فرصة العمر! قمة مانشستر سيتي وآرسنال بوابة أرتيتا الذهبية لمقارعة جوارديولا وكلوب

قال بيب جوارديولا، للصحفيين قبل انضمام عدد كبير من نجوم فريقه إلى منتخباتهم في المباريات الدولية الأخيرة: "لن أشاهد المباريات سأرتاح وعندما يعودون سنرى من نجى ومن لم ينجو، أتمنى أن يكون الجميع بخير".

ولكن أمنيات جوارديولا، لم تتحقق فخلال هزيمة إنجلترا 1-0 أمام البرازيل، تعرض كايل ووكر، لإصابة في أوتار الركبة بعد 20 دقيقة فقط، وسيغيب عن مباراة القمة بين السيتى وآرسنال غدًا.

ولعب جون ستونز 90 دقيقة كاملة ضد البرازيل، وشارك أساسيًا مجددًا في المباراة التالية لإنجلترا ضد بلجيكا بعد ثلاثة أيام فقط مما أدى إلى خروجه مبكرًا من المباراة بسبب مشكلة في العضلة الضامة، في سلسلة من انتكاسات اللياقة البدنية لستونز، الذي لعب 11 مباراة فقط مع السيتي حتى الآن هذا الموسم، وسيغيب أيضًا عن مباراة آرسنال.

وتعرض أيضًا مانويل أكانجي، لكدمة خلال مباراة منتخب سويسرا، وكان أكانجي أحد أبطال جوارديولا المجهولين هذا الموسم، حيث قدم مستويات رائعة في قلب الدفاع والظهير الأيمن ولكنه قد يكون جاهزًا لمباراة القمة غدًا.

ويواجه جوارديولا، مشكلة خطيرة في تشكيل فريقه الدفاعى قبل مواجهة آرسنال غدًا حيث قد يغيب حارس المرمى إيدرسون، بعد استبعاده من معسكر منتخب البرازيل بسبب إصابة في الفخذ، والغياب المؤكد لكل من ووكر وستونز سيمثل ضربة قوية.

لدى فريق آرسنال مخاوف بشأن اللياقة البدنية لبعض لاعبيه حيث تم استبعاد بوكايو ساكا وجابرييل ماجالهايس، من منتخباتهم مبكرًا ورغم وصف إصابة المهاجم الإنجليزي بأنها "طفيفة"، ونفس الأمر للنجم البرازيلي ولكن هناك صعوبة فى مشاركة الثنائي غدًا أمام السيتي، إلى جانب جابرييل مارتينيلي، الذي يتعافى الآن من الجرح القوى في قدمه الذي تعرض له خلال فوز آرسنال بنتيجة 6-0 على شيفيلد يونايتد.

وسجل الجانرز 17 هدفًا خلال آخر ثلاث مباريات خارج أرضهم، وأمامهم فرصة مثالية للثأر من هزيمتهم في ملعب الاتحاد في أبريل الماضي، وقد أدى فوزهم الصعب بنتيجة 1-0 على مانشستر سيتي بملعب الإمارات في النصف الأول من هذا الموسم إلى ارتفاع معنوياتهم والاستمرار فى المنافسة بقوة على لقب الدوري الإنجليزي.

لكن الحاجز النفسي والعقلي قد يؤثر بالسلب على آرسنال نظرًا لسجله البائس تاريخيًا، فبالعودة إلى يناير 2015 وفوز آرسنال الأخير على السيتي بملعبه، قد تعرضوا بعض ذلك لسبع هزائم وتعادل واحد في آخر ثماني مباريات على ملعب الاتحاد.

سيحاول أرتيتا، ضرب مانشستر سيتي بسلاح الهجمات المرتدة رغم أن عدد قليل جدًا من الفرق قد تمكنت من التفوق على كتيبة جوارديولا على أرضهم.

ولم يخسر فريق مانشستر سيتي حتى الآن هذا الموسم على أرضه في 20 مباراة بجميع المسابقات، ولكن قد ينجح آرسنال فى تحقيق الفوز غدًا.

ولم يظهر السيتى حتى الآن بمستواه المميز المعروف حيث تعرض للهزيمة أمام أستون فيلا، وكان محظوظًا للتعادل مع ليفربول بملعب أنفيلد، وتسبب توتنهام وكريستال بالاس وتشيلسي في إثارة قلقهم ويمتلك آرسنال كل الأدوات اللازمة لزعزعة استقرار حامل اللقب.

وقال جايل كليشي، ظهير آرسنال السابق "لسوبر 6": "يحتاج آرسنال إلى الشجاعة للذهاب إلى ملعب السيتى والتفوق عليهم، وأعتقد أنه سيكون من الخطأ الفادح أن يحاول أرتيتا، اللعب على الهجمات المرتدة وترك الاستحواذ لمانشستر سيتي، ويجب أن يلعب بطريقته الخاصة ولا يمكن لآرسنال أن يخسر غدًا والتعادل سيبقيهم متقدمين على السيتي في الدوري لكني لست متأكدًا من أن نقطة واحدة كافية ضد فريق مثل السيتي".

وتابع: "إنهم بحاجة للفوز باللقب لإثبات صحة العمل الذي كانوا يقومون به خلال السنوات الماضية ونقطة الضعف في فريق مانشستر سيتي عندما يستحوذون على الكرة وغالبًا يخسرون الكرة الثانية، ويمكن للاعبين مثل ساكا ومارتينيلي، أن يهددوا دفاعات السيتى ومع الاحتفاظ بالكرة واستخدام المساحة في الخلف يمكن أن يكون هذا هو مفتاح الفوز، وإذا كان هناك فريق واحد قادر على الذهاب إلى هناك والحصول على النقاط، فهو آرسنال".

يمتلك فريق آرسنال سلاحين مميزين لم يكن لديهم في نفس المرحلة من الموسم الماضي، حيث تسبب غياب ويليام صاليبا، بسبب الإصابة فى انهيار الجانرز، لكنه الآن جاهزًا ويعود إليه الكثير من الفضل في جعل آرسنال أفضل فريق دفاعي في الدوري الإنجليزي حتى الآن.

ويتميز المدافع الفرنسي بأنه قلب دفاع قوي ومتماسك ونادرًا ما يحتل المركز الثاني في الالتحامات الفردية ويمتلك الجودة الفنية لدفع فريقه إلى الأمام، وإذا نجح في التفوق على هالاند، فسيكون لدى آرسنال فرصة كبيرة للتغلب على السيتي غدًا.

واللاعب الوحيد الأكثر أهمية من صاليبا فى تشكيل آرسنال حاليًا هو ديكلان رايس، الذي ضمه الجانرز في صفقة قياسية بقيمة 105 ملايين جنيه إسترليني ووضع بصمة واضحة على خط وسط الفريق، حيث قام رايس، باعتراضات وتدخلات فى الدورى الإنجليزي أكثر من أي لاعب آخر في آرسنال منذ انضمامه وسجل أيضًا ستة أهداف.

وفي الوقت الحالي، ربما يكون رودري، هو لاعب خط الوسط الوحيد في العالم الذي قد يكون أفضل من رايس، وستكون مهمة نجم آرسنال هى إيقافه، فرودري هو منسق فريق السيتي والقوة الدافعة وراء نجاحهم، ويجيد أيضًا تسجيل الأهداف.

وشارك رودري، فى 62 مباراة دون أن يتعرض السيتى للهزيمة ولكن رايس يتمتع بنفس التأثير، وسيكون آرسنال قادرًا على السيطرة على المباراة إذا نجح رايس فى إيقاف خطورة رودرى، ويمكن أن يكون سلاح التمريرات الحاسمة لرايس مفيدًا حيث صنع النجم الإنجليزي حتى الآن ست تمريرات حاسمة هذا الموسم.

أنفق فريق آرسنال 65 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع كاي هافيرتس، من تشيلسي في الصيف الماضي، وعانى النجم الألمانى في البداية مع الجانرز وتعرض لانتقادات عنيفة لكنه لم يستسلم واستفاد من إصابة جابرييل جيسوس، ولعب كمهاجم وتألق.

وسجل اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا في جميع انتصارات آرسنال الثلاثة قبل فترة التوقف الدولي الأخيرة ضد نيوكاسل وشيفيلد يونايتد وبرينتفورد، وصنع أيضًا هدفين.

ويتمتع الجانرز بخيار اللعب المباشر وتنفيذ الكرات الطويلة مع هافيرتس، حيث أن قدرته الهوائية الرائعة وقوته الخادعة تجعله اللاعب المثالي للتهديف، وإذا فشل آرسنال في اختراق دفاعات السيتي، فإن هافيرتس، سيمنحهم خطة بديلة لم تكن لديهم في مباراتهم الأخيرة بملعب الاتحاد.

ويمكن أن يتألق هافيرتس، ويسكت كل المشككين حيث بدأ لاعب باير ليفركوزن السابق أخيرًا في إظهار إمكانياته الكاملة وقد يمنح آرسنال الأفضلية في النهاية.

إن مواجهة الغد بين آرسنال والسيتى هي الأكبر والأهم فى مسيرة أرتيتا حتى الآن، فرغم إشرافه على تطور الجانرز منذ تعيينه في عام 2020، وإعادته الفريق مرة أخرى إلى المنافسة على لقب الدورى الإنجليزى وتأهلهم إلى دوري أبطال أوروبا، لكن الخطوة التالية هي الأصعب.

ولا يصنف أرتيتا، من مدربين النخبة مثل جوارديولا وكلوب، لأنه توج بلقب بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي فقط، وإذا تعرض آرسنال للهزيمة غدًا أمام السيتي ستكون ضربة قاضية لفرصهم في الفوز بالدوري الإنجليزي هذا الموسم وهو الأمر الذي لن يتعافوا منه، لكن الفوز سيقود كتيبة أرتيتا، إلى إنجازات جديدة قبل مواجهات نصف نهائي دورى الأبطال.

ويسعى كل مدرب إلى تحقيق الثنائية المحلية والأوروبية هذا الموسم، وقد أثبت آرسنال جودته مؤخرًا وتم منح أرتيتا، الكثير من الفرص في السنوات الأربع الماضية والآن حان وقت النجاح وإذا فشل فى تحقيق ذلك فيجب رحيله لأنه سيكون ليس المدرب المناسب لتجاوز عقبة النادى.