FBL-WC-CLUB-2025-MATCH62-PSG-REAL MADRID-FANSAFP

طمس هوية النادي أم ريال مدريد ملك لأعضائه؟ فلورنتينو بيريز يخطط لتغيير تاريخي!

يواصل نادي ريال مدريد الإسباني العمل على مشروع تنظيمي جديد يهدف إلى إعادة هيكلة البنية القانونية والمالية للنادي، في خطوة من شأنها أن تمهد لتحول تاريخي في طريقة إدارة أحد أكثر الأندية نجاحًا وشعبية في العالم. 

ووفقًا لما نشرته صحيفة "الباييس" الإسبانية، فإن المقترح الذي يعدّه الرئيس فلورنتينو بيريز سيُعرض رسميًا أمام الجمعية العامة لأعضاء النادي في 23 نوفمبر الجاري، ويتضمن إمكانية إدخال مستثمر خارجي يمتلك ما بين 5% إلى 10% من رأس مال الهيكل الجديد، مع احتفاظ الأعضاء التقليديين بالنسبة المتبقية من الملكية.

  • Real Madrid Fans

    هوية النادي

    يُعتبر ريال مدريد حتى اليوم من بين الأندية القليلة في أوروبا التي لا تزال مملوكة بالكامل من قِبل أعضائها (Socios)، على عكس أندية أخرى تحولت منذ سنوات إلى شركات رياضية خاصة. إلا أن المشروع الجديد يأتي في سياق سعي النادي إلى تحديث إدارته المالية بما يتوافق مع التغييرات القانونية الأخيرة في إسبانيا، وفي الوقت نفسه ضمان بقاء السيطرة في أيدي الأعضاء وعدم السماح لأي جهة خارجية بالتحكم في قرارات النادي.

    ووفقًا للتفاصيل المنشورة، فإن دخول مستثمر جديد بنسبة صغيرة سيُستخدم لتحديد القيمة السوقية الرسمية لريال مدريد. ففي العام الماضي، كان بيريز قد قدّر قيمة النادي بما يفوق 10 مليارات يورو، وهي أعلى قيمة على الإطلاق في عالم كرة القدم. وإذا تم التوصل إلى اتفاق مع مستثمر مستعد لدفع نحو مليار يورو مقابل 10% من رأس المال، فإن ذلك يعني تأكيدًا عمليًا على التقييم الذي أعلنه بيريز أمام الأعضاء.

    تُشير "الباييس" إلى أن المقترح يستند أيضًا إلى نماذج استثمارية شهدتها أندية كبرى أخرى مثل أتلتيكو مدريد، باريس سان جيرمان، وحتى فرق في الدوري الأمريكي مثل لوس أنجلوس ليكرز، حيث دخلت شركات استثمارية جزئيًا دون المساس بالهوية المؤسسية للأندية. الهدف من ذلك هو جذب رأس المال اللازم لتوسيع البنية التحتية وتعزيز قدرات النادي المالية، خصوصًا بعد التكاليف الضخمة التي تكبّدها مشروع تجديد ملعب سانتياجو برنابيو.

  • إعلان
  • ضوابط صارمة

    لكن المقترح، كما أوضح التقرير، لا يفتح الباب أمام تحكم المستثمرين في النادي. فالنظام الجديد سيضع قيودًا واضحة ومُلزمة؛ إذ لن يُسمح للمستثمر الذي يشتري النسبة الأولى (5% أو 10%) بشراء حصص إضافية مستقبلًا، حتى لو طرح النادي أسهمًا جديدة لاحقًا. وستبقى نسبة 90 إلى 95% من رأس المال موزعة على نحو 100 ألف عضو، كل واحد منهم يمتلك حصة واحدة فقط، بما يضمن توازن الأصوات ومنع أي احتكار للملكية.

    كذلك، لن يُسمح ببيع هذه الحصص إلا لأعضاء آخرين في النادي أو لأشخاص يستوفون شروط العضوية التي تحددها اللائحة الداخلية. هذه النقطة تُبرز نية الإدارة الحفاظ على الطابع الاجتماعي للنادي وضمان أن يبقى "الملكي" مؤسسة جماهيرية لا تهيمن عليها رؤوس الأموال الخارجية كما حدث في أندية إنجليزية وإيطالية عديدة.

    لن تُجرى عملية التصويت على تحويل ريال مدريد إلى شركة رياضية مساهمة خلال اجتماع 23 نوفمبر نفسه، لأن ذلك يتطلب دعوة خاصة لجمعية استثنائية.

    لكن فلورنتينو بيريز سيستغل الاجتماع المقبل لتقديم شرح مفصل للمشروع وأهدافه أمام الأعضاء، كما فعل في العام الماضي حين طرح فكرة التحول لأول مرة.

    ولكي يصبح المشروع نافذًا، يجب المرور بعدة مراحل قانونية؛ تبدأ أولًا بتصويت الأغلبية المطلقة من الأعضاء الذين يملكون حق الاقتراع، أي أكثر من 50 ألف صوت مؤيد.

    بعدها، إذا تمت الموافقة، يُنظَّم استفتاء عام بين الأعضاء لتأكيد القرار، وفي حال حصول المشروع على الضوء الأخضر، يُحال الملف إلى لجنة مختلطة تضم ممثلين عن المجلس الأعلى للرياضة الإسبانية (CSD)، ورابطة الدوري الإسباني (LaLiga)، والاتحاد الإسباني لكرة القدم (RFEF)، إلى جانب ممثلين عن الرياضيين.

    هذه اللجنة ستتولى تقييم رأس المال الاجتماعي المقترح للنادي، بناءً على السعر الذي سيدفعه المستثمر مقابل حصته. وبمجرد إقرار هذا التقييم، يُمنح ريال مدريد فترة أقصاها تسعة أشهر لاستكمال إجراءات التحويل الرسمية وتوزيع الأسهم وفق اللوائح الجديدة.

  • Kylian Mbappe Awarded With Golden Boot 2024-2025Getty Images Sport

    "ريال مدريد ملك لأعضائه"

    فلورنتينو بيريز يحاول من خلال هذه الخطوة تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على تقاليد ريال مدريد كمؤسسة جماهيرية، وبين تهيئته لمستقبل اقتصادي أكثر استدامة. فالمنافسة العالمية اليوم تتطلب موارد ضخمة واستثمارات مستمرة، خصوصًا مع صعود قوى مالية مثل أندية الدوري الإنجليزي وصناديق الاستثمار الخليجية.

    المشروع قد لا يهدف إلى خصخصة النادي، بل إلى تأمين مصادر تمويل جديدة تعزز قدرة ريال مدريد على الاستمرار كأقوى نادٍ رياضي في العالم من حيث الإيرادات والبطولات. وفي الوقت نفسه، يبقى المبدأ الأساسي كما يكرره بيريز في كل مناسبة: “ريال مدريد ملك لأعضائه، وسيظل كذلك".

  • أكثر من مجرد قرار إداري!

    التحول المحتمل في هيكل ريال مدريد ليس مجرد قرار إداري، بل نقطة تحول تاريخية في علاقة النادي بجماهيره وأعضائه. فبين الرغبة في تحديث النموذج المالي وبين التمسك بجذور النادي الاجتماعية، يجد بيريز نفسه أمام مهمة معقدة — لكنه يؤمن أن المستقبل يتطلب شجاعة التغيير دون التفريط في الهوية.