صدقت يا مدرب سوسييداد .. أنشيلوتي محظوظ بملكي يغطي كوارثه، وحلم الـ80 مليون لا يزال قائمًا يا الريال!

إذا أردنا أن نتحدث عن شخصية البطل التي يتمتع بها ريال مدريد، فإننا سنحتاج لعشرات المقالات، ولكن ما يمكن قوله ببساطة، إن تلك المباراة ستكون سطرًا جديدًا في كتاب التاريخ، إذا ما خصص الريال فقرة للحديث عن البطل الذي لا يستسلم ويعود من بعيد، وباختصار "لا تأمن الريال".

المدير الفني لريال سوسييداد، إيمانويل ألجواسيل، صدق حينما قال إن فريقه سيقاتل من أجل الفوز، ورغم خروجه من البطولة، إلا أن الليلة كانت تاريخية بكل المقاييس، ولكنه وقع في خطأ كبير، لأن الحديث عن الفوز بثقة في حضرة ملك الريمونتادا، بمثابة "سلاح في صدرك".

الريال عانى من سهولة اختراق دفاعاته، والبطء في استرداد الكرة عند قطعها، فضلًا عن الإرهاق الذي كان واضحًا على الثنائي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريجو، بعد العودة من رحلة المنتخب.

نقطة الضعف في مدريد كانت في دفاعه الذي ارتكب أخطاءً كارثية، سواء الثنائي ألابا وأسينسيو، أو الحارس أندري لونين، إلا أن هجومه استبسل في الرد على تألق لاعبي سوسيداد، بين تحركات الياباني كوبو، وإنهاء أويارزابال، فكان اللقاء بالحرف سجالًا عنيفًا بين الفريقين، خاصةً في آخر 20 دقيقة من الوقت الأصلي.

ريال سوسييداد لعب بتنظيم تكتيكي كبير، وتمكن من السيطرة على الملعب في عدد من فترات المباراة، مستفيدًا من قرار أنشيلوتي بإبقاء عناصر أساسية على مقاعد البدلاء، والدفع بهم متأخرًا، مثل كيليان مبابي وروديجر.

وأمام الانضباط التكتيكي من قِبل لاعبي ريال سوسييداد، كان الحل أمام كتيبة أنشيلوتي هو المهارات الفردية والركلات الثابتة، وخاصة الهدفين الثالث والرابع اللذين جاءا من ركلتين ركنيتين ثم رأسيتي تشواميني وروديجر في الشباك، مع العلم أن أويارزابال وقّع على ثالث أهداف سوسيداد بنفس الطريقة.

ويمكن القول إنك حقًا محظوظ يا أنشيلوتي، لما تملكه من كتيبة قادرة على تعديل النتيجة، وإن كانت بعيدة عن المستوى، بما يملكه الفريق من مهارات فردية على مستوى عالٍ.

بعد 381 يوم من الغياب، فرحت جماهير الريال بعودة المدافع ديفيد ألابا، إلى المباريات بعد إصابته في الرباط الصليبي، ليشارك في 9 مباريات مع الملكي هذا الموسم، ثم تعرض لإصابة جديدة في فبراير الماضي، غيبته عن أربع مباريات.

ولكن، هذه المباراة ستكون كابوسًا في ذاكرة ألابا، ذلك لأنه في وقت عصيب، وبينما كان الريال يبحث عن حسم التأهل، سجل هدفين بالخطأ في مرماه بالدقيقتين 72 و80.

وكانت مشاركة ألابا أساسيًا في مباراة حسّاسة مثل لقاء سوسيداد، يعد قرارًا خاطئًا بكل المقاييس من قِبل المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، والذي قرر أن يتدارك خطأه متأخرًا بمشاركة رودريجر بديلًا له مع بداية الوقت الإضافي.

يجب الاعتراف بأن فينيسيوس في مباراة اليوم، وإن لم يكن في قمة مستواه، إلا أنه امتلك عنصر الحسم، بعدما صنع تمريرتين حاسمتين، إلى إندريك وبيلينجهام، كما قدم 3 تمريرات مفتاحية، ولكن السؤال هو "ماذا تفعل يا فيني؟".

وعلى قدر مساهماته الرائعة، إلا أن فينيسيوس أهدر لقطات كان بإمكانه أن يحسم التأهل في الدقائق الأخيرة، بعدما تلقى تمريرة بينية طويلة من لوكا مودريتش، لينفرد بالحارس، فيما اكتفى بالمراوغة، وعند محاولة التسديد، كان الدفاع بالمرصاد في الدقيقة 85.

وبينما لم يكن فينيسيوس ورودريجو في قمة العطاء، كان جود بيلينجهام بمثابة طوق النجاة، حيث لعب دورًا بارزًا في بناء الهجمة من الخلف، وقدم مساهمة مطلوبة دفاعيًا وهجوميًا، فبخلاف تسجيله هدفًا، فقد قدم جود 4 تمريرات مفتاحية لزملائه، وصنع 3 تسديدات على المرمى، وثلاثة خارجه، فيما قدم 6 تمريرات طويلة ناجحة من أصل 9، وبلغت دقة تمريراته 85%، فضلًا عن نجاح في استخلاص كرتين من الخصم.

وذكرت صحيفة "ماركا" بأن ريال مدريد سيقدم مكافآت قياسية ستصل إلى 80 مليون يورو، إذا تمكن الريال، من الفوز بالسداسية هذا الموسم، في ظل تبقي 4 منافسات أمامه قبل نهاية الموسم، بين الدوري الإسباني وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.

وبعد مواجهة عصيبة مع ريال سوسيداد، والذي يستحق حقًا أن نرفع له القبعة، فإن فرصة العملاق المدريدي في مكافأة الـ80 مليون يورو، لا تزال قائمة.