لم يفكروا مثل سلوت .. الهلال والأهلي يتذوقان مرارة كأس كلوب وصلاح، ومصيبة أمم أفريقيا أهون على النصر والاتحاد!

بينما أظهر آرني سلوت نموذجًا للتخطيط المحكم في مواجهة غياب النجوم خلال كأس أمم إفريقيا، تبدو أندية دوري روشن في سباق مع الزمن لسد الثغرات التي ستخلفها البطولة.

ومع استمرار المنافسات المحلية دون توقف، فإن قدرة هذه الفرق على التكيف السريع ستكون حاسمة في الحفاظ على طموحاتها خلال الموسم، خصوصًا الرباعي الكبير الأهلي والهلال والنصر والاتحاد.

هذا الرباعي لم يفكر مثل سلوت، الذي استطاع بهذه الخطة المسبقة أن يتخطى الفخ الأزلي لسلفه يورجن كلوب، حيث سبق وخسر خدمات صلاح في أوقات حرجة للغاية بالموسم، بسبب ذهاب "مو" لقيادة الفراعنة في مشهد متكرر عانى منه كثيرًا المدرب السابق يورجن كلوب في 3 مرات من قبل، وتحديدًا في أعوام (2019، 2022، 2024).

وفي الأخيرة تحديدًا كان غياب صلاح أكثر قسوة، لأنه رغم عودته مبكرًا من الكان بعد وداع مصر البطولة مبكرًا، إلا أنه عاد للفريق مصابًا وغاب لفترة طويلة وحتى مع عودته لم يكن في أفضل حال وتأثرت أرقامه وأداءه الفردي بشكل واضح.

الهلال سيكون من أكثر المتأثرين بالكن، إذ يغيب عنه الحارس المغربي ياسين بونو والمدافع السنغالي كاليدو كوليبالي، وهما عنصران أساسيان في منظومة الفريق الدفاعية، ويشكلان أهمية كبيرة للغاية في خطة المدرب سيموني إنزاجي.

النادي العاصمي لم ينجح حتى الآن في التعاقد مع بديل للحارس بونو، رغم مفاوضاته مع أحمد الكسار حارس القادسية، خصوصًا بعد انتقال محمد العويس إلى نادي العلا.

أما على مستوى الدفاع، فغياب كوليبالي دفع الإدارة للتمسك بالمدافع المثير للجدل علي البليهي (35 عامًا)، رغم أنه لم يكن الخيار الأول في التشكيلة الأساسية للزعيم وتلقى انتقادات كثيرة خلال الموسم الماضي، في محاولة لسد الثغرة مؤقتًا.

النجم السنغالي ساديو ماني سيغيب عن النصر خلال البطولة بالطبع، فهو القائد والهداف والنجم الأول لمنتخب أسود التيرانجا وكان كلمة السر في فوز بلاده بالكان للمرة الأولى في 2022، لذلك تتعلق عليه آمالًا كبيرة من أجل تكرار نفس الإنجاز على الأراضي المغربية.

النصر سيعاني كثيرًا طوال فترة غياب ماني، وهو ما ظهر تأثيره بالفعل في نهائي كأس السوبر السعودي أمام الأهلي، حيث لم يتمكن ويسلي من تعويضه في الجناح الأيسر.

والمثير للدهشة، أن الفريق النصراوي لم يعلن حتى الآن عن خطة واضحة لتعويض غياب النجم السنغالي، حتى مع انضمام النجم البرتغالي جواو فيليكس، الذي يميل أكثر للعب كمهاجم متأخر أو صانع ألعاب كلاسيكي وليس كجناح أيسر مباشر مثل ماني.

ويظل الأمر غامضًا داخل النصر، وسط ترقب لتحركات محتملة في سوق الانتقالات الشتوية، خصوصًا أن جدول الدوري السعودي لن يتوقف خلال فترة البطولة، وهو ما يهدد العالمي بتعثر خطواته في وقت حرج بالموسم.

الأهلي السعودي المنتشي مؤخرًا ببطولتين قارية ومحلية، رفع سقف طموحاته في الموسم الجديد، حيث يستهدف أنصاره لقب الدوري وكذلك الحفاظ على دوري أبطال آسيا للنخبة.

لكن "الراقي" يواجه ضربة مزدوجة مؤلمة بغياب النجم الجزائري رياض محرز والحارس السنغالي المخضرم إدوارد ميندي، وهما من الركائز الأساسية للفريق الأهلاوي، مثلما هم من أهم العناصر في تشكيلتي منتخبي محاربي الصحراء وأسود التيرانجا ولا مفر من مشاركتهما في الكان.

وتشير التقارير الصحفية، إلى أن الأهلي بالفعل حاول ضم لاعب من فئة "المواليد" لتعويض غياب محرز، ووصل إلى نقطة اتفاق مع نادي فلامينجو البرازيلي من أجل الاستعانة بخدماته لاعبه الواعد ماثيوس جونسالفيس، في رهان كبير على قدرته في سد هذه الثغرة.

أما على مستوى الحراسة، فغياب ميندي يضع الفريق في موقف صعب، خصوصًا أن البدائل المحلية لا تملك نفس الخبرة الدولية، والأقرب سيكون الاستعانة بخدمات عبد الرحمن الصانبي.

الاتحاد أيضًا سيخسر خدمات لاعبه الجزائري حسام عوار، الذي يُعد من العناصر المهمة في خطط المدرب لوران بلان، رغم الانتقادات التي طالته والمطالبات برحيله في بداية الموسم، في ظل مستواه المذبذب خصوصًا خلال مباراة النصر في نصف نهائي كأس السوبر السعودي.

غياب عوار قد يفرض تغييرات تكتيكية على الفريق، خصوصًا في ظل عدم وجود بديل بنفس القدرات الفنية والقيادية في وسط الملعب، حيث حاول الاتحاد التعاقد مع البرتغالي برونو فيرنانديش نجم مانشستر يونايتد، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل.

الأكيد، أن الاتحاد سيحتاج إلى عوار في هذه المرحلة من الموسم مع الغيابات والإصابات وضغط المباريات لمشاركته في بطولة قارية، لكن منتخب الجزائر لن يتخلى عن أحد هدافيه البارزين في بطولة تمثل الكثير لمحاربي الصحراء، خصوصًا أنها تقام على الملاعب المغربية والفوز بها يعني الكثير للجماهير.