ألونسو لعب لليفربول من 2004 وحتى 2009 عندما انضم لريال، لذلك هو يعرف جيدًا الأسلوب الذي ينتهجه جمهور الريدز على ملعب أنفيلد، وهو دخول كل مواجهة حاسمة بأجواء صاخبة منذ الوهلة الأولى لبث الرعب في قلوب المنافسين.
برشلونة سبق أن وقع في هذا الفخ بنصف نهائي 2019، عندما خسر برباعية نظيفة وفشل في مقاومة هذه الأجواء، لذلك قرر ألونسو الدخول باستراتيجية يمكنها امتصاص هذا الحماس وبالفعل نجح في ذلك في الدقائق الأولى.
المهمة لم تكن صعبة في إيقاف ليفربول، ريال امتص الضغط جيدًا واعتمد على غلق المساحات تمامًا أمام فلوريان فيرتس ودومينيك سوبوسلاي ومحمد صلاح وهوجو إيكيتيكي، ليتم إجبار فريق المدرب آرني سلوت على اللجوء للتسديد من بعيد والهجمات المرتدة.
بعد مقاومة هذا الطوفان، انتهج ريال مدريد الضغط العالي على دفاعات الريدز، ونجح في فرضه وإجبار الخصم على ارتكاب الأخطاء، ولكنه فشل في استغلال الفرص التي أتيحت له، ووجد صعوبة بالغة في الوصول للمرمى.
الاعتماد كان واضحًا على الناحية اليسرى التي يتواجد فيها فينيسيوس جونيور وألفارو كاريراس أمام "قليل الخبرة" كونر برادلي، ومن أمامه محمد صلاح غير المعروف بالمساندة الدفاعية الكافية، ولكن الفريق فشل في خلق ثغرة من هذه الناحية، سوى من هجمة واحدة اخترق فيها جود بيلينجهام ولكن الحارس جورجيو مامارداشفيلي تصدى لها ببراعة.
كلما امتلك الفريق الكرة يجد مبابي نفسه محاطًا بفيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتي وغيرهما، مع غياب تام للناحية اليمنى التي قادها أردا جولر وأتيحت له فرصتين، الأولى حاول فيها الحصول على ركلة جزاء وفشل، وكرر نفس الأمر في الثانية بدلًا من التسديد بإيجابية على المرمى، حيث استلمها برعونة لتذهب لكوناتي.
عندما لاحظ سلوت أن ريال يُركز على ناحية فينيسيوس جونيور، قرر تقديم العون له من خلال صلاح ووسط الملعب، وبالفعل أوقف مفعول البرازيلي تمامًا، وأغلقت كل الأبواب أمام ريال، ليجلس ألونسو على الدكة دون أي حلول فعالة.
ألونسو أجرى تغييرًا في الدقيقة 69 بنزول رودريجو بدلًا من كامافينجا، واعتمد على أرنولد بالدقيقة 82 من عمر المباراة طمحًا في تغيير أي شيء ولكنه فشل تمامًا.
الأمر بدا وكأنه اكتفى بالمشاهدة والاستمتاع بقمة دوري الأبطال مثلنا، وعجز عن تغيير السيناريو محاولة النهوض بفريقه، ولم يكن بوسعه سوى انتظار أي شيء استثنائي من مبابي الذي خضع لرقابة مشددة.