ويبدو أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، قرر تطبيق مبدأ "الهجوم خير وسيلة للدفاع" بحذافيره، بسلاح التمريرات والبينيات، وتقدم الظهيرين لوكاس فاسكيز وفيران جارسيا، فضلًا عن تواجد رودريجو في الجبهة اليسرى، بدلًا من فينيسيوس "الموقوف"، وبراهيم دياز في الناحية اليمنى.
وما ساهم في نجاح خطة الريال، هو التراجع الغريب من قِبل لاعبي لاس بالماس، الذين بدوا وكأن "بطارية" الفريق صارت فارغة بشكل مفاجئ، بعد تعادل الريال، وأيضًا الفرنسي كيليان مبابي، الذي انفجرت مواهبه، خاصة في الشوط الأول، بتسجيل هدفين، وكاد أن يكملها بالهاتريك، قبل أن يقرر الحكم إلغاء الهدف بداعي التسلل، في الدقيقة 42.
وفي الفترة الماضية، كان الحديث دائرًا بشأن عدم التفاهم بين الثنائي كيليان مبابي، وفينيسيوس، داخل الملعب، ليصبح الأمر وكأن الريال يعيش حالة من الصراع على "النجم الأول" بين فيني، المتوج بجائزة The Best، ومبابي، الصفقة التي نجح الملكي أخيرًا في اقتناصها بعد سنوات من المحاولة.
وبخلاف هدفيه في مرمى لاس بالماس، والثالث "الملغي"، فإن مبابي سدد كرتين في العارضة، من أصل 5 تسديدات على المرمى، وواحدة خارجه، كما قدم 5 تمريرات مفتاحية لزملائه، وصنع فرصتين محققتين.
ويعيش مبابي فترة انتعاشة، حيث كان أفضل لاعبي مدريد، في ليلة الخسارة أمام برشلونة بنتيجة (2-5) في نهائي كأس السوبر الإسباني، بتسجيله هدفًا والتسبب في طرد الحارس، ثم عاد ليسجل في مرمى سيلتا فيجو، في ثمن نهائي كأس ملك إسبانيا، قبل أن يتمكن من إحراز هدفين في شباك لاس بالماس، تحت أنظار فينيسيوس، وكأن كيليان يوجه رسالة إليه من قلب الملعب، بأنه يستحق لقب النجم الأول في الفريق.
هذا التنافس غير المرئي، في البرنابيو، كان يشاهده فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، من المدرجات، وهو الذي يستعد للإعلان عن فوزه برئاسة الريال لفترة جديدة، الثلاثاء المُقبل.