GOAL ONLY PSG GFXGoal AR

ستراسبورج أسقطهم: حصان طروادة الأزرق يخترق باريس.. نقطة في الدقائق الأخيرة لا تخفي عورة الإمبراطورية!

في ليلة باريسية، حيث كان من المفترض أن يستمر باريس سان جيرمان في الإقناع والفوز ليتجاوز ما حدث له قبل أسابيع في نهائي كأس العالم للأندية ضد تشيلسي، عاد نفس الكابوس الأزرق ليطارده ولكن بقناع مختلف. 

هذه المرة، لم يكن السقوط على يد الفريق الأول لتشيلسي، بل على يد شقيقه الأصغر ومشروعه الرديف، ستراسبورج.

في تعادل دراماتيكي ومجنون بنتيجة 3-3، لم ينجُ باريس سان جيرمان من الخسارة إلا في الأنفاس الأخيرة، لكن النقطة التي خطفها لا يمكنها أن تستر فضيحة تكتيكية كبرى، أو أن تخفي حقيقة أن "حصان طروادة" الذي زرعه ملاك تشيلسي في قلب الدوري الفرنسي قد نجح في مهمته، وكشف أن الجرح الذي فتحه الإنجليز ما زال ينزف بغزارة.

  • FBL-FRA-LIGUE1-PSG-STRASBOURGAFP

    مسرحية ذات فصول.. من وهم السيطرة إلى صدمة الانهيار والهروب اليائس

    بدأت المباراة كأي مسرحية باريسية معتادة، استحواذ وهيمنة وهدف مبكر في الدقيقة السادسة لبرادلي باركولا جعل الجميع في حديقة الأمراء يظن أن السيناريو محفوظ وأن الليلة ستكون مجرد نزهة أخرى.

    لكن هذا الهدف لم يكن سوى بداية وهم كاذب، فقد كان بمثابة المنوم الذي استدرج الفريق الباريسي إلى فخ قاتل لم يستيقظ منه إلا وهو غارق في الصدمة.

    فريق ستراسبورج، الذي بدا متواضعًا، تحول على أرض الملعب إلى وحش تكتيكي منظم، بهدوء وثقة، امتص الفريق الضغط، وبدأ في تنفيذ خطته. 

    هدف التعادل من خواكين بانيتشيلي لم يكن صدفة، بل كان نتيجة ضغط منظم، أما التقدم فجاء على يد دييجو موريرا، أحد جواهر أكاديمية تشيلسي، بعد تمريرة حريرية من فالنتين باركو، الذي تم خطفه من برايتون، هذا الهدف لخص القصة كلها: لاعبان تم جلبهما من الدوري الإنجليزي يتلاعبان بدفاع باريس.

    عاد موريرا من جديد في بداية الشوط الثاني وصنع الهدف الثالث لصالح خواكين، لتصبح النتيجة 3-1، وهنا، بدا أن المسرحية قد انتهت وأن ستراسبورج سيعود بالغنيمة الكاملة. 

    لكن ما حدث بعد ذلك لم يكن صحوة تكتيكية من لويس إنريكي، بل كانت انتفاضة يائسة، تحول باريس إلى فريق يلعب بلا خطة، معتمدًا على مهارة نجومه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. 

    جاء الهدف الثاني كبصيص أمل، ثم التعادل القاتل في اللحظات الأخيرة الذي أنقذ نقطة، لكنه لم ينقذ ماء الوجه، وكانت عودة في النتيجة، ولكنها مخيفة بقدر ما هي جيدة.

  • إعلان
  • FBL-FRA-LIGUE1-STRASBOURG-LE HAVREAFP

    الغزو الإنجليزي: جيش من المواهب ببوصلة واحدة

    هذا التفوق لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج ثورة استثمارية ضخمة، فمنذ استحواذ "بلوكو"، الشركة المالكة لتشيلسي، على النادي، تم ضخ أكثر من 130 مليون يورو ليس لشراء النجوم، بل لصناعتهم. 

    تحول ستراسبورج إلى مركز لاستقطاب أفضل المواهب الشابة، وبوصلة واحدة تشير إلى إنجلترا، والقائمة تبدو كبيان نوايا: الظهير الدولي بن تشيلويل وصل من تشيلسي، ولحق به الحارس مايك بيندرز والموهبة كيندري بايز على سبيل الإعارة.

    لكن الغزو امتد ليشمل الدوري الإنجليزي بأكمله، فتم شراء خوليو إنسيسو وفالنتين باركو من برايتون، وصامويل أمو أمياو من ساوثامبتون، تسعة لاعبين من الدوري الإنجليزي، يقودهم مدرب إنجليزي شاب هو ليام روسينيور، شكلوا نواة فريق يلعب بفكر وعقلية البريمييرليج على الأراضي الفرنسية.

  • FBL-FRA-LIGUE1-PSG-STRASBOURGAFP

    الخطة الفاضحة: كيف قدم روسينيور كتالوج إذلال باريس؟

    إذا كان المال قد بنى الفريق، فإن العقل التكتيكي للمدرب ليام روسينيور هو من كاد أن يحقق الانتصار التاريخي، ففي تلك الليلة، قدم روسينيور كتالوجًا مجانيًا ليس فقط لهزيمة باريس، بل لإجباره على التخلي عن هويته للنجاة. 

    لقد كشف من خلال خطة 3-4-2-1 كيف يمكن تحييد خطورة أغلى نجوم العالم، وحتى عندما عاد باريس في النتيجة، لم تكن العودة بفضل عبقرية إنريكي، بل كانت هروبًا من الخطة التي دمرها روسينيور، لقد أثبت أن القوة الباريسية يمكن أن تنهار تمامًا، وأن النجاة في الدقائق الأخيرة هي دليل إدانة وليس دليل براءة.

  • FBL-FRA-LIGUE1-PSG-STRASBOURGAFP

    بيت القصيد

    في النهاية، هذا التعادل ليس مجرد نقطتين ضائعتين، بل هو إهانة أشد وطأة من الهزيمة، أن يحتفل باريس سان جيرمان بخطف نقطة من ستراسبورج في حديقة الأمراء هو الإعلان الرسمي بأن الملك ليس عاريًا فحسب، بل إنه يرتجف خوفًا.

    إنها هزيمة لمشروع كامل اعتمد لسنوات على القوة المالية، أمام آخر يعتمد على الذكاء والرؤية المستقبلية، حتى لو لم تنعكس النتيجة النهائية لصالحه. لقد أثبت تمرد الشباب في ستراسبورج أن القلعة الباريسية لم تعد حصينة، وأن التعادل على أرضها أصبح إنجازًا يُحتفى به، وهذا بحد ذاته هو الهزيمة الحقيقية.