زيدان إلى بايرن ميونخ .. الخيار المثالي لتكرار نسخة ريال مدريد الأسطورية في ألمانيا!

المدرب الإسباني رافا بينيتيز وضع نفسه في مأزق حقيقي بعد انتقاده للاعبي ريال مدريد بسبب الخسارة أمام إشبيلية بنتيجة 3/2 في 8 نوفمبر 2015 بالدوري الإسباني.

اللاعبون ردوا بأسوأ طريقة ممكنة على مدربهم، وظهرت أنباء حول اعتراض إيسكو وألفارو أربيلوا بالتحديد على مدربهم الذي خسر غرفة الملابس بالتدريج وفقد السيطرة تمامًا على الفريق.

وقتها عرفت إدارة ريال مدريد المشكلة الحقيقية ووجدت لها الحل، الفريق بدأ يفقد هويته ومُدربه اهتزت صورته بشكل واضح، ليكون الميرينجي بحاجة إلى اسم قوي صاحب شعبية هائلة يلتف حوله الجميع.

وبالفعل تم اللجوء إلى اسم زيدان، أحد أساطير النادي الذي بدأ في بناء سمعته وقتها من خلال عمله كمساعد لكارلو أنشيلوتي وكمدرب للفريق الثاني "كاستيا".

النتائج كانت مبهرة للغاية، وأسفرت عن فوز تاريخي بدوري أبطال أوروبا في نفس الموسم الذي وصل فيه زيدان بيناير 2016، ليبدأ رحلته الذهبية التي شهدت المزيد والمزيد من الإنجازات.

والآن سنجد أن بايرن ميونخ يمر بنفس الحالة، لأن توخيل خسر كذلك غرفة ملابس البافاري، خاصة بعد هجومه على اللاعبين بعد الخسارة من لاتسيو بهدف نظيف في ذهاب دور الـ16 لدوري الأبطال هذا الموسم، عندما قال لهم نصًا وفقًا لشبكة "سكاي" الألمانية:"أنتم لستم جيدون مثلما كنت أعتقد، يجب علي التأقلم على مستواكم".

وكانت هذه اللقطة بمثابة المسمار الأخير في نعش توخيل، ليتم الإعلان عن رحيله في وقت لاحق، فهل تتعامل إدارة بايرن ميونخ ومديرها الرياضي ماكس إيبرل بنفس طريقة ريال مدريد؟

بين بايرن ميونخ وريال مدريد الكثير من التشابهات، سواء داخل الملعب أو خارجه، وهو ما يجعل بايرن هو الوجهة الأنسب على الإطلاق لزيدان بواقع تجربته السابقة في سانتياجو برنابيو.

أولًا سنجد العقلية متشابهة إلى حد كبير، ريال مدريد يلعب من أجل الفوز فقط ولا شيء غيره، نفس الأمر في بايرن ميونخ، لا مجال للخسارة أو الخروج بمواسم صفرية.

مهما كان الأسلوب أو طريقة اللعب الأمر لن يؤثر كثيرًا، لأن بيب جوارديولا نفسه صاحب المدرسة والفلسفة الخاصة به، لم ينجح ولم يستمر طويلًا في أليانز أرينا.

الهدف هو السيطرة الكاسحة محليًا، والمنافسة بشراسة على دوري أبطال أوروبا، لذلك زيدان سيشعر وكأنه في نسخة أخرى من ريال مدريد ولكن على الأراضي الألمانية، لأن المطالب والعقلية كما هي.

ولو خرجنا بعيدًا عن الملعب، سنجد أن إدارتي بايرن وريال لديهما بعض التشابهات، خاصة فيما يتعلق باستقطاب أبرز النجوم داخل ألمانيا وخارجها، ودعم الفريق بأكبر عدد ممكن من النجوم الصفوة للمنافسة وتقديم أفضل كرة ممكنة تدعم حظوظ الفريق في تحقيق السيطرة المطلوبة.

وعلى الجانب الآخر، سنجد أن هذا الحرص على جلب نجوم الصف الأول، لا يعني التبذير والإنفاق لمجرد إرضاء الجماهير، لأن كل صفقة تحدث فهي مدروسة إلى أبعد الحدود.

إدارة بايرن أحيانًا ما تلجأ إلى التقشف المؤقت ووضع سقف للأجور، وهو الأمر الذي حدث مع زيدان خاصة في فترته الثانية، وتحمله الفرنسي بشكل طبيعي ولم يمنعه من تحقيق البطولات.

تمتع زيدان الذي لم ينتقل لأي فريق منذ مغادرته سانتياجو برنابيو في صيف 2021، بتواجد مجموعة من أفضل نجوم العالم خلال تجربتيه الأولى والثانية مع ريال مدريد، وهو ما ساعده على تحقيق العديد من الإنجازات المحلية والقارية.

الفرنسي كان لديه كريستيانو رونالدو، توني كروس، كاسيميرو، كريم بنزيما، رافائيل فاران، لوكا مودريتش، سيرخيو راموس، داني كارباخال، مارسيلو، فيديريكو فالفيردي، تيبو كورتوا وجاريث بيل وغيرهم.

أسماء عملاقة ساعدته على تحقيق المطلوب منه في ريال، والوضع لن يختلف كثيرًا في بايرن، وإن كان الفريق بحاجة إلى بعض التدعيمات لخلق تجربة مشابهة تمامًا.

الفريق الآن لديه مجموعة مميزة من اللاعبين، أبرزهم مانويل نوير، كيم مين جاي، دايوت أوباميكانو، ماتايس دي ليخت، ألفونسو ديفيس "إن لم يرحل لريال مدريد"، يوشوا كيميش، نصير مزراوي، جمال موسيالا، هاري كين، ليون جوريتسكا، سيرج جنابري، ليروي ساني، كينجسلي كومان وغيرهم.

ربما لا يقترب أي منهم من كريستيانو رونالدو وما قدمه مع ريال مدريد، ولكنها مجموعة كافية للمساعدة على إنجاح زيدان بكل المقاييس الممكنة، مع إضافة المزيد، وتتفوق بكثير عما يمتلكه مانشستر يونايتد أحد المرشحين للاستعانة بالفرنسي.

بايرن مهدد بخسارة بعض هذه العناصر، مثل ديفيس، كيميش، جوريتسكا، دي ليخت وموهبته الاستثنائية موسيالا، ولكن قدوم زيدان قد يكون مٌحفزًا لهم على البقاء للتمتع بمغامرة مختلفة معه.

السيطرة المحلية ليست مشكلة لبايرن ميونخ، حتى وإن خسر الفريق لقب الموسم الحالي لصالح باير ليفركوزن، لأن قبل هذه الخسارة كان البافاري بطلًا مُطلقًا في ألمانيا لمدة 11 سنة متتالية.

الهدف الأهم لدى إدارة النادي الألماني، هو المنافسة بشكل أكبر على لقب بطولة دوري أبطال أوروبا، لأنها البطولة التي حصل عليها الفريق 6 مرات، كان آخرها في موسم 2019/2020، وذلك بفارق شاسع عن ريال مدريد الأكثر حصولًا عليها بـ14 لقبًا.

زين الدين زيدان لديه العديد من الألقاب مع ريال، بحصوله على الدوري الإسباني مرتين، كأس العالم للأندية مرتين، السوبر المحلي نفس العدد وكذلك السوبر الأوروبي، ولكن هناك إشارة وحيدة هي الأهم بالنسبة لبايرن.

االفرنسي وحده حصل على دوري الأبطال 3 مرات متتالية مع ريال مدريد كمدرب، وهو ما يساوي نصف تاريخ بايرن بأكمله في البطولة، لذلك الفرنسي يعتبر الرجل الأنسب للبافاري لو أراد تعميق هيمنته إلى أوروبا.

وفي النهاية سيكون علينا الانتظار إن كانت هذه الأسباب ستلفت نظر بايرن وزيدان حول هذه الشراكة المثالية، أم سيكون لأي منهما طموحات أخرى!