مهمة أصعب رغم خروج نجم باريس "المبدع" .. رسالة فرنسية إلى رينارد: كابوس روما لن يتجدد مع سعود عبدالحميد!

كان شعار المباراة باختصار، هو وصول لانس كثيرًا للمرمى، فيما كان باريس سان جيرمان الأكثر حسمًا بالحلول الفردية، والتي أداها برادلي باركولا على أكمل وجه، بهدفين من خارج منطقة الجزاء؛ الأول بتسديدة ملتفة رائعة على يسار الحارس، والثانية بتصويبة أرضية مباغتة.

باريس سان جيرمان انتزع النقاط الثلاث، ولكنه خرج بالسيناريو الأصعب، حيث دخل المباراة بإصابتي عثمان ديمبيلي وديزيريه دوي، وخرج بثلاث إصابات جديدة، بخروج خيفتشار كفاراتسخيليا، ولي كانج إن، والمدافع بيرالدو الذي غادر المباراة باكيًا على نقالة.

وكان باركولا محور "إبداع" باريس سان جيرمان، فيما اعتمد بطل أوروبا، على تأمين دفاعاته أمام ضغط لانس، خاصة من الجهة اليمنى، بانطلاقات أجويلار وتحركات توفان، أخطر لاعبي الضيوف، والذي هدد مرمى تشيفالييه في أكثر من مناسبة.

ومع دخول سعود عبد الحميد بديلًا في الدقيقة 66، بخروج أجويلار، قرر لويس إنريكي، سحب باركولا في الدقيقة 71، ليدفع باللاعب فابيان رويز، ورغم أن الجناح الفرنسي كان العنصر الأخطر لفريقه في المواجهة، إلا أن مهمة سعود باتت أصعب نسبيًا بعد مغادرته.

لماذا؟ لأن سعود بات مطالبًا بالتعامل مع التنوع الذي لجأ إليه إنريكي في الخطوط الأمامية، خاصة في الجهة اليسرى، رغم الاعتماد على نونو مينديش، وخلفه لوكاس هيرنانديز، ومايولو، حيث شاهدنا أيضًا إبراهيم مباي، متنوعًا في التنقل بين الطرفين الأيمن والأيسر، كنوع من "لامركزية" الأداء لإرهاق دفاعات لانس، والتمكن من الوصول للحارس ريسر.

ورغم مشاركته لمدة 24 دقيقة، إلا أن سعود عبد الحميد قدم لمحات "مميزة" أمام باريس سان جيرمان، ونجح في حرمان نونو مينديش من صنع الخطورة في الجهة اليمنى، بدت جليّة في الدقيقة 73 بافتكاك رائع للكرة من مينديش، كما أظهر تفوقًا في السرعات مع الجناح البرتغالي، ليعيد الكرة إلى الخلف، حارمًا منافسه من الضغط على حارس لانس في الدقيقة 90+1.

واعتمد المدرب بيير ساج، على الدفع بسعود عبد الحميد، للزيادة العددية في الدفاع، مع الانطلاق للأمام في الهجمات المرتدّة، فيما قدم آخر فرص لانس، بكرة عرضية في الدقيقة 90+5، قبل أن ينجح الحارس تشوفالييه في التصدي لها.

وبلغة الأرقام، فإن سعود عبد الحميد نجح في ثنائيتين أرضيتين بنسبة 100%، كما قدم 13 تمريرة قصيرة ناجحة من أصل 15، بنسبة دقة بلغت 87%، بينما وجّه كرتين عرضيتين غير ناجحتين، وفقد الاستحواذ على الكرة 5 مرات.

وكأن مدرب لانس، بيير ساج، أراد أن يوجه رسالة هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي الأول، عندما قرر أن يمنح الثقة بشكل تدريجي لسعود عبد الحميد، فبعد 4 دقائق فقط أمام أولمبيك ليون، و14 دقيقة ضد بريست، صنع فيها تمريرة حاسمة، يقرر ساج أن يزيد مساحة اللعب للظهير السعودي الذي شارك لمدة 24 دقيقة أمام بطل التشامبيونزليج.

جميل أن يسير سهمك نحو الارتفاع، بدلًا من أن يتجه للهبوط، كما حدث مع روما في الموسم الماضي، فيما جاءت ثقة ساج بسعود، في توقيت هام، استبعده فيه رينارد من قائمة السعودية في توقف سبتمبر، ليؤكد عبد الحميد أنه يستحق العودة للأخضر، قبل خوض ملحق تصفيات كأس العالم في أكتوبر المُقبل.