سوسييداد وريال مدريد | رودريجو ضحية أنشيلوتي وهذا هو السبب الأساسي لحظ الملكي!

أراد كارلو أنشيلوتي أن يقوم برهان جديد في الدوري الإسباني هذا الموسم، حيث أبقى البرازيلي رودريجو على مقاعد البدلاء ودفع ببراهيم دياز أساسيًا.

كان ذلك بالتحديد ما يخيف اللاعب البرازيلي أكثر من أي شيء آخر قبل بداية الموسم الجاري مع أخبار التوقيع مع كيليان مبابي.

توقع الجميع أن يكون رودريجو هو الضحية الأولى للنجم الفرنسي، وبعد خمس مباريات في الموسم بدأت ملامح ذلك في الظهور.

قد يكون أنشيلوتي لديه بعض المنطق في الدفع بتلك التشكيلة وإبقاء رودريجو على مقاعد البدلاء، لو تم النظر للفريق الخصم.

يلعب ريال مدريد أمام سوسييداد على ملعبهم ووسط جماهيرهم وهم فريق مميز في الضغط وافتكاك الكرات وسرعة الارتداد، ومع وجود مودريتش في وسط الملعب وغياب وجود لاعب ارتكاز صريح، لا يمكن الدفع بثلاثي هجومي لا يقوم بالواجبات الدفاعية بشكل كامل.

لهذا كان التخلي عن خيار وجود رودريجو منطقيًا بعض الشيء، رغم أنه أفضل الموجودين فنيًا هذا الموسم في الهجوم إلا أنه أقلهم بدنيًا وأضعفهم في القدرة على القيام بالواجب الدفاعي.

تجلت تلك النقطة الخاصة بغياب رودريجو بشكل واضح في أول ربع ساعة من المباراة والتي كان ريال مدريد فيها يحاول مجاراة أصحاب الأرض.

فعندما كانت الكرة تبدأ من منتصف ملعب أصحاب الأرض كان ريال مدريد يضغط بست لاعبين دفعة واحدة، حتى يعطل بناء الهجمة ويزيد من احتمالات سقوط نجوم سوسييداد في الأخطاء في الأمكان الصعبة أمام منطقة جزائهم.

ونجح ريال مدريد في ذلك بشكل جزئي، فبعد أول ربع ساعة قلت محاولات سوسييداد بشكل واضح في البناء من الخلف، واضطر أصحاب الأرض إلى الكرات الطولية والاعتماد على المهارات الفردية لكوبو وصديق وغيرهم.

بالإضافة إلى ذلك خطف نجوم الملكي عدة كرات بعد ذلك من المنطقة الأخطر، وشكلوا خطورة واضحة على أصحاب الأرض.

ظهر هجوم ريال مدريد بشكل أفضل من الجولات السابقة في غياب رودريجو، وليس بسبب غياب البرازيلي فقط، ولكن لأن الملكي تميز بحركية أكبر في الخط الأمامي.

على الورق كان فينيسيوس جناح أيسر وبراهيم دياز جناح أيمن ومبابي مهاجم صريح، لكن في الواقع كانت حركية فريق ريال مدريد تجعل من الصعب على أي شخص تحديد مركز كل لاعب، وكان ذلك فعالًا أكثر وقت وجود براهيم دياز، لكنه أصبح أقل فاعلية مع نزول رودريجو بعد إصابة المغربي.

لكن بشكل عام كان ريال مدريد أفضل في الانتشار الهجومي عما كان عليه الأمر في الجولات الماضية، وظهر منظم بشكل أكبر وعندما كان مبابي يذهب يمينًا يتحرك فينيسيوس يسارًا والعكس.

منذ عودته من الإصابة لعب تيبو كورتوا عدة مباريات رائعة لصالح ريال مدريد، وخرج بشباك نظيفة في ثماني مباريات.

ذلك الأداء من كورتوا يجبر المنافسين على الذهاب إلى أقصى ما يمكنهم إرسال الكرة في المرمى، وهو ما يزيد من احتمالية أن تخرج خارجه أو أن ترتطم بالقائم.

TOD

ظهر هذا في كرتين في الشوط الأول وحده لريال مدريد وواحدة في الثاني، حيث تصدى القائم والعارضة لهجمتين لأصحاب الأرض، كانت الثانية منهما هدفًا محققًا، وذهب معها كورتوا وأغلق الزاوية بشكل رائع حتى اضطر المهاجم لتسديدها بشكل مرتفع وارتدت من العارضة.

التفسير الأسهل للكرات التي تذهب للقائم والعارضة هو أن الفريق المستفيد منها محظوظ، لكن في الواقع فكرة القدم أكثر عمقًا وتعقيدًا من ذلك بكثير، نعم يلعب التوفيق دورًا كبيرًا، لكن للاجتهاد الدور الأكبر.

ريال مدريد كان شكله أفضل هجوميًا ولم يكن كما كان الحال في الأسابيع الماضية عشوائيًا أو يعاني من سوء تنظيم أو تحركات.

لكن في الوقت ذاته فدفاع الملكي يعاني بشكل واضح، ظهر ذلك أمام فريق عانى بالفعل في بداية الموسم الجاري، فما بالكم أمام فرق أكثر تنظيمًا مثل برشلونة وأتلتيكو مدريد، وخصوم دوري أبطال أوروبا الكبار.

كارلو أنشيلوتي بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقه الدفاعية كما فعل على المستوى الهجومي مع مبابي وفينيسيوس وبراهيم دياز ورودريجو، وبأسرع وقت ممكن قبل أن يتسع الفارق مع برشلونة في الصدارة لأكثر من ذلك.