ريال مدريد ضد مايوركا | برشلونة تحزن لرحيل "الخصم الوديع" .. ومبابي "المظلوم" أنقذ الصغار من محرقة أنشيلوتي!

قد تظن أن فرحة جماهير برشلونة التي ظلت مستمرة حتى الدقيقة 94 من لقاء ريال مدريد ومايوركا، قد انكسرت بهدف الفوز الذي سجله جاكوبو رامون، لكن الحقيقة أن الحزن الحقيقي بداخلهم ليس بتأجيل التتويج ولكن بعد تأكدهم من رحيل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي "المنافس الوديع" عن ريال مدريد بلا عودة.

والحقيقة أن الأفراح الآن يجب أن تكون في جانب آخر من العالم، وتحديدًا في الأرجنتين، المنافس الأول للبرازيل في أمريكا الجنوبية، حيث سيذهب أنشيلوتي بهذا الفكر المترهل لقيادة منتخب السيلساو الذي يعاني في الأساس من تراجع رهيب، لكنه في الحقيقة لا يقدم أي مؤشرات حول نجاحه في تحويل مساره.

أنشيلوتي الليلة، رغم الفوز، قدم نموذجًا مثاليًا لأخطائه الفادحة على مدار الموسم الحالي، حيث عكست الحالة الدفاعية المزرية للفريق في بداية الشوط الأول والخطأ الساذج من الثنائي جود بيلينجهام وسيبايوس والذي تسبب في هدف التقدم لمايوركا.

صحيح أن الملكي عانى من غيابات كبيرة بسبب الإصابات، لكن لك أن تتخيل في ظل موسم مميز من الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، تلقت شباك ريال مدريد 76 هدفًا في جميع المسابقات هذا الموسم.

وهذا الرقم السلبي الذي لم يتحقق في ريال مدريد منذ 21 عامًا، يشترك في المسؤولية عنه أيضًا الرئيس فلورنتينو بيريز، الذي ترك دفاع الملكي بدون أي تدعيمات منذ بداية الموسم، لكنه أيضًا لا يعفي أنشيلوتي من المسؤولية.

الغريب أنه حتى عندما تراجع مايوركا للشوط الثاني إلى الدفاع المستميت متحصنًا بحارسه المتألق ليو رومان، كانت عشرات الفرص سانحة لريال مدريد للتسجيل، بينما أصر المدرب على الهجوم من الأطراف ولعب الكرات العرضية والتي لم تثمر عن أي فائدة للملكي على مدار الموسم.

أنشيلوتي لم يكتف بأخطائه الفادحة على مدار الموسم سواء في المباريات الكبيرة في دوري أبطال أوروبا والكلاسيكو أو حتى أمام صغار الليجا، لكنه قرر بدءًا من الليلة تجهيز محرقة جديدة في ريال مدريد، وهذه المرة للشباب الواعد.

أنشيلوتي استدعى 8 أسماء شابة في قائمة الفريق للقاء نظرًا للإصابات التي ضربت الفريق الأول وكان آخرها للمغربي براهيم دياز، لكن لا يبدو أن مثل هذه المباريات ليست الأنسب لتقديم هذه الأسماء الواعدة للجماهير، فلو خسر الملكي اليوم لصبت الجماهير جم غضبها على لاعبين في بداية مسيرتهم وربما دمروهم.

ورغم ذلك قدم الثلاثي جاكوبو رامون وجونزالو جارسيا وخيسيوس فاييخو نفسه بشكل مقبول، فسجل الأول هدف الفوز من صناعة مميزة لفاييخو ونجوا بأنفسهم من محرقة المواهب.

مع قرب نزول تتر النهاية الحزين على فيلم الموسم الحزين ريال مدريد، اكتشف الجميع أن كيليان مبابي هو الضحية الحقيقية في موسم ريال مدريد، فالفرنسي الذي ضحى بالمجد الشخصي والأموال الطائلة في باريس دفع الثمن غاليًا على مدار الموسم من انتقادات شرسة واتهامات بالأنانية وعدم التعاون مع زملائه.

لكن الحقيقة تثبتها الأرقام بدون شك، أن كيليان كان المظلوم دائمًا من الصحافة الإسبانية وقطاع كبير من جمهور ريال مدريد، لحساب لاعبين آخرين تخاذلوا عن خدمة الفريق بشكل واضح والأمثلة واضحة بين فينيسيوس، رودريجو، فاسكيز، ميندي وكامافينجا.

الليلة سجل كيليان مبابي مساهمته رقم 50 مع الملكي في 54 مباراة لعبها بجميع المسابقات، حيث صنع 5 تمريرات حاسمة بينما سجل 40 هدفًا، وربما نجده خلال أيام قليلة الأقرب لحصد الحذاء الذهبي في أوروبا، من رافينيا ومحمد صلاح وجيوكيريس، وسيكون ذلك أفضل رد على كل من هاجمه طوال الموسم.

بدون شك استحق حارس ريال مايوركا، ليو رومان جائزة رجل المباراة الأول، بعدما قدم أداء وتصديات مذهلة، حيث صوب الملكي على مرماه 39 تسديدة منها 13 بين العارضة والقائمين، ورغم ذلك استطاع أن يدافع ببسالة عن مرماه.

رومان الذي تلقت شباكه هدفين لا يسأل عنهما تمامًا، تصدى إلى 10 تسديدات منها 6 أهداف محققة، وهي إحصائية يجب أن تلفت أنظار كبار الأندية الإسبانية في الموسم المقبل للاستعانة بخدماته، خصوصًا أن عمره لا يزال 24 عامًا فقط.