عاشق فان دايك .. جيوفاني ليوني "فخر صناعة الدفاعات الإيطالية" الجديد

ولد ليوني في روما ولا يزال حتى اليوم من أشد مشجعي نادي روما. لكن عائلته الشغوفة بالرياضة انتقلت إلى بادوفا لأسباب عمل عندما كان في الخامسة من عمره، وفي منطقة فينيتو شمال شرق البلاد خطا أولى خطواته نحو كرة القدم مع فيجونتينا. ثم انضم إلى سيتاديللا في 2015، لكن بادوفا اختارته بعد أربع سنوات، وهناك خطا أولى خطواته نحو كرة القدم.

كونه ابن لاعبين سابقين في كرة الماء المحترفين لم يعيق تقدمه، حيث تعلم أهمية الانضباط والتفاني في المنزل، وسرعان ما أصبح واضحًا أنه ورث أيضًا قدرات والديه الرياضية. في الواقع، كان ليوني لا يزال يلعب لفريق بادوفا تحت 13 سنة عندما تم اختياره للعب في فريق تحت 16 سنة بسبب أزمة الإصابات.

وقال ليوني لموقع النادي الرسمي: " أتيحت لي الفرصة للعب في مستوى أعلى وكانت تجربة قيمة بالنسبة لي. كنت محظوظًا أيضًا في بادوفا لأنني كنت أتدرب دائمًا على يد مدربين دفاعيين كانوا يقدمون لي نصائح مهمة. لكن المدرب الذي علمني الكثير كان بيبي أجوستيني. لقد علمني الكثير كلاعب وكإنسان. كما يقول دائمًا: "حتى بدون كرة القدم، الحياة جميلة" .

أثناء مشاركته مع فريق أجوستيني تحت 17 عامًا، لفت ليوني انتباه مدرب فريق بادوفا الأول، فينتشنزو تورينتي، الذي أشركه في الدقائق الأخيرة من مباراة الدوري الإيطالي الثالث ضد ألبينليفي في 19 مارس 2023. كان ليوني يبلغ من العمر 16 عامًا وثلاثة أشهر فقط في ذلك الوقت، وبذلك أصبح أصغر لاعب يشارك في الدوري الإيطالي خلال موسم 2022-23.

"عندما طلب مني المدرب أن أدخل الملعب، كنت متوتراً قليلاً"، اعترف ليوني بعد ظهوره التاريخي. "لكنني كنت سعيداً أيضاً لأن هذا كان حلمي. لم أعتقد أبدًا أنني سأخوض أول مباراة لي مع الفريق الأول في بداية الموسم؛ كل شيء حدث بسرعة كبيرة. شاهدني المدرب ألعب مع فريق تحت 17 عامًا وأعتقد أنه أعجب بموقفي، وبأنني لم أتكبر أو أتصنع. أحاول فقط أن أتدرب بجد وأبذل 100٪ من جهد

بعد أقل من عام من انطلاقته في بادوفا، انتقل ليوني إلى فريق سامبدوريا الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية الإيطالي، حيث وقع مع النادي في 1 فبراير 2024 على عقد إعارة لمدة ستة أشهر مع خيار الشراء.

كان أندريا بيرلو مدرب الفريق الليجوري في ذلك الوقت، وكان الفائز بكأس العالم، الذي لعب إلى جانب بعض من أفضل المدافعين في التاريخ خلال مسيرته الكروية الرائعة، يعلم أن ليوني مقدر له أن يلعب في الدوري الإيطالي منذ اللحظة الأولى التي شاهده فيها.

كان الأمل أن يفعل ذلك مع سامبدوريا، ولكن بعد خروج الفريق من الدور التمهيدي من تصفيات الصعود، لم يكن أمام النادي الذي يعاني من أزمة مالية سوى بيع أحد أهم لاعبيه.

في هذه المرحلة، كان إنتر ويوفنتوس يراقبان ليوني، الذي لعب دقائق أكثر من أي لاعب آخر تحت 18 عامًا خلال النصف الثاني من موسم 2023-24، لكن بارما، بطل دوري الدرجة الثانية الإيطالي، وافق على طلب سامبدوريا بـ 5 ملايين يورو مبدئيًا و3.5 مليون يورو كعلاوة محتملة.

كما كان متوقعًا، أثبت ليوني أنه صفقة رابحة. على الرغم من أنه استغرق بعض الوقت للتأقلم في ملعب إنينيو تارديني، إلا أن المراهق انضم إلى فريق بارما تحت قيادة فابيو بيكيا في نوفمبر قبل أن يصبح لاعبًا أساسيًا تحت قيادة كريستيان كيفو خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من الموسم.

وقال كيفو بعد استبدال بيكيا المقال في فبراير: "نحن جميعًا نعرف ما يمكن أن يصبح عليه ليوني. الأمر الآن بيننا وبينه لتحقيق [إمكاناته] " .

ما يلفت الانتباه على الفور في ليوني هو مظهره المهيب بين صفوف اللاعبين الكبار. فهو يبلغ من العمر 18 عامًا فقط، لكنه يبلغ طوله 6 أقدام و5 بوصات، ويستغل طوله جيدًا في الفوز باستمرار في المواجهات الهوائية داخل منطقة الجزاء وحولها. علاوة على ذلك، على الرغم من أنه لم يبلغ بعد مرحلة النضج الكامل، إلا أنه يتمتع بقوة بدنية كبيرة وقد أثبت بالفعل قدرته على الصمود أمام أكبر وأقوى المهاجمين في الدوري الإيطالي.

ومع ذلك، فإن ذكاء ليوني الكروي هو ما يميزه حقًا عن أقرانه.

وقال روبرتو بارونيو، المدرب المساعد السابق لسامبدوريا، لصحيفة بارما توداي: "إنه شاب ذكي للغاية. عندما تكون ذكاءك فوق المتوسط، يمكنك الذهاب إلى أبعد من ذلك، وهو قادر على قراءة نوايا الخصم. هذه مهارة لاحظناها فيه منذ البداية. عندما يواجه مدافع مهاجمًا سريعًا أو أقوى منه، يحاول "التحكم" فيه، بضغطات بسيطة بالكتف أو بتوقع الكرة. هذه حيل دقيقة لا يمتلكها عادة سوى اللاعب المتمرس، عندما يكون على دراية باللاعب الذي يواجهه. لكن ليوني يمتلك هذه المعرفة، هذا المستوى من المكر".

يقر بارونيو بأن ليوني بحاجة إلى تحسين قوة الجزء العلوي من جسمه إذا أراد أن يصبح أحد أقوى المدافعين في أوروبا، بينما يعتقد اللاعب الدولي الإيطالي السابق أن المراهق بحاجة إلى العمل على أن يكون أكثر اندفاعًا في أول خمسة أمتار، بالإضافة إلى تحسين قدرته على اتخاذ القرار، حيث يشعر أن ليوني يجازف أحيانًا بتسبب ركلات جزاء في سعيه للوصول إلى الكرة أولاً.

ومع ذلك، لا يزال بارونيو واثقًا تمامًا من أن شخصية ليوني الدؤوبة والمجتهدة والمتواضعة ستتحسن في السنوات القادمة.

وأوضح بارونيو: "عليه أن يبني قوته، لكنه يفعل ذلك بالفعل، وسيكتسب سرعة أكبر في المستقبل لأنه شاب متواضع ومجتهد. "منذ أول حصة تدريبية له معنا في سامب، كان يلتقط الأقماع والكرات في نهاية التدريبات. كنا نقول له كثيرًا: "ليو، اتركها، لا داعي لذلك، لا تقلق!" لكنه كان يجيب: "لا، لا بأس، أنا معتاد على ذلك".

"لذا، هذا شيء موجود بداخله، وأعتقد أن الفضل في ذلك يعود إلى حد كبير إلى عائلته التي دعمته. آمل أن يصبح لاعبًا رائعًا لمجرد أنه هو نفسه".

ليوني يكون مرتاح للغاية مع الكرة ونادراً ما يرتبك عند الاستحواذ عليها. كما أنه قادر على اللعب كمدافع وسط تقليدي أو على الجانب الأيمن من خط الدفاع الثلاثي.

لذلك، بالنظر إلى جنسيته وأسلوبه ومكانته، لن يكون من المستغرب أن يتم مقارنته مرارًا وتكرارًا بنجم إنتر ميلانو وإيطاليا أليساندرو باستوني، المدافع المتميز في اللعب بالكرة والذي يتمتع بالسرعة والقوة للتعامل مع أفضل المهاجمين في العالم.

على الرغم من انضمامه إلى بارما في أغسطس الماضي فقط، من المرجح أن يغادر ليوني النادي قبل انطلاق الموسم الجديد من الدوري الإيطالي في 23 أغسطس. يقال إن ميلان حريص بشكل خاص على التعاقد مع اللاعب الشاب، حيث يسعى المدير الرياضي الجديد إيجلي تاري إلى تعزيز دفاع الروسونيري للمدرب ماسيميليانو أليجري، الذي عاد لتوّه لفترة ثانية في سان سيرو. ومع ذلك، قد تعيق آمالهم في تحقيق ذلك عدم قدرتهم على التخلي عن مالك تشاو، الذي رفض الانتقال إلى كومو الشهر الماضي وفقًا للتقارير.

قد يكون تلبية طلب بارما البالغ 30 مليون يورو (26 مليون جنيه إسترليني/35 مليون دولار) مشكلة أخرى ليوفنتوس. مثل ميلان، يسعى البيانكونيري إلى الاستثمار أكثر في اللاعبين الإيطاليين الصاعدين، لكن المال لا يزال شحيحًا في تورينو.

أما بالنسبة لإنتر، فإن أولويته في الوقت الحالي هي إتمام صفقة أديمولا لوكمان، حيث يصر أتالانتا على مبلغ 50 مليون يورو. ومع ذلك، يُعتقد أن مدرب النيرازوري الجديد، كيفو، يائس للعودة إلى اللاعب الذي يعتقد أنه مقدر له أن يكون من أفضل اللاعبين، ومن المؤكد أن التعاقد مع ليوني سيكون خطوة منطقية للغاية لفريق في حاجة ماسة إلى تجديد شبابه.

ومع ذلك، هناك اهتمام كبير من الدوري الإنجليزي بليوني، حيث تربط شائعات بين توتنهام ووست هام وليفربول واللاعب الدولي الإيطالي تحت 18 عامًا، مما يعني أن الطفل الذي نشأ وهو يعشق فان ديك قد يحظى بالفعل بفرصة اللعب إلى جانبه.