صيف كروي ساخن ومصائب ريال مدريد وبرشلونة .. ماذا لو لم تحدث جائحة كورونا؟

بسبب كورونا، أُلغيت وتأجلت عديد الفعاليات الكبرى هذا الصيف، وعلى رأسها أولمبياد طوكيو التي لم يُحدد لها موعداً حتى الآن، وبطولتي كوبا أمريكا وأمم أوروبا.

كوبا أمريكا كانت لتكون فرصة ليونيل ميسي لكسر نحسه مع الأرجنتين وإمكانية تحقيق بطولة مع المنتخب، بينما أمم أوروبا كانت ستكون الأولى بين 12 دولة في تجربة فريدة أُجلت للصيف المقبل.

على الصعيد الدولي أيضاً كانت مباريات تصفيات كأس العالم ستقام في مواعيدها وبالتالي دوري الأمم الأوروبي كان ليقام في موعده الموسم المقبل، ولكن مع تأجيل التصفيات، سيكون الأمر بالتبعية فيما يخص النسخة الثانية للبطولة التي حققها زملاء رونالدو الصيف الماضي.

توقف المسابقات قد يتسبب في تغيير مصير أبطالها، في إسبانيا برشلونة لم يكن في أفضل أحواله وخسر الكلاسيكو أمام ريال مدريد، وصدارته كانت مهددة، وربما يستفيد من الأمر لإعادة  تننظيم صفوفه وخلق علاقة أفضل بين ليونيل ميسي وزملائه مع كيكي سيتيين.

في المقابل، ريال مدريد رغم الفوز في الكلاسيكو لكن تعثر بعدها وفقد الصدارة، ثم خسر من مانشستر سيتي في دوري الأبطال وبدا في طريقه لخروج مبكر قد يكلف زين الدين زيدان منصبه، والآن الفرنسي يبدأ من الصفر مشوار الحفاظ على منصبه وإعادة البطولات للملكي.

أكثر الخاسرين من التوقف الطويل كان ليفربول الذي تأجل تتويجه القادم لا محالة بلقب البريميرليج، ولولا الجائحة، لكان الآن سيكون موسماً لاحتفالات الريدز باللقب الغائب.

عقوبة مانشستر سيتي الأوروبية بالحرمان من المشاركة قارياً تأجل البت فيها وفي استئناف النادي الإنجليزي حتى يوليو، وبالتالي يبقى مصير المركز الخامس وصاحبه بالبريميرليج معلقاً في ظل الصراع المشتعل بين يونايتد، شيفيلد، ليستر سيتي، وولفز، ولو لم تتوقف الكرة لربما عرفنا في وقت مبكر الحكم النهائي.

قبل التوقف، كانت قمة الدوري الإيطالي تشهد لعبة للكراسي الموسيقية بين يوفنتوس، إنتر، ولاتسيو، وتبادل الثلاثي مقعد الصدارة على مدار الأسابيع الملعوبة حتى الآن، في أحد أكثر المواسم إثارة في إيطاليا منذ مدة طويلة.

التوقف الطويل حرمنا من فرصة استكمال هذا الصراع، وعودة المسابقة المهددة بالتوقف في أي وقت بسبب البروتوكول الطبي تُصعب من فرصة استكماله على نفس النهج، خصوصاً مع غياب الجماهير.

توقف المسابقات القارية جاء لمصلحة البعض عن الآخر، فبرشلونة وريال مدريد كانا في حالة من التعثر، الثاني لم يتوقع له الكثيرون الذهاب بعيداً لو عبر نابولي، بينما الثاني كان قريباً من وداع البطولة من الأساس.

بايرن ميونخ كان قد اكتسح تشيلسي ذهاباً، وبدا أنه مرشح قوي للقب، والآن بعد عودة البوندسليجا قبل جميع البطولات والحالة الممتازة للبافاري، أصبح هو مرشحاً فوق العادة لدوري أبطال أوروبا.

أيضاً أتلتيكو مدريد كان في حالة تصاعدية بعد إقصاء حامل اللقب ليفربول في مباراة ملحمية بأنفيلد، والتوقف الطويل قد يفقده الحماسة ويضعف حظوظه، نفس الأمر ينطبق على مانشستر سيتي الذي قد يفقد عامل الأرض والجمهور في لقاء العودة أمام ريال مدريد.

الإلغاء الحل الأفضل؟ دوري الأبطال يواجه المجهول في عصر الكورونا

قبل التوقف كان الصراع على قمة الدوري السعودي مشتعلاً بين الهلال المتصدر وملاحقه النصر، والمباراة المرتقبة بين الفريقين مع تراجع مستوى الأول نسبياً وتحسن الحالة الفنية للثاني تعد بالكثير.

الآن ستعود المسابقة وستُلعب المباراة ولكن دون جماهير وبعد توقف طويل سيفقدها الكثير من الحماسة والشغف، مما أضاع فرصة مثالية لرؤية لقاء عالمي على الأراضي السعودية

قبل توقف المسابقات، كان نصف النهائي الخاص بدوري أبطال إفريقيا قد حُددت أطرافه الأربعة، إذ يفترض أن يلعب الزمالك مع الرجاء والأهلي أمام الوداد، في صراع مصري مغربي.

الزمالك كان في حالة فنية تصاعدية بعد تحقيق السوبر الإفريقي والمصري في فبراير، بالإضافة لفوزه على الترجي بمناسبتين، مما جعله مرشحاً فوق العادة للقب، ولكن مع التوقف الطويل وغياب المنافسات المحلية، فقد النادي المصري حظوظه وعادت لتتساوى مع التلك الخاصة بالثلاثي الآخر.

كما تحدثنا، وضعية زيدان وسيتيين قبل التوقف لم تكن مثالية، وليسا الوحيدين، جوزيه مورينيو كان يعاني في توتنهام ونتائج الفريق في تراجع كبير، أيضاً تشيلسي بعد ثلاثية بايرن وتذبذب النتائج وضعت فرانك لامبارد تحت المنظار.

التوقف يأتي لمصلحة تلك المجموعة وآخرين من أجل إعادة الحسابات وترتيب البيت، بل أن في حالة لامبارد جعلته على رأس مشروع طموح للموسم المقبل مع التعاقدات الكبيرة لفريقه.

أيضاً بيب جوارديولا كان يمكن بحلول نهاية الموسم والتعرف على مصير عقوبة سيتي أن يعلن رحيله، ونراه مدرباً ليوفنتوس أو أي من الفرق الطامحة لتعيين الكتالوني.

اسماء أخرى مثل ماوريسيو بوتشيتينو، ماسيمليانو أليجري، ولوران بلان كان يمكن أن تعرف وجهتها المقبلة الآن، الوضع الذي أصبح مؤجلاً بانتظار نهاية الموسم.

على صعيد المنتخبات، كان الصربي إيفان يوفانوفيتش يمكن أن يستمر مدرباً للإمارات بعد إقالته مع إلغاء التصفيات المؤهلة لأمم آسيا وكأس العالم، وأيضاً أوسكار تاباريز كان ليستمر مدرباً لأوروجواي ولن يتم تعليق عمله هو وجهازه الفني بسبب الصعوبات المادية لدفع رواتبهم بعد الجائجة.

كانت المؤشرات تشير إلى سوق انتقالات بأرقام مجنونة، لاوتارو إلى برشلونة مقابل 111 مليون يورو، وعودة نيمار مقابل 180 مليوناً، وجادون سانشو نحو مانشستر مقابل قرابة 150 مليوناً، ولكن كل ذلك أصبح من الماضي.

تراجعت قيم معظم اللاعبين مع التوقف الطويل، ومع الوضع الاقتصادي الصعب للأندية بسبب الخسائر أصبح صعباً رؤية تلك المبالغ تُدفع في الميركاتو الذي لا يعرف له موعداً محدداً الآن، والاتجاه العام هو الصفقات التبادلية من أجل تفادي دفع الأموال.

معضلة أخرى كان سيتم تفاديها هي تلك الخاصة بعقود اللاعبين التي تنتهي في 30 يونيو الجاري، والتي أصبح لزاماً تمديدها من أجل مشاركتهم في المتبقي من الموسم كما حدث مع أوديون إيجالو في مانشستر يونايتد مثلاً.

استفاد البعض من توقف النشاط للتعافي من الإصابة مثل لويس سواريز في برشلونة، وإيدين هازارد مع ريال مدريد، ويمتلكان الآن فرصة إكمال الموسم وإنهائه بشكل إيجابي بعد الانتقادات، خصوصاً للبلجيكي فيما يخص النصف الأول.

البعض كانت مشاركته في أمم أوروبا مهددة بسبب الإصابة الطويلة مثل نيكولو زانيولو، نجم روما وإيطاليا، والذي تعافى بشكل تام الآن وأصبح جاهزاً للعودة للملاعب، ومع تأجيل البطولة للصيف المقبل، عادت حظوظه من جديد للمشاركة.

في مصر، مسلسل إصابة نجم الأهلي رمضان صبحي كان سيستمر في ظل قلة المعلومات عن موعدة عودته، ومع توقف المسابقات الحالي، يظل الوضع مبهماً، ولكن عودتها المحتمل في أغسطس قد يفتح الباب لرؤيته من جديد في الملاعب.

مع توقف النشاط وإلغاء اليورو وكوبا أمريكا، أصبحت عملية تحديد أفضل لاعب في العالم للموسم الحالي صعبة وغير واضحة المعايير، مما دفع الاتحاد الدولي بحسب تقارير للتفكير في إلغاء جائزته لأفضل لاعبي العالم.

قبل التوقف لم يكن هناك مرشح بارز للكرة الذهبية، والتوقف الطويل وضغط المتبقي من المباريات قد يؤدي لزيادة تلك الحيرة، اللهم إذا قدم لاعباً مستويات استثنائية، أو قرر أحد الثنائي ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو الخروج بصيف بنكهة خاصة.