carles tusquets barcelona

"على ريال مدريد ألا ينسى هذا الموقف!".. مسؤول برشلوني سابق: مدفوعات نيجريرا لا يمكن تبريرها رغم مبالغات بيريز

عاد ملف 'قضية نيجريرا" ليتصدر المشهد الكروي الإسباني من جديد، بعد تصريحات نارية أطلقها كارليس توسكيتس، الرئيس السابق للجنة الاقتصادية في نادي برشلونة، والرئيس المؤقت لمجلس إدارة النادي خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت استقالة جوسيب ماريا بارتوميو وحتى انتخاب جوان لابورتا رئيسًا للنادي في مارس 2021، حيث وصف المدفوعات التي قام بها النادي لصالح خوسيه ماريا إنريكيز نيجريرا، نائب رئيس لجنة الحكام السابق، بأنها “عمل فوضوي غير مقبول على الإطلاق”.

وفي تصريحات أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط الرياضية والإعلامية، أكد توسكيتس أن برشلونة استمر في دفع مبالغ مالية لنيجريرا لما يقرب من عقدين من الزمن، معتبرًا أن مجرد اتخاذ قرار التعامل مع شخصية تشغل منصبًا حساسًا داخل منظومة التحكيم الإسبانية يمثل خطأ إداريًا جسيمًا، حتى وإن لم يثبت وجود أي تأثير فعلي على قرارات الحكام داخل الملعب.

  • إخفاء عن عمد!

    وأوضح توسكيتس أن أخطر ما في القضية، من وجهة نظره، ليس فقط طبيعة المدفوعات، بل كون هذه الأموال لم تظهر مطلقًا في التقارير المالية أو عمليات التدقيق الرسمية للنادي، ما يدفعه للاعتقاد بأنها كانت “مخفاة عمدًا” عن أعين المدققين والمساهمين، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات قانونية وأخلاقية عميقة حول آليات الحوكمة والشفافية داخل النادي خلال تلك الحقبة.

    وقال توسكيتس بلهجة حاسمة: “دفع الأموال لهذا الرجل كان تصرفًا غير مقبول إداريًا. هذه ليست طريقة عمل احترافية، ولا يمكن تبريرها تحت أي ظرف”، مضيفًا أن غياب هذه المدفوعات عن عمليات التدقيق المالي يُعد مؤشرًا خطيرًا على وجود خلل هيكلي في إدارة الشؤون المالية للنادي في تلك السنوات.

  • إعلان
  • Florentino PerezGetty

    مبالغة ريال مدريد

    ورغم انتقاداته الشديدة، حرص توسكيتس على الفصل بين الخطأ الإداري والتأثير الرياضي، حيث شدد على أن نيجريرا لم يكن له أي تأثير فعلي على قرارات التحكيم أو نتائج المباريات، مؤكدًا أن “تأثيره كان صفرًا”، بحسب تعبيره. وأضاف أن الاتهامات التي ذهبت إلى حد الحديث عن التلاعب أو التأثير المباشر في الحكام تفتقر إلى أدلة ملموسة حتى الآن.

    وفي هذا السياق، رفض توسكيتس توصيف رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز للقضية على أنها “أكبر فضيحة في تاريخ كرة القدم”، معتبرًا أن هذا الوصف يحمل قدرًا من المبالغة.

  • خلل ممتد

    واستعاد توسكيتس حادثة قديمة اعتبرها أكثر خطورة، حين صرح أحد رؤساء لجنة الحكام السابقين، ويدعى خوسيه بلازا، بأن برشلونة “لن يفوز بالدوري الإسباني طالما بقي هو في منصبه”، وهي تصريحات رأى فيها تدخلًا صريحًا وخطيرًا في نزاهة المنافسة.

    وأشار توسكيتس إلى أن المدفوعات، بحسب ما توصل إليه من معلومات، بدأت في عهد الرئيس الأسبق جوان جاسبارت، واستمرت عبر إدارات مختلفة، ما يعكس خللًا ممتدًا في طريقة اتخاذ القرار داخل النادي، وليس مجرد خطأ فردي أو ظرفي مرتبط بإدارة بعينها.

    وفي محاولة لوضع القضية في إطارها الأوروبي الأوسع، أوضح توسكيتس أن الاستعانة بمستشارين أو خبراء تحكيم ليس أمرًا استثنائيًا في كرة القدم الأوروبية، مشيرًا إلى أن العديد من الأندية الكبرى تعتمد على خبراء لفهم آليات التحكيم وتفسير القوانين، بما في ذلك نادي ريال مدريد نفسه. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن “الخطأ القاتل” في حالة برشلونة كان اختيار شخصية تنتمي أصلًا إلى الجهاز التحكيمي الرسمي، وهو ما يمثل تضارب مصالح واضحًا لا يمكن الدفاع عنه.

    وأضاف: “جميع الأندية الكبرى لديها مستشارون في شؤون التحكيم، هذا أمر طبيعي. لكن التعاقد مع شخص كان جزءًا من منظومة اتخاذ القرار التحكيمي؟ هذا خطأ فادح ولا يمكن تبريره”.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • FBL-ESP-LIGA-BARCELONA-PRESSERAFP

    سمعة برشلونة

    وتأتي هذه التصريحات في وقت لا تزال فيه قضية نيجريرا تلقي بظلالها الثقيلة على سمعة نادي برشلونة، سواء على الصعيد المحلي أو القاري، وسط ترقب لنتائج التحقيقات القضائية الجارية، والتي قد تحمل تبعات قانونية وإدارية خطيرة في حال ثبوت أي مخالفات جسيمة.

    وبينما يحاول النادي الكتالوني الدفاع عن موقفه والتأكيد على عدم وجود تأثير رياضي مباشر، تواصل تصريحات شخصيات بارزة من داخل البيت البرشلوني السابق، مثل كارليس توسكيتس، تغذية الجدل وفتح مزيد من الملفات المتعلقة بطريقة إدارة النادي خلال العقدين الماضيين، في واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا وحساسية في تاريخ كرة القدم الإسبانية.

0