GOAL ONLY Gerard Kounde GFX aiGoal AR

ضد سوسييداد: شدّوا شعره فسجل برأسه.. كوندي ومارتين يكشفان برشلونة "الأعور"!

في كرة القدم، غالبًا ما تكون التفاصيل الصغيرة هي التي ترسم الصورة الكبيرة، وفي ليلة معقدة على ملعب مونتجويك، لم تكن عودة برشلونة بانتصار ثمين بنتيجة 2-1 على ريال سوسييداد هي القصة الوحيدة، بل كانت المباراة مرآة عكست خللًا عميقًا في الفريق، خلل يتجسد في طرفي الملعب، في قصة ظهيرين عاش كل منهما سيناريو متناقضًا تمامًا.

على اليمين، كان هناك جول كوندي، المقاتل الذي حوّل الظلم إلى وقود ليسجل هدفًا من ذهب، وعلى اليسار، كان جيرارد مارتين، الشاب الذي عاش كابوسًا تكتيكيًا وكلف فريقه هدفًا بأخطاء مزدوجة.

إنها قصة لاعبين في مباراة واحدة، لكنها في الحقيقة قصة أزمة برشلونة في مركز الظهير التي لم تعد قابلة للتجاهل.

  • Vissel Kobe v FC Barcelona - Preseason FriendlyGetty Images Sport

    كبوة مارتين المزدوجة: حين يكون الظهير ثغرة

    لكي تفهم معاناة برشلونة في تلك الليلة، عليك فقط أن تعود إلى الدقيقة 31، بينما كان برشلونة يسيطر على اللعب، جاء الهدف الأول لريال سوسييداد كالصدمة، وكان بطله السلبي هو الظهير الأيسر الشاب جيرارد مارتين. 

    لم يكن الهدف مجرد خطأ عابر، بل كان سلسلة من القرارات الكارثية، في اللقطة الأولى، فشل مارتين في قراءة تحرك أندير بارينيتشيا، ولكن الكارثة تجلت في المرحلة الثانية، فبينما كان دفاع برشلونة يحاول التقدم لتغطية التسلل، ظل مارتين متأخرًا بخطوة، ليكسر مصيدة التسلل بغرابة ويسمح لبارينيتشيا بتقديم تمريرة سهلة إلى ألفارو أودريوزولا الذي وضعها في الشباك الخالية.

    كان خطأ مزدوجًا، الأول في التوقع والثاني في التنفيذ، هذا الهدف حوّل الجانب الأيسر لبرشلونة إلى هدف واضح لهجمات سوسييداد. 

    وفي الدقيقة 78، كان قرار المدرب هانز فليك منطقيًا بإخراجه وإشراك إريك جارسيا، في تبديل بدا وكأنه اعتراف صريح بأن هذه الجبهة كانت تمثل الخطر الأكبر على الفريق، وربما كان يجب أن يكون أبكر من ذلك، أو حتى كان يجب أن يبدأ بجارسيا.

  • إعلان
  • FC Barcelona v Valencia CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    كوندي.. الرد الأقوى يأتي من الملعب

    وعلى النقيض تمامًا، في الجانب الأيمن، كان جول كوندي يخوض معركته الخاصة، لم تكن معركة تكتيكية فحسب، بل كانت اختبارًا لقوة شخصيته. 

    طوال المباراة، تعامل دفاع سوسييداد بخشونة مفرطة معه، ووصلت الاستفزازات إلى ذروتها في لقطة صادمة بالدقيقة 42 حين قام أحد المدافعين بشد شعره بشكل واضح، وهي اللقطة التي تجاهلها الحكم وتقنية الفيديو تمامًا.

    كان من السهل على أي لاعب أن يفقد تركيزه، لكن كوندي اختار الرد بالطريقة الأقوى، وبعدها بلحظات قليلة، ومن ركلة ركنية نفذها ماركوس راشفورد بإتقان، ارتقى الفرنسي فوق الجميع وحوّل الكرة برأسية صاروخية إلى الزاوية اليسرى العليا، مسجلًا هدف التعديل الحاسم.

    لم يكن مجرد هدف، بل كان رسالة غضب وشخصية، استمر كوندي في القتال، وحتى بطاقته الصفراء في الدقيقة 82 كانت دليلاً على شراسته في الالتحامات وعدم تهاونه.

  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-REAL SOCIEDADAFP

    الأرقام تكشف الحقيقة: عالم يفصل بين الظهيرين

    عندما نتعمق في الإحصائيات الفردية، يصبح التباين صارخًا ويفسر كل شيء وكأن برشلونة فريق أعور، عينه اليمنى جيدة واليسرى معطوبة.

    • الحضور والتأثير: لمس كوندي الكرة 103 مرات مقارنة بـ82 لمسة لمارتين، تحركات كوندي تظهر نشاطًا مكثفًا في نصف ملعب الخصم وعلى طول الخط، بينما يتركز نشاط مارتين في مناطق أكثر تحفظًا، مما يوضح الفارق في التأثير الهجومي والشخصية.
    • الصلابة الدفاعية: قد تبدو أرقام مارتين الدفاعية جيدة للوهلة الأولى (3 تدخلات ناجحة ولم تتم مراوغته)، لكن خطأه التمركزي الوحيد في الهدف أبطل كل ذلك، على الجانب الآخر، أظهر كوندي هيمنة مطلقة في الصراعات الثنائية، حيث فاز بـ8 من 11 صراعًا أرضيًا و2 من 2 هوائيًا، ليؤكد تفوقه البدني.
    • اللحظات الحاسمة (سلبًا وإيجابًا): حتى كوندي ليس معصومًا من الخطأ، فقد ارتكب خطأ أدى إلى تسديدة، حدث ذلك في الدقيقة 84 عندما أتاح لتيكفوسا كوبو فرصة خطيرة، لكن ما يميز اللاعب الكبير هو سرعة رد الفعل، حيث عاد كوندي للتمركز بشكل مثالي وأغلق زاوية التسديد، مجبرًا كوبو على إرسال كرة قوية ارتطمت بالعارضة، لقد حوّل خطأه الشخصي إلى مجرد فرصة ضائعة بفضل تركيزه العالي.
    • المساهمة الهجومية: هنا تكمن الفجوة الأكبر، كوندي سجل هدفًا من تسديدته الوحيدة على المرمى (بمعدل أهداف متوقعة 0.17)، أما مارتين، فلم يسدد أي كرة على المرمى وكانت تمريرته المفتاحية الوحيدة ذات تأثير ضئيل (بمعدل أهداف متوقعة 0.01).
  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-REAL SOCIEDADAFP

    بيت القصيد: عقلية القائد هي الحل

    في النهاية، ما حدث في مباراة سوسييداد ليس مجرد قصة أداء فردي، بل هو انعكاس لأزمة أكبر، ولعل خير دليل على الطريق الصحيح لتجاوز هذه الأزمات يأتي من كلمات بطل المباراة نفسه، جول كوندي، الذي رفض الانجراف وراء فرحة الفوز واستعادة الصدارة. 

    ففي تصريحاته بعد المباراة لصالح "بي إن سبورت" وجّه نقدًا ذاتيًا للفريق قائلًا إن الأداء في آخر 25 دقيقة لم يكن جيدًا، وأن الفريق افتقر إلى "القوة والوحدة والانتشار الجيد وإيجاد المساحات".

    هذه الكلمات تكشف عن عقلية القائد الحقيقي الذي يبحث عن التطور لا عن المجد اللحظي، إنها ليست عقلية المتصدر الذي لا يرى أخطاءه، بل عقلية الفريق الذي يعرف أن الحفاظ على القمة يتطلب عملًا أكبر ونقدًا مستمرًا. 

    لقد أثبت كوندي في 90 دقيقة أنه الحل على أرض الملعب، وأثبت بعد صافرة النهاية أنه يمتلك العقلية التي يحتاجها برشلونة للمستقبل.

    ففي ليلة كشفت عن خلل تكتيكي واضح، أظهر كوندي أن مفتاح الحل قد لا يكون في سوق الانتقالات فحسب، بل في العقول داخل غرفة الملابس.