ريال مدريد وليفربول | يورجن كلوب لم يتعلم من تشافي ومنح كارلو أنشيلوتي بطاقة التأهل!

على الرغم من أن نسبة الاستحواذ على الكرة في المباراة كانت متقاربة إلى حد ما، حيث تفوق فيها ريال مدريد بنسبة 53.5%، إلا أن النادي الملكي كان صاحب اليد العليا في تسيير اللقاء كيفما أراد.

ريال مدريد سيطر بشكل جيد للغاية على الكرة في الوقت الذي امتلكها فيه، وحرم ليفربول من أهم مزاياه والمتمثلة في القدرة على الضغط وافتكاك الكرة سريعًا.

نسبة تمريرات ريال مدريد الصحيحة في نصف ملعب المنافس بلغت 81.1%، مع 17 تسديدة نحو مرمى أليسون بيكر، جاء من بينها 8 تسديدات بين القائمين والعارضة.

ريال مدريد كان هادئًا للغاية في المباراة، ولعل نتيجة الذهاب ساهمت كثيرًا في ذلك، وعدم قدرة ليفربول على الدخول سريعًا في أجواء المباراة رغم البداية القوية نظريًا.

تشافي هيرنانديز، مدرب برشلونة، حقق الفوز على ريال مدريد مرتين هذا الموسم، واحدة في نهائي كأس السوبر الإسباني، والثانية في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا.

وفي المرتين، اعتمد تشافي على رباعي في خط الوسط، يملك مزايا متنوعة، بداية من القدرة على الإبداع وخلق الفرص، ثم القدرة على الافتكاك السريع والضغط العكسي، وأخيرًا مخزون بدني هائل.

وفي المقابل، فإن يورجن كلوب قرر تسليم خط وسطه بالكامل إلى ريال مدريد عندما قرر الاعتماد نظريًا على طريقة 4-2-4، برباعي في خط الهجوم على أمل إمطار مرمى ريال مدريد بالهجمات والأهداف.

لكن طريقة كلوب لم تفلح في نهاية المطاف، حيث ظهر وسط ريال مدريد المكون من توني كروس وإدواردو كامافينجا ولوكا مودريتش في أفضل أحواله، لما لا، والثلاثي لم يواجه ضغطًا يذكر من ثنائية فابينيو وجيمس ميلنر، التي لم تتمكن من مضاهاة قدرات الثلاثي..

عكس المباريات السابقة في الدوري الإسباني، ظهر ريال مدريد أكثر حيوية في خط الهجوم، وخلق الكثير من الفرص على مرمى أليسون بيكر، لكن في الوقت نفسه ظهرت حالة من السوء المبالغ فيه أثناء إنهاء الهجمات.

كريم بنزيما، وفينيسيوس جونيور، وفيديريكو فالفيردي، أهدر كل منهم فرصًا محققة للتسجيل، كانت لتجعل نتيجة المباراة أكبر بكثير من مجرد هدف.

ريال مدريد منذ مواجهة ليفربول على ملعب "أنفيلد" لم يتمكن من تسجيل أكثر من هدف في أي مباراة سوى مرة واحدة فقط، كانت أمام إسبانيول في الدوري الإسباني، وحينها كان كريم بنزيما غائبًا للإصابة.

ويبدو أن بنزيما أصبح عبئًا على هجوم ريال مدريد، حيث يظهر شاردًا وغائب الذهن، سواء في تحضير اللعب أو إنهاء الهجمات، عكس ما كان عليه الحال في الموسم الماضي.

ربما يعاني بنزيما من إصابة، حيث ظهر عليه الانزعاج وأمسك كاحله أثناء الخروج من الملعب مساء الأربعاء، لكن لماذا لا يأخذ كامل وقته للعلاج؟ ربما هذا السؤال يجب أن يوجه إلى أنشيلوتي وإدارة ريال مدريد التي لم توفر بديلًا للفرنسي.

سيكون أمام يورجن كلوب صيف ساخن للغاية، بعدما فقد ليفربول فرصة التتويج بأي لقب في موسم 2022-23، وسيكون عليه أولًا إعادة ترتيب أوراقه قبل الاستعداد للموسم الجديد.

ليفربول أمام حاجة ملحة لتحسين خط الوسط، وإضافة عناصر تمنحه بعض الإبداع الغائب عن خط وسطه منذ رحيل فيليبي كوتينيو وهو الفراغ الذي لم يتمكن الزجاجي تياجو ألكانتارا من سده.

كلوب لديه فرصة للبناء فيما تبقى من الموسم، خاصة وأنه سيكتفى بالمنافسة في الدوري الإنجليزي، ربما الاستعانة ببعض لاعبي الأكاديمية، وتحسين أوضاع الفريق قبل موسم لن تقبل فيه جماهير "الريدز" مثل هذا الإخفاق مرة أخرى..