ظهر مارسيلو، نجم ريال مدريد، والمنتخب البرازيلي السابق لأول مرة في بطولة دوري الملوك، والذي أسسه جيرارد بيكيه، نجم دفاع برشلونة، والمنتخب الإسباني السابق، وتألق في ظهوره الأول، بالرغم من خسارة فريقه بركلات الترجيح.
AFP
Getty Imagesمارسيلو في ثوب جديد
في سن السابعة والثلاثين، لم يرغب مارسيلو أن يُغلق باب كرة القدم بعد، فعلى الرغم من ختام مسيرته الاحترافية المميزة مع ريال مدريد وفلومينينسي والمنتخب البرازيلي، وجد النجم البرازيلي في "دوري الملوك" مساحة جديدة للتعبير عن حبه للساحرة المستديرة.
مارسيلو انضم إلى فريق "سكل إف سي" أحد الأندية الحديثة في البطولة التي أطلقها المدافع الإسباني السابق جيرارد بيكيه، والمعروفة بأسلوبها المبتكر في تقديم كرة قدم سريعة ومليئة بالمفاجآت.
وفي أول مشاركة له، أثبت مارسيلو أنه لا يزال يحتفظ بجزء من سحر القدم اليسرى الذي لطالما صنع الفارق في "سانتياجو برنابيو"، مع الفريق الملكي، وفي ظهوره الأول بدوري الملوك الجمهور هتف له، الكاميرات لاحقته، وحتى خصومه لم يستطيعوا إخفاء إعجابهم بمهاراته.
سحر برازيلي
منذ الدقيقة الأولى، بدا مارسيلو في حالة من التوهج الفني وكأنه لم يبتعد يوماً عن أجواء المنافسة، وكانت اللقطة التي سرقت الأضواء كانت تمرير الكرة بين قدم أحد اللاعبين، بطريقة ساحرة ومهارية.
سرعان ما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، لتتحول إلى حديث الجماهير والمعلقين على حد سواء لكن الأداء الفني لم يكن وحده في الواجهة، مارسيلو شارك في تسجيل هدف من ركلة جزاء بعد أن اصطدمت محاولته الأولى بالقائم، كما أنه كان حاسماً في بناء اللعب، متقدماً من مركز الظهير إلى دور صانع الألعاب، في إشارة إلى أنه كان قادراً طوال مسيرته على شغل أي مركز يريده في الملعب.
نهاية مثيرة بركلات الترجيح
انتهت المباراة المثيرة بين الفريق الذي يقوده مارسيلو، أمام فريق رايو دي برشلونة، والذي يقوده صانع المحتوى الشهير "سوبريستو" بتعادل مثير بخمسة أهداف لكل فريق، في الوقت الأصلي ليلجأ الطرفان إلى ركلات الترجيح.
وهناك، لم يكن الحظ إلى جانب مارسيلو. فبعد أن سجّل إحدى الركلات في البداية، أهدر ركلة حاسمة في نهاية السلسلة لترتد الكرة وتعلن فوز الفريق المنافس.
الخسارة لم تُقلل من قيمة مشاركته، بل أكدت أنه ما زال لاعباً يعشق التحدي، سواء على أرضية "البرنابيو" أو في ساحة "دوري الملوك". حتى مع تقدمه في السن، لم يفقد شيئاً من روح التنافس أو الرغبة في الإبداع.
AFPسخرية بيكيه
اللقطة الأكثر طرافة جاءت خلال مجريات المباراة حين احتج مارسيلو على قرارٍ تحكيمي. وبينما كان النقاش يحتدم داخل الملعب، التقط بيكيه — الذي كان في منصة التعليق — الموقف بطريقته الساخرة المعهودة، قائلاً: "مارسيلو بدأ الشكوى، يبدو أن هذا جزء متأصل بكل من ارتدى القميص الأبيض".
تعليق بيكيه، الذي حمل نغمة مزاح، أعاد إشعال روح الكلاسيكو" التاريخية بين ريال مدريد وبرشلونة، لكن هذه المرة بجرعة من الدعابة والحنين.
وردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي كانت فورية: البعض رأى في تعليق بيكيه "طعنة خفيفة" بروح المنافسة القديمة، فيما اعتبر آخرون أن الموقف يعكس العلاقة الودية التي تجمع الأسطورتين رغم تاريخ الصراع بينهما.
إرث لا يصدأ… وروح لا تهدأ
ربما لم يكن الفوز حليف مارسيلو في أولى مبارياته بـ“دوري الملوك”، لكنه فاز بشيء أثمن: إثبات أن الشغف لا يرتبط بالعمر، وأن الأسطورة تبقى أسطورة حتى خارج الأضواء الرسمية.
مسيرة مميزة
بدأت مسيرة النجم البرازيلي، مع عالم كرة القدم في عام 2005، ثم انتقل إلى ريال مدريد، في موسم 2006-07، ونجح في خوض 663 مباراة مع كافة الأندية التي ارتدى قميصها طيلة مسيرته، وفي خلال هذا العدد من المواجهات نجح في تسجيل 52 هدفًا، وصنع 109، كان النصيب الأكبر منهم خلال فترته مع ريال مدريد، والتي انتهت بنهاية موسم 2021/2022.
وعلى صعيد الألقاب، حقق مارسيلو مع ريال مدريد، كافة الألقاب الممكنة فقد نجح بالفوز بالدوري الإسباني ست مرات، ولقبين في كأس ملك إسبانيا، وأربعة ألقاب كأس عالم للأندية، وخمس مرات عانق النجم البرازيلي، بطولة دوري أبطال أوروبا، وله ثلاث بطولات في السوبر الأوروبي.
ومع فلومينينسي، نجح صاحب الـ 37 عامًا، في تحقيق بطولة كوبا ليبرتادوريس في موسم 2022-23، بخلاف الفوز بكأس القارات لعام 2013، مع منتخب البرازيل.



