرضية من ريتيجي إلى فراتيسي الذي نجح في سباق يوسف فوفانا، ليسدد الكرة على يمين الحارس مينيان.

وواصل الآتزوري عروضه الرائعة بهدف ثالث من جملة هجومية مذهلة في الدقيقة 74، بتمريرة طويلة من ريتشي إلى أودوري، ثم تنتهي بأقدام راسبادوري في الشباك.

ورغم ضرب صفوف الآتزوري بإصابة فراتيسي ثم ريكاردو كالافيوري، إلا أن إيطاليا استطاعت أن تحقق الفوز وتنهي سلسلة من الأرقام القياسية السلبية، حيث حققت كتيبة لوتشيانو سباليتي، أول فوز أمام الديوك، على ملعب بارك دي فرانس، والفوز الأول أمام فرنسا على ملعبه، منذ 70 عامًا، وتحديدًا عام 1954، كما أنه أول انتصار إيطالي خلال شهر سبتمبر.

وبات مستقبل المدير الفني ديدييه ديشان مع فرنسا على المحك، وذلك بعد الخروج من نصف نهائي كأس أمم أوروبا 2024، بأداء اتسم بالفقر الهجومي والاعتماد على الدفاع، طوال البطولة، ومن ثم الخسارة الثقيلة أمام إيطاليا (1-3)، في ظل مطالبة الجماهير الفرنسية برحيل ديشان، ومنح الفرصة إلى أسطورة ريال مدريد، زين الدين زيدان.

ويمكن القول إن نتيجة الـ(3-1) أصبحت سمة مميزة للانتصارات الإيطالية على ديوك فرنسا، فهي النتيجة التي كتب بها الآتزوري فوزًا في ربع نهائي كأس العالم 1938، ومباراتين وديتين في 1948 و1954.

وكانت نتيجة الثلاثة أهداف مقابل هدف، قد شهدت آخر انتصارات إيطاليا على فرنسا من معقل الديوك قبل 70 عامًا، ومنذ ذلك الحين، لم يحقق الطليان أي انتصار على الأراضي الفرنسية قبل اليوم.