كلمة السر ريال مدريد .. براهيم دياز ورحلة خطف "الأفضل في إفريقيا" من قاهر ألونسو!

لو كانت الأرقام هي المعيار الوحيد، لكان صلاح هو أحد أقوى المرشحين إن لم يكن أقواهم، بالنظر إلى كل ما قدمه صاحب الـ32 سنة مع ليفربول الموسم الماضي.

المصري سجل 25 هدفًا وصنع 14 مع الريدز في 44 مباراة خاضها العام الماضي، ولكن خلف هذه الأرقام بعض الأسرار الأخرى التي تقلل من حظوظ النجم المصري.

صلاح مر بواحد من أصعب مواسمه مع ليفربول من حيث المستوى بعيدًا عن الأرقام، وعانى من العديد من الأزمات على مدار الموسم، ولم يساعد فريقه في الحصول على أي بطولة، لأن الريدز حققوا لقبًا وحيدًا وهو كأس رابطة المحترفين، وهي المسابقة التي لم يكن لصلاح أي دور بارز فيها.

ومن الناحية الدولية، فعام 2024 كان الأسوأ لصلاح مع مصر، بسبب الجدل الذي أثير حول انسحابه من معسكر الفراعنة بكأس الأمم الإفريقية، والهجوم عليه بعد العودة إلى ليفربول تاركًا فريقه دون دعم قائده.

ولذلك سيكون من حكم المؤكد أن الأرقام التي حققها صلاح مع ليفربول لن تنصفه، وحظوظه تبدو ضعيفة للغاية للفوز بالجائزة.

بعد الشكوك حول انتهاء مسيرته وانطفاء بريقه تمامًا، عاد النجم الجابوني بصورة ولا أروع الموسم الماضي، بتسجيل 30 هدفًا وصناعة 11 في كل البطولات مع مارسيليا.

أوباميانج قاد الفريق الفرنسي إلى نصف نهائي الدوري الأوربي، وهي المباراة التي خسرها فريقه لصالح البطل، كما أصبح الهداف التاريخي للمسابقة بشكل عام.

المهاجم المخضرم الذي انضم مؤخرًا للقادسية السعودي فرض نفسه كأحد المرشحين البارزين، ولكن عدم تتويجه بأي بطولة وضعف مردوده مع الجابون في تصفيات كأس العالم، يجعله يأتي بمكان متأخر قليلًا!

صاحب الـ24 سنة كان من المفاجآت السعيدة لباير ليفركوزن خلال الموسم الماضي، بعدما ساهم في فوز الفريق بثنائية الدوري والكأس في ألمانيا.

بونيفيس سجل 21 هدفًا وصنع 10 في 34 مباراة مع ليفركوزن، وكان له دورًا بارزًا في الإنجاز التاريخي الذي حققه فريقه تحت قيادة المدرب الإسباني تشابو ألونسو، باقتناص لقب الدوري دون التعرض لأي هزيمة.

ولكن لسوء حظ بونيفيس، أنه تعرض لإصابة قوية بمنتصف الموسم، جعلته يغيب عن 11 مباراة كاملة بالبوندسليجا، وأثرت على مستواه بشكل واضح وحرمته من المشاركة في أمم إفريقيا 2024 بأكملها، لذلك لا يمكن اعتباره ضمن أقوى المرشحين.

تألق اللاعب الغاني شمل أياكس ووست هام الموسم الماضي، حيث نجح في تسجيل 4 أهداف بقميص الفريق الهولندي، قبل التوجه إلى الهامرز لإحراز 14 هدفًا.

قدوس كان من النقاط القليلة المضيئة في موسم وست هام، ولعب دورًا هامًا في بعض الانتصارات التي أنقذت فريقه من التواجد بمنطقة الهبوط، وأحرز أحد أجمل أهداف الدوري الإنجليزي لموسم 2023/2024 في الجولة الأخيرة أمام مانشستر سيتي.

صاحب الـ24 سنة فعل نفس الشيء مع غانا في أمم إفريقيا، حيث سجل ثنائية أمام مصر بدور المجموعات، ولكن كما هو الحال في وست هام، مستوى فريقه لم يسعفه في تقديم أفضل ما عنده.

ولذلك على الجانب الفردي لا خلاف بالنسبة لقدوس، ولكن الإنجازات الجماعية تجعل هناك من هو أقرب منه بكثير!

حامل لقب جائزة العام الماضي يأتي كواحد من أضعف المرشحين، بعد الموسم المحبط الذي قضاه مع نابولي لنسخة 2023/2024، والذي انهار خلالها بطل النسخة السابقة للدوري الإيطالي.

أوسيمين نجح في تسجيل 17 هدفًا وصنع 4 في 32 مباراة لعبها بكل البطولات، وتعرض لعدة إصابات أثرت كثيرًا على مستواه مع نابولي على مدار الموسم، كما انعكس عليه انهيار مستوى فريقه وجعل رصيد أهدافه ينخفض كثيرًا.

صاحب الـ25 سنة سجل هدفًا وحيدًا مع نيجيريا في أمم إفريقيا الماضية، ووصل مع فريقه إلى النهائي، ولكن لم تكن له بصمة هائلة على النسور الخضر، وغاب عن جميع مباريات تصفيات كأس العالم، لذلك حظوظه في الحفاظ على جائزته تبدو شبه مستحيلة!

لاعب آخر تذهب الأرقام الفردية في صالحه، بعدما سجل 30 هدفًا مع شتوتجارت الموسم الماضي في 30 مباراة لعبها مع الفريق، مما يجعل معدله يصل إلى هدف في كل مواجهة، وهو الأفضل من بين جميع المرشحين.

تألق جيراسي كان أحد أهم الأسباب وراء حصول فريقه على المركز الثاني بجدول الدوري الألماني الموسم الماضي متقدمًا على بايرن ميونخ، مما جعله يصل إلى دوري أبطال أوروبا في إنجاز تاريخي لا يحدث كثيرًا.

وفي أمم إفريقيا بكوت ديفوار، تأهل النجم الغيني مع بلاده إلى ربع النهائي، ولكنه خسر أمام الكونغو ولم ينجح في هز الشباك بأي مناسبة.

ولذلك يجب القول إن جيراسي المنضم حديثًا إلى دورتموند يعتبر من المرشحين الأقوياء، لكنه ليس الأقوى في السباق!

والآن مع المرشح الأقوى والأوفر حظًا، إنه النيجيري البالغ من العمر 26 سنة، والذي قدم عزفًا منفردًا في النهائي التاريخي للدوري الأوروبي أمام باير ليفركوزن في مايو الماضي.

لوكمان دخل نهائي اليوروباليج ضد الفريق الألماني الذي لم يتجرع أي هزيمة قبل هذه المباراة، ليذيقه مرارة الخسارة بأسوأ طريقة ممكنة، عن طريق تسجيل ثلاثية في فوز أتالانتا بنتيجة 3/0.

ولذلك يتحقق هنا معيار الإنجاز الجماعي، لأن لوكمان ساهم وبشكل حقيقي وواضح للجميع في فوز الفريق الإيطالي بالدوري الأوروبي، وكان صاحب كلمة النهاية.

وبالنسبة للدوري ساعد كذلك فريقه في الحصول على المركز الرابع بـ69 نقطة، ليتأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، كما وصل رصيده من الأهداف عمومًا إلى 17 هدفًا، بالإضافة إلى 10 تمريرات حاسمة.

وعلى الصعيد الدولي تألق كذلك لوكمان، وقاد نيجيريا إلى نهائي أمم إفريقيا، وسجل 3 أهداف في 7 مباريات لعبها مع البطولة التي خسرتها بلاده لصالح كوت ديفوار.

وهو ما يأخذنا إلى حقيقة أن لوكمان هو المرشح الأقوى والأبرز لو نظرنا إلى العاملين، الفردي والجماعي، ولكن ماذا عن مفاجأة صحيفة "آس" الإسبانية؟!

لم يتوقع أي شخص أن يكون لدياز دورًا مهمًا مع ريال مدريد في الموسم الماضي، ولكن هذا ما حدث للنجم المغربي تحت قيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بعد عودة صاحب الـ25 سنة من ميلان عقب انتهاء إعارته.

دياز سجل 12 هدفًا وصنع 9 في 44 مباراة مع ريال مدريد بكل البطولات، وهي أرقام مبهرة للغاية على الجانب الفردي، ولكن هناك مشكلة قد يواجهها اللاعب في منافسته مع لوكمان.

الدولي المغربي شارك في 18 مباراة فقط كأساسي في الدوري الإسباني، و3 فقط بدوري أبطال أوروبا، ولم يكن من اللاعبين الرئيسيين في فوز فريقه بالبطولتين.

الجناح المميز كان حاسمًا لريال في بعض اللحظات وسجل العديد من الأهداف الرائعة، ولكن هل من الممكن أن تذهب الكرة الذهبية الإفريقية إلى لاعب احتياطي؟

وبالنظر كذلك إلى دوري أبطال إفريقيا، سنجد أن دياز لم يشارك فيها مع المغرب، لأنه لم يحسم وقتها موقفه من المنتخب الدولي الذي سيمثله.

وأخيرًا، سنرى أن الأرقام والإنجازات الفردية تذهب لصالح لوكمان بسبب تفوقه على دياز من ناحية التأثير والجانب الدولي، ولكن ربما تؤدي مكانة اللعب لريال مدريد وقيمة دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني الهائلة إلى قلب الطاولة على الجناح النيجيري!