grafica kessie al ahli 2025 16.9Getty Images

طعنات الظهر من إسبانيا إلى السعودية .. فرانك كيسييه بين تجربتي برشلونة والأهلي "صمت البطل الراحل سيد الموقف"!

"في الشدائد تظهر معادن الرجال" .. تلك العبارة تصف تحديدًا ما مر به النجم الإيفواري فرانك كيسييه في آخر ثلاثة أعوام.

هو ذاك اللاعب الذي قد يعاني ما يعانيه، لكنك لا تجده شكاء بكاء، غالبًا ما يلتزم الصمت ويترك أفعاله وحدها لترد عنه.

وهو النهج الذي يتبعه حتى الآن، بينما تتحدث التقارير عن تفكير الأهلي في الاستغناء عنه، ورغم مطالبة بعض جماهير قلعة الكؤوس برحيله بالفعل.

فـ"ما أشبه الليلة بالبارحة" .. كأن الأيام تعيد نفسها على صاحب الـ28 عامًا، السيناريو الذي عاشه قبل عامين مع برشلونة، ها هو يعيشه الآن مرة أخرى بقميص الراقي..

  • برشلونة لجماهيره: مجرد تقوية دكة البدلاء!

    بالعودة للوراء ثلاثة أعوام، وتحديدًا في الرابع من يوليو 2022، تفاجأ جمهور برشلونة بإعلان ناديهم التعاقد مع فرانك كيسييه؛ ابن الـ25 عامًا آنذاك.

    الصفقة كانت على "طبق من ذهب" بالنسبة لمسؤولي البلوجرانا؛ لاعب حر، صغير السن، حاصد بطولة الدوري الإيطالي لتوه مع ميلان 2021-22 .. فلا بأس من جلبه لتقوية مقاعد البدلاء!

    تلك هي المبررات التي خرج بها برشلونة لجماهيره حينها بعد التوقيع مع كيسييه مجانًا وبعقد يمتد حتى عام 2026، ويتضمن شرط جزائي 500 مليون يورو.

    لكن لم يقبل الإيفواري وقتها لعب هذا الدور؛ "مجرد بديل"..

  • إعلان
  • من لاعب دكة إلى نجم حاسم

    الخطة دارت كما أرادها البرسا في النصف الأول من موسم 2022-23؛ فلم يكن فرانك كيسييه سوى لاعب بديل، يشارك لدقائق أوقات، وأحيانًا أخرى لا يشارك من الأساس.

    لكن الوضع اختلف في النصف الثاني من ذاك الموسم، إذ كانت مشاركات الإيفواري أكبر حتى وإن لم يتغير وضعه كلاعب بديل إلا أنه "بديل حاسم"..

    ربما أبرز بصمتين في موسم 2022-23 لكيسييه كانتا في الكلاسيكو، وكأن القدر يكافئه على ما كان يقدمه خلال دقائق مشاركته المحدودة.

    في الثاني من مارس 2023، شارك كيسييه أساسيًا في كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة، حيث ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، تلك المباراة التي انتصر بها البرسا بهدف نظيف.

    الهدف جاء بعدما سدد الإيفواري تسديدة من داخل منطقة الجزاء، تصدى لها الحارس المدريدي تيبو كورتوا، لكنها ارتدت لتصطدم بمدافعه إيدير ميليتاو، محرزًا هدف بالخطأ في مرماه.

    لكن ربما لسوء حظ كيسييه، لم تكتمل فرحة البلوجرانا، إذ تلقى هزيمة برباعية نظيفة في الإياب، في لقاء شارك به فرانك لمدة 59 دقيقة، وودع برشلونة البطولة.

    أما البصمة البارزة الثاني، فكانت بعد الأولى بأيام قليلة، وتحديدًا في 19 من مارس 2023، حيث كلاسيكو الجولة الـ26 من الدوري الإسباني.

    تابع كيسييه تلك المباراة من على مقاعد البدلاء، حتى دفع به مدربه تشافي هيرنانديز في الدقيقة 77 بدلًا من سيرجي روبرتو، وبينما كانت تشير النتيجة للتعادل (1-1).

    وللمرة الثانية، نجح فرانك كيسييه في هز شباك الميرينجي، إذ أحرز هدف الفوز (2-1)، في الدقيقة 2+90 من تسديدة من داخل منطقة الجزاء.

    حتى ساهم في حصد برشلونة للقب الدوري الإسباني في الأخير، مشاركًا في 28 مباراة، و43 لقاء بمختلف البطولات، بجانب التتويج بكأس السوبر الإسباني على حساب ريال مدريد.

  • من الحسم إلى الصعود للهاوية!

    لا ينكر أحد أن فرانك كيسييه كان أحد عوامل تتويج برشلونة بلقب الليجا 2022-23 رغم عدم مشاركته أساسيًا إلا أنها لم تكن إلا رحلة الصعود للهاوية..

    بينما كان ينتظر الفرصة الثانية في الموسم الثاني له بقميص الفريق الكتالوني، صدر فرمان الاستغناء عنه بنهاية الموسم بغرابة شديدة، وكأنهم وجهوا طعنة له من الخلف.

    الأمر يتعلق بما يعانه برشلونة حتى وقتنا هذا؛ اللعب المالي النظيف، ففضل المسؤولون الحصول على 12.5 مليون يورو من السعودية، والتخلص من راتب كيسييه، بجانب البحث عن لاعب أفضل منه!

    فانتهت رحلة الإيفواري سريعًا في إسبانيا، محتفظًا بصمته الغالب عليه!

  • Franck Kessie Ahli Barcelona GFXGetty

    والآن .. الأهلي يطعنه من الخلف مرة ثانية!

    أما عن قصته مع الأهلي، فلا تختلف كثيرًا عن تلك الخاصة ببرشلونة، ربما الفارق الوحيد أنه مع الراقي كان نجمًا أساسيًا على مدار الموسمين الأخيرين.

    لكن النهاية واحدة: "نريد الاستغناء عنه بحثًا عن لاعب أفضل في مركزه!" – هذا ما يقال بحسب تقارير الصحافة السعودية بالمناسبة ولم يتم الإفصاح عنه علنًا – لكن يتفق معه قطاع مع جمهور الأهلي!

    في موسم كيسييه الأول مع الأهلي؛ حيث موسم العودة من دوري يلو للدرجة الأولى إلى دوري روشن، ساهم في عدة أهداف حاسمة؛ منها هدفين في شباك الكبيرين الاتحاد والشباب، فقاد الراقي للتأهل لدوري أبطال آسيا للنخبة 2024-25.

    وفي موسمه الثاني داخل قلعة الكؤوس، كانت البصمة الأكبر بقيادة الفريق للإنجاز التاريخي، حاصدًا لقب دوري أبطال آسيا للنخبة لأول مرة في تاريخ النادي، بل أنه سجل هدفًا من ثنائية الفوز أمام كاواساكي الياباني بالنهائي.

    بشكل عام، شارك صاحب الـ28 عامًا في 77 مباراة بقميص الأهلي، سجل خلالها 14 هدفًا وصنع تسعة آخرين.

    حتى في وقت تراجع مستواه كما يتراجع كافة زملائه من حوله، كان يكون أفضل محافظًا على توازن خط وسط الراقي.

    لكن بداعي "نريد لاعب أفضل منه"، ربما نقرأ خبر رحيل فرانك كيسييه عن الأهلي قريبًا، أما عن حاله هو فالصمت سيد الموقف!