Marseille gfx aiGoal AR

مكافأة اللعب مع الكبار: "ريمونتادا" مارسيليا بروح ريال مدريد وباريس.. عندما يكون لديك أوباميانج على الدكة!

في عالم كرة القدم، هناك لحظات تتجاوز مجرد ثلاث نقاط؛ لحظات تكون بمثابة مكافأة من السماء على كل ما قدمه الفريق من جهد وشخصية في الأسابيع التي سبقتها. 

هذا بالضبط ما حدث مع مارسيليا في ليلته الدرامية ضد ستراسبورج، الريمونتادا القاتلة التي حققها الفريق خارج أرضه بالفوز 2-1 لم تكن مجرد انتصار، بل كانت التتويج الطبيعي لفترة ذهبية أثبت فيها مارسيليا أنه يملك شيئًا أثمن من الخطط والتكتيكات: روح الأبطال التي لا تستسلم أبدًا، وهي الروح التي ظهرت في الفوز التاريخي على الغريم باريس سان جيرمان، والأداء المشرف ضد العملاق ريال مدريد في دوري الأبطال. 

  • FBL-FRA-LIGUE1-STRASBOURG-MARSEILLEAFP

    من الانكسار إلى الانفجار.. قصة 45 دقيقة من الجنون

    دخل مارسيليا الشوط الثاني من مباراة ستراسبورج وهو في أسوأ وضع ممكن، متأخرًا بهدف تم تأكيده بتقنية الفار في الدقيقة 49، وبأداء باهت في الشوط الأول شهد 4 بطاقات صفراء.

    كان كل شيء يوحي بأن الفريق في طريقه لخسارة محبطة ستوقف مسيرته الرائعة، لكن هنا ظهرت شخصية الفريق التي صنعها في الأسابيع الماضية.

    لم ينهار الفريق، بل تحول إلى وحش كاسر، وفي الدقيقة 58، أجرى المدرب روبرتو دي زيربي ثلاث تبديلات هجومية دفعة واحدة، بإقحام أوباميانج وجرينوود وإيمرسون، في رسالة واضحة: سنلعب الكل في الكل. 

    ومن هذه اللحظة، تحول الملعب إلى مسرح لـحصار مارسيليا، ضغط متواصل، كرات خطيرة، رأسية من بيير إيميل هويبرج ترتطم بالقائم في الدقيقة 80، ورأسية أخرى من إيمرسون تصطدم بالعارضة في الدقيقة 90+1، وفي المنتصف، جاء الفرج الذي كان لا مفر منه. 

  • إعلان
  • FBL-FRA-LIGUE1-MARSEILLE-PARIS FCAFP

    البديل الذهبي.. أوباميانج يواصل الرد على منتقديه

    عندما نزل بيير إيميريك أوباميانج إلى الملعب في الدقيقة 58، كان يحمل على كتفيه الكثير ليثبته. بعد رحيله عن برشلونة ثم عن القادسية السعودي، اعتبره البعض لاعبًا منتهيًا. 

    لكنه يواصل إثبات العكس في كل مرة يلمس فيها الكرة، في 32 دقيقة فقط، كان المنقذ، بتحركاته الذكية أرهقت الدفاع، وفي الدقيقة 78، وفي اللحظة التي احتاج فيها فريقه لبطل، كان في الموعد.

    تابع كرة مرتدة بذكاء المهاجم المخضرم وأسكنها الشباك، ليسجل هدف التعادل الذي أشعل شرارة الريمونتادا.

    أرقامه في هذه الدقائق القليلة كانت مذهلة: سجل هدفًا من تسديدتين على المرمى، وبلغت دقة تمريراته 91%، وكسب ثنائيتين، لقد أثبت أوباميانج أنه ليس مجرد بديل، بل هو السلاح السري الذي يملكه مارسيليا لحسم أصعب المباريات. 

  • FBL-FRA-LIGUE1-MARSEILLE-LORIENTAFP

    موريلو قاهر اللحظة الأخيرة.. مكافأة الإصرار

    القصة لم تكتمل بهدف أوباميانج، مارسيليا لم يرضَ بالتعادل، بل واصل القتال حتى الثانية الأخيرة. 

    وفي الدقيقة 90+1، جاءت مكافأة السماء على هذا الإصرار، بعد أن ارتدت رأسية إيمرسون من العارضة، وجدت الكرة مايكل موريلو على حدود منطقة الجزاء، الذي لم يفكر مرتين وأطلق تسديدة صاروخية سكنت الزاوية اليمنى العليا.

    لم يكن هدفًا عاديًا، بل كان انفجارًا من الفرح والإيمان، وتتويجًا لروح فريق رفض الهزيمة وقاتل حتى الرمق الأخير.

    هذا الهدف لم يمنح مارسيليا ثلاث نقاط فقط، بل منحه صدارة الدوري الفرنسي مؤقتًا، وأرسل رسالة مدوية لكل المنافسين. 

  • FBL-FRA-LIGUE1-MARSEILLE-PSGAFP

    روح باريس ومدريد.. الأساس الذي بُني عليه الانتصار

    لماذا أمتلك مارسيليا هذه الشخصية لقلب المباراة؟ الإجابة تكمن في الأسابيع الماضية. 

    الفوز التاريخي على الغريم الأزلي باريس سان جيرمان في ليلة تتويجه بجوائز الكرة الذهبية منح الفريق ثقة هائلة بأنه قادر على هزيمة أي فريق. 

    والأهم، الأداء البطولي والمشرف ضد ريال مدريد في دوري الأبطال، رغم الخسارة، أثبت للاعبين إنهم ينتمون لمستوى الكبار.

    لقد تعلم الفريق من تلك المواجهات الكبرى درسًا لا يقدر بثمن: الإيمان بالنفس حتى النهاية، أمام باريس، كسروا حاجزًا نفسيًا طال أمده، وأمام مدريد، نظروا في عيون أفضل لاعبي العالم ولعبوا كندٍ حقيقي.

    هذه الخبرة المتراكمة هي التي تجلت في الدقائق الأخيرة ضد ستراسبورج هذه التجارب الصعبة هي التي صقلت شخصية الفريق، وجعلته يدخل المباراة وهو متأخر بهدف، لكنه يلعب بعقلية فريق بطل لا يهتز ولا يعرف الاستسلام. 

  • FBL-FRA-LIGUE1-STRASBOURG-MARSEILLEAFP

    بيت القصيد

    في النهاية، انتصار مارسيليا على ستراسبورج لم يكن مجرد فوز في مباراة دوري، بل كان شهادة على ولادة فريق كبير بشخصية فولاذية.

    لقد أثبت الفريق أن العمل الجاد والإيمان والثقة التي اكتسبها من مواجهة الكبار هي التي تصنع الفارق في اللحظات الصعبة، إنها مكافأة مستحقة لفريق أثبت أن الروح أحيانًا تكون أهم من أي خطة تكتيكية.