ريال مدريد ضد ليجانيس | الجواهر ليست حكرًا على برشلونة .. وأنشيلوتي أدمن "عنق الزجاجة" مرغمًا!

يبدو أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، أصبح مدمنًا للسيناريوهات الصعبة في كأس الملك، حيث تأهل الفريق إلى ربع النهائي بعد أشواط إضافية أمام سيلتا فيجو (5-2).

وتكرر الأمر في مباراة ربع النهائي، لكن الملكي أنهى المهمة في وقت أقصر، محبطًا محاولة ليجانيس في العودة من بعيد وتهديد مسيرة الريال في كأس الملك.

ويتحمل أنشيلوتي جزءًا كبيرًا من مسؤولية تأخر الفوز بسبب سياسته في الاحتفاظ بنجم مثل فينيسيوس جونيور على دكة البدلاء واستبعاد غيره من الأسماء ذات الثقل عن اللقاء، وخصوصًا في خط الدفاع الذي اعتمد فيه على لاعبين من الشباب (راؤول أسينسيو وياكوبو رامون).

ورغم ذلك نجحت تبديلات كارلو في قلب اللقاء بالوقت الحاسم، حيث راهن على الفتى الشاب جونزالو جارسيا ومنح براهيم دياز مهامًا هجومية صريحة مع فينيسيوس ليكونا شراكة رائعة، كانت السبب في خطف الفوز.

أثبت المهاجم الواعد جونزالو جارسيا (20 عامًا)، أن ريال مدريد أيضًا يمتلك قاعدة ناشئين تضم بين صفوفها مواهب واعدة يمكنها أن تدعم الفريق الأول.

الملكي دائمًا متهم بالاعتماد على استقطاب النجوم فقط من الخارج بأمواله، ويقارن بغريمه الأزلي برشلونة الذي تدر له أكاديمية "لا ماسيا" جواهر باستمرار، لكن جارسيا اليوم قدم دليلًا على أن ريال مدريد كاستيا لديه كفاءة كبيرة.

وأظهرت لمسة الهدف الثالث الذي سجله جارسيا برأسية رائعة، مدى الجودة التي يتمتع بها المهاجم الشاب والذي بدأت الجماهير تشبهه كثيرًا بالمهاجم التاريخي راؤول جونزاليس الذي خرج من قطاعات ناشئين الريال وصنع مجدًا عظيمًا.

قدم القائد لوكا مودريتش واحدة من مبارياته الكبيرة، ليؤكد من جديد أن العمر مجرد رقم، واليوم هو أكبر لاعب يسجل بقميص ريال مدريد.

وبحسب شبكة "أوبتا" للإحصائيات، فإن مودريتش سجل 3 أهداف في آخر 9 مباريات له مع ريال مدريد في مختلف المسابقات، وهو نفس عدد أهدافه خلال مبارياته الـ107 السابقة.

ولعب النجم الكرواتي دورًا مهمًا في سيطرة الفريق على الكرة وسجل هدف التقدم من اختراق رائع، كما لعب 81 تمريرة ناجحة من أصل 86.

مودريتش الذي شارف على دخول عامه الأربعين، كان رجل المباراة بلا منازع، حيث سجل هدفًا وصنع 5 فرص، منهم فرصة محققة للتسجيل، واستعاد الكرة من المنافس 4 مرات، ولعب 7 كرات طويلة ناجحة وكسب الصراع البدني مرتين.

لعب النجم المغربي براهيم دياز، واحدة من أفضل المباريات وأحرج مدربه أنشيلوتي كثيرًا، حيث أثبت أنه يستحق الحصول على دقائق أكثر ولن نبالغ إذا قلنا أنه يستحق المشاركة أساسيًا في هجوم ريال مدريد.

دياز الليلة لعب في 3 مراكز مختلفة، حيث تنقل بين خط الوسط وصناعة اللعب والجناح الأيمن، وبفضل ذلك تمكن من صناعة الهدف الثالث بمهارة رائعة.

وكان دياز مؤثرًا بشكل كبير وأجبر أنشيلوتي على عدم سحبه، بينما فضل استبعاد إندريك وجولر، حيث يحتاج كل منهما إلى دقائق أخرى للانسجام مع الفريق، خصوصًا البرازيلي الذي أهدر الكثير من الفرص بسبب رغبته في إظهار قدراته.

وفي واحدة من المفارقات الرائعة التي لا تحدث كثيرًا في كرة القدم، أحرز كلا من مودريتش وإندريك ثنائية الريال في الشوط الأول، لتشهد الثنائية على أكبر فارق عمري بين لاعبين في مباراة واحدة بتاريخ الملكي، حيث يبلغ الكرواتي 39 عامًا أما البرازيلي 18 عامًا.