Alexander-Arnold Anfield return GFXGetty/GOAL

لغز الظهير الأيمن في ريال مدريد: ألونسو يخاطر بفالفيردي المنهك، يخسر نقطتين، ويثبت عدم ثقته في أرنولد!

سقط ريال مدريد في فخ التعادل السلبي (0-0) أمام مضيفه العنيد رايو فاييكانو، في مباراة قتالية، فشل هجوم ريال مدريد بقيادة مبابي، فينيسيوس، وبيلينجهام في اختراق دفاع فاييكانو المنظم طوال 90 دقيقة.

النتيجة هي اكتفاء الفريق بنقطة واحدة من ملعب فاييكاس الصعب، وإهدار فرصة ثمينة للابتعاد بالصدارة أو استغلال أي تعثر للمنافسين.

لكن بعيداً عن إهدار النقاط والعقم الهجومي الواضح، كانت القصة الأهم التي شهدتها دقائق المباراة هي الدراما التكتيكية على خط التماس.

لقد كشفت المواجهة عن قصة عناد تكتيكي غير مبرر من المدرب تشابي ألونسو، ومقامرة كبرى بجوكر الفريق، فيديريكو فالفيردي، كادت أن تكلفه أكثر من مجرد نقطتين في سباق الدوري الطويل.

  • Real Madrid C.F. v Juventus - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD3Getty Images Sport

    مقامرة فالفيردي: استنزاف حتى آخر نفس

    خلافاً لكل التوقعات، بدأ تشابي ألونسو اللقاء بفالفيردي في مركز الظهير الأيمن، كان هذا القرار هو المفاجأة الأولى، ففالفيردي، الذي خرج مرهقاً من مباراة ليفربول قبل أيام بانزعاج عضلي، كان من المتوقع أن يحصل على راحة أو يعود لمركزه في الوسط، لكن ألونسو فضل الجندي المقاتل على الحل الطبيعي، في رهان محفوف بالمخاطر منذ البداية.

    الإحصائيات التي قدمها فالفيردي خلال 83 دقيقة هي شهادة على الاحتراق الكامل، بـ 77 لمسة للكرة، وتحركات تُظهر تواجده في كل بقعة على الرواق الأيمن دفاعاً وهجوماً، كان الأوروجوياني هو الرئة التي يعتمد عليها الفريق.

    لقد طُلب منه أن يكون ظهيراً يدافع ويغلق المساحات، وفي نفس الوقت أن يكون مساند للجناح ويصنع الفارق هجومياً، وهي مهمة انتحارية للاعب مرهق أصلاً. 

    ورغم الإرهاق، سدد تسديدتين، واحدة منها على المرمى في الدقيقة 70 تم إنقاذها ببراعة، لقد خاطر ألونسو بلاعبه الأهم في خط الوسط، وأصر على استنزافه حتى اللحظة التي لم يعد فيها قادراً على الاستمرار.

  • إعلان
  • Liverpool FC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD4Getty Images Sport

    أرنولد: الحل المجمد على الدكة

    على الجانب الآخر من هذا القرار، كان يجلس ترنت ألكساندر أرنولد، الظهير الإنجليزي، الذي يفترض أنه الحل المستقبلي والأغلى لهذا المركز، ظل مجمداً على دكة البدلاء لـ 83 دقيقة. 

    هذا التجاهل يطرح لغزاً حقيقياً: إذا كان ألونسو لا يثق في جاهزية أرنولد البدنية لبدء مباراة ضد رايو فاييكانو، فلماذا تم الزج به في معركة أنفيلد الأكثر ضغطاً؟ وإذا كان جاهزاً، فلماذا هذه المخاطرة المجانية بفالفيردي؟

    وما الفائدة من إتمام صفقة كبرى لظهير عالمي، إذا كان المدرب سيتردد في استخدامه في اللحظة التي يحتاجه فيها الفريق بشدة، مفضلاً عليه لاعب وسط مرهق؟ رسالة ألونسو كانت واضحة: إنه يفضل فالفيردي المنهك بنسبة 60% على أرنولد الجاهز بنسبة 80%. 

    هذا التجاهل لا يؤثر فقط على معنويات اللاعب الإنجليزي، بل يعطل أيضاً الحلول الهجومية التي يمتلكها، فأرنولد، حتى في 11 دقيقة فقط، أرسل عرضيتين وسدد تسديدة تم اعتراضها، لكن 9 لمسات للكرة هي أقل من أن تُحدث أي تأثير حقيقي.

  • Xabi Alonso Real Madrid 2025Getty

    تبديل الدقيقة 83: الاعتراف المتأخر بالفشل

    جاءت اللحظة الكاشفة في الدقيقة 83، لم يكن تبديلاً تكتيكياً لإضافة زخم هجومي، بل كان تبديلاً اضطرارياً بحتاً.

    كما أوضحت اللقطات، فالفيردي هو من طلب التغيير بعد أن وصل إلى أقصى درجات الإجهاد.

    لم يستطع الأوروجوياني المقاومة أكثر من ذلك، بعد 83 دقيقة من الركض المتواصل في مركز غير مركزه، هنا فقط، استدعى ألونسو أرنولد، الذي نزل متأخراً جداً كتبديل رابع.

    هذا التبديل المتأخر هو اعتراف من المدرب بأن مقامرته قد فشلت، وأنه انتظر حتى استسلم جسد لاعبه قبل أن يتدخل. 

    في مباراة يبحث فيها الفريق عن هدف للفوز، كان من المفترض أن تكون التبديلات هجومية ومبكرة، لكن ألونسو انتظر حتى الدقيقة 71 لإشراك سيبايوس، والدقيقة 79 لرودريجو.

    لقد أدار ألونسو المباراة بتحفظ شديد، وكأن هدفه كان عدم المخاطرة بأرنولد، على حساب المخاطرة الفعلية بإنهاك فالفيردي.

  • Mbappe Bellingham Alonso Madrid GFXGetty

    بيت القصيد: عناد ألونسو الذي كلفه النتيجة

    هنا يكمن بيت القصيد، التعادل السلبي (0-0) ليس مجرد عقم هجومي من مبابي وفينيسيوس، بل هو نتيجة مباشرة لسوء تقدير تشابي ألونسو.

    لم يفشل ألونسو في إيجاد الحلول الهجومية فحسب، بل ساهم بنفسه في تحييد إحدى أهم جبهاته، بإصراره على فالفيردي المرهق كظهير أيمن، قتل ألونسو الجبهة هجومياً في الشوط الثاني، حيث لم يقدم فالفيردي أي تمريرة مفتاحية طوال 83 دقيقة. 

    لقد خسر الفريق الإضافة الهجومية التي كان يمكن أن يقدمها أرنولد بكراته العرضية الدقيقة لو شارك مبكراً.

    ألونسو لم يخسر نقطتين فقط في فاييكاس، بل كاد أن يخسر فالفيردي نفسه بإصابة جراء هذا الاستنزاف غير المبرر.

    لقد كان عناداً تكتيكياً كلف الفريق هجومياً، وأرسل رسالة انعدام ثقة لصفقته الجديدة، ومع استمرار غياب كارباخال أثبت ألونسو اليوم أن أزمة الظهير الأيمن ليست فقط أزمة إصابات، بل أصبحت أزمة سوء إدارة يتحمل هو وحده مسؤوليتها، وهي أزمة كلفته بالفعل نقطتين ثمينتين في سباق الدوري.