أفلت ريال مدريد من فخ سلتفا فيجو بانتصاره في مباراة الجولة الـ34 من الدوري الإسباني بنتيجة 3-2، إذ كان أصحاب ملعب سانتياجو بيرنابيو متقدمين بثلاثية نظيفة قبل أن يعود الخصم بهدفين أشعل بهما اللقاء في الشوط الثاني.
AFPريال مدريد وسلتا فيجو | السلاح "الفاسد" في الهجوم! وخطأ أنشيلوتي "المكرر" لإقناع الإدارة بجلب ألونسو مبكرًا!
انتصار غير مطمئن!
حقق ريال مدريد المطلوب وحصد النقاط الكاملة قبل مواجهة الحسم أمام برشلونة في كلاسيكو الليجا الأحد القادم، لكنه لم يكن انتصارًا مطمئنًا أبدًا على صعيد الأداء.
الشوط الأول كان أفضل من حيث الترابط والجانب البدني والرغبة والجهد المبذول لكنه لم يصل كذلك للمستوى المثالي رغم التقدم في النتيجة، فيما الشوط الثاني شهد العديد من العيوب والسلبيات من المدرب واللاعبين باستثناء تيبو كورتوا الذي كان رجل الفوز اليوم.
اللقاء القادم أمام برشلونة سيكون "فيلم رعب" جديد لجمهور ريال مدريد حال واصل الفريق اللعب بنفس الأداء الفني والبدني والأهم بنفس العقلية وذلك التشوش الذهني الواضح جدًا والانفصال الفكري بين المدرب كارلو أنشيلوتي واللاعبين نتيجة كل الأحداث الأخيرة منذ الخروج من دوري أبطال أوروبا.
Getty Images Sportخطأ مكرر من أنشيلوتي
لو عدنا بالذاكرة إلى مواجهة ريال مدريد وألافيس في الدوري الإسباني يوم 24 سبتمبر الماضي نجد أن أحداثها تشابهت إلى حد كبير مع مباراة اليوم!
المدرب الإيطالي أخرج إيدير ميليتاو أمام ألافيس وأشرك خيسوس فاييخو حين كان الريال متقدمًا 3-0، وفجأة تحولت النتيجة إلى 3-2 وكاد الفريق أن يخسر نقاط اللقاء لولا عدم وجود وفت كافٍ لمنافسه للعودة.
أنشيلوتي كرر نفس الخطأ اليوم وأخرج المدافع راؤول أسينسيو ليُخلخل خط الدفاع تمامًا، والمصيبة أنه لم يُشرك حتى فاييخو الجالس بجانبه على مقاعد البدلاء، بل أشرك الشاب جاكوبو رامون، والذي قد يدفع ثمن هذا الخطأ مثلما فعل فاييخو أمام ألافيس.
التغيير، إن لم يكن أسينسيو مصابًا، ليس له أي تفسير! فالفريق ليس لديه أي مباريات وسط الأسبوع، واللاعب الخارج لم يُظهر أي علامات لتراجع الأداء أو الإرهاق! ربما تفسيره الوحيد، البعيد ربما عن أرض الواقع، هو إقناع الإدارة وتحديدًا الرئيس فلورنتينو بيريز بالتعجيل في فسخ عقده والتعاقد مع تشابي ألونسو!
الشكر فقط للمدرب على هذا التغيير لأنه أشعل المباراة! صحيح أن اللقاء كان يسير بشكل سهل للريال لكنه ربما كان مملًا للمشجعين خاصة المحايدين ولذا كان تدخل أنشيلوتي بذلك التغيير جيدًا لأنه أعاد الإثارة لأرض الملعب.
السلاح الفاسد في هجوم ريال مدريد
أسماء ثقيلة ومستودع مهارات، كما كان يقول المعلق الراحل ميمي الشربيني، وسرعة وقوة جسدية وبدنية .. كل هذا يمتلك هجوم ريال مدريد على الصعيد الفردي، لكن السلاح الفاسد في ذلك الهجوم يُدمر كل هذا ويُظهره ضعيفًا جدًا.
هذا السلاح الفاسد هو الأنانية والفردية وغياب الجماعية عن الجميع تقريبًا، وقد ظهر ذلك جليًا في الشوط الثاني وخاصة بعد خروج مهندس الهجمات، أردا جولر، واطمئنان البعض للنتيجة.
الغريب أنه حتى بعد عودة سلتا فيجو استمر غياب الجماعية عن اللاعبين في الهجوم، كل لاعب كان يُفكر في كيفية إحراز الهدف، والمرات القليلة جدًا التي فضل اللاعبون الجماعية على الفردية ظهرت الخطورة على مرمى الضيوف.
هجوم ريال مدريد يحتاج إلى مدرب صاحب شخصية صارمة أقوى من شخصيات جميع المهاجمين ولاعبي الوسط المهاجم، حتى يفرض رأيه وفكره عليهم جميعًا وليضع الجميع في قالب جماعي لا يخدم سوى ريال مدريد نفسه!
Getty Images Sportلماذا أردا جولر؟ هل هو الثأر!
الدقيقة الـ83 والنتيجة 3-2 لصالح الريال والوضع متمتر وعلى صفيح ساخن .. ما الذي فعله أنشيلوتي؟ أخرج أفضل لاعبي ريال مدريد على الملعب .. أردا جولر!
لماذا هذا التغيير؟ ما الذي كان يجول في رأس المدرب ليقوم بإخراج اللاعب الوحيد الذي يربط جميع المهاجمين معًا بتمريراته وأفكاره الفنية على أرض الملعب، والغريب أن هذا حدث في ظل تراجع حاد في مستوى جود بيليجنهام وفينيسيوس وأي منهما كان أحق بالخروج من النجم التركي.
لا تفسير بالفعل لتغييرات أنشيلوتي في اللقاء إلا لو تحدثنا بجزء من الفانتازيا وقلنا أنه يُريد الثأر من الريال بعد أحداث الأيام الأخيرة بشأن مفاوضاته مع منتخب البرازيل! هل يود إجبار الإدارة على تركه يرحل! هل أصبح يتدخل لإفساد الفريق لا إصلاحه! نحن نتحدث بشيء من الخيال هنا بالتأكيد لأن هذا الفكر بعيد تمامًا عن أرض الواقع لكنه ربما يتصدر حديث المتعصبين الغاضبين مما يحدث.



