مكالمة ريال مدريد الساحرة: يمكنهم الفوز بالأبطال.. فريق أحلام كامل كان على أبواب برشلونة وانتقل للملكي!

قد لا تكون صفقة كورتوا خطفًا بالمعنى الحرفي، لكنها تمثل انتصارًا استراتيجيًا طويل الأمد، ففي فترة 2013-2014، كان برشلونة يبحث بجدية عن خليفة لفيكتور فالديس، وكان كورتوا، المتألق مع أتلتيكو مدريد، أحد أبرز المرشحين على طاولتهم.

التقارير الإعلامية الكتالونية وقتها كانت مليئة بالمقارنات بينه وبين الشاب تير شتيجن، لكن إدارة برشلونة، بسبب التكلفة العالية وصعوبة التفاوض مع تشيلسي النادي الأصلي للاعب، قررت في النهاية المراهنة على تير شتيجن.

ريال مدريد، الذي كان يراقب الوضع، انتظر بصبر حتى سنحت الفرصة في 2018 ليقتنص الحارس البلجيكي ويجعله أحد أعمدة مشروعه، بينما كان برشلونة قد أغلق هذا الملف منذ سنوات.

في عام 2015، كان الظهير البرازيلي دانيلو، نجم بورتو، هو الهدف الأول لبرشلونة لخلافة مواطنه داني ألفيش، كانت المفاوضات في مراحل متقدمة، والصحافة الكتالونية كانت شبه متأكدة من إتمام الصفقة. 

لكن عاملين غيّرا مسار كل شيء: عقوبة الفيفا التي منعت برشلونة من تسجيل لاعبين جدد، والتحرك الحاسم من ريال مدريد.

استغل فلورنتينو بيريز هذا التردد الإجباري من برشلونة، وقدم عرضًا ماليًا ضخمًا بلغ 31.5 مليون يورو، ليحسم الصفقة بشكل مفاجئ في شهر مارس، تاركًا برشلونة في حالة من الذهول بعد أن كان اللاعب على أبواب كامب نو.

كان ميليتاو في 2019 جوهرة دفاع بورتو التي تتصارع عليها كبار أندية أوروبا، وعلى رأسهم برشلونة وريال مدريد. 

كشافو النادي الكتالوني كانوا يتابعون اللاعب عن كثب وأبدوا إعجابهم الشديد بقدراته، لكن بينما كان برشلونة لا يزال في مرحلة التقييم والمراقبة، طبق ريال مدريد استراتيجيته المفضلة: السرعة والحسم. 

في تحرك مفاجئ وصادم للسوق، أعلن النادي الملكي في شهر مارس عن توصله لاتفاق لدفع الشرط الجزائي للاعب، ليقطع الطريق على كل المنافسين ويؤمن مستقبل دفاعه بضربة استباقية لم تترك لبرشلونة أي فرصة للتفاوض.

هذه الحالة هي من الأوضح على الإطلاق، في 2022، كان روديجر متاحًا بالمجان بعد نهاية عقده مع تشيلسي، كان برشلونة مهتمًا جدًا، لدرجة أن وكيل أعمال اللاعب التقى بشكل رسمي ومصوّر مع ماتيو أليماني وجوردي كرويف في أحد فنادق برشلونة.

كان الاهتمام حقيقيًا والمفاوضات جارية، لكن المطالب المادية المرتفعة للاعب ووكيله كانت العائق الأكبر أمام إدارة برشلونة التي تعاني من أزمة رواتب. 

هنا تدخل ريال مدريد، وبقدرته المالية الفائقة، لبى كل مطالب اللاعب وخطفه من أمام أعين غريمه التقليدي.

في هذه التشكيلة، يشغل ألابا مركز الظهير الأيسر، وهو أحد مراكزه الأصلية التي أبدع فيها، عندما أصبح لاعبًا حرًا في 2021، كان حلمًا لإدارة لابورتا الجديدة. 

قدرته على اللعب كظهير وقلب دفاع ولاعب وسط جعلته الجوكر المثالي لأي فريق، وأبدى اللاعب اهتمامًا حقيقيًا بمشروع برشلونة، لكن الواقع المالي الكارثي للنادي حال دون إتمام الصفقة. 

لم يستطع برشلونة مجاراة الراتب الضخم ومكافأة التوقيع التي قدمها ريال مدريد، الذي استغل قوته المالية ليضم لاعبًا عالميًا متعدد الاستخدامات كان سيحل الكثير من مشاكل غريمه.

قصة مودريتش هي الأكثر إيلامًا لأن برشلونة هو من أضاعها، ففي 2008، كان النادي الكتالوني قد اتفق تقريبًا على كل شيء مع مودريتش، لدرجة أن اللاعب التُقطت له صورة شهيرة وهو يحمل قميص برشلونة. 

الأسطورة يوهان كرويف نفسه أوصى بالتعاقد معه، لكن الإدارة الفنية وقتها ترددت بسبب شكوك حول بنيته الجسدية. 

هذا التردد سمح لتوتنهام بالتعاقد معه، وبعد سنوات من التألق، انقض عليه ريال مدريد ليصبح أفضل لاعب في العالم ويقودهم لحقبة ذهبية، تاركًا جماهير برشلونة تتحسر على الفرصة الضائعة الأعظم.

في عام 2003، بنى جوان لابورتا حملته الانتخابية على وعد واحد: التعاقد مع ديفيد بيكهام، فاز لابورتا بالرئاسة، لكنه لم يكن يعلم أن فلورنتينو بيريز كان قد حسم الصفقة بالفعل في الكواليس مع مانشستر يونايتد. 

كانت صفعة مدوية للرئيس الجديد، أثبتت قوة ريال مدريد ونفوذه في السوق، صحيح أن برشلونة عوضها بالتعاقد مع رونالدينيو، لكن قصة بيكهام تظل مثالًا صارخًا على كيف يمكن أن تُحسم الصفقات الكبرى بعيدًا عن وعود الإعلام والانتخابات.

التركي الذي سافر ديكو لتركيا من أجل إتمام التعاقد معه وكان هناك اتفاق كامل لضمه خطفه ريال مدريد بمكالمة أيضًا وعرض مالي أكبر في ظرف دقائق.

لا يمكن الحديث عن هذا الملف دون ذكر السرقة التأسيسية، ففي عام 1953، كان دي ستيفانو قد وقع بالفعل لبرشلونة ولعب بقميصه في مباريات ودية.

لكن في قضية معقدة وشائكة شهدت تدخلات سياسية، تم إجبار برشلونة على التنازل عن اللاعب، لينتهي به المطاف في ريال مدريد. 

وصول دي ستيفانو لمدريد لم يكن مجرد صفقة، بل كان الحدث الذي حول ريال مدريد من نادٍ عادي إلى أسطورة أوروبا، وحرم برشلونة من اللاعب الذي كان من الممكن أن يغير تاريخه.

بعد أن خطف برشلونة نيمار من ريال مدريد، قرر بيريز ألا يتكرر هذا الأمر، وأصبح الهدف هو قنص المواهب البرازيلية قبل أن تنضج. 

كان فينيسيوس هو الهدف الأول لهذه الاستراتيجية، وكان برشلونة يراقبه عن كثب، لكن ريال مدريد تحرك بقوة ودفع مبلغًا ضخمًا (45 مليون يورو) لشاب يبلغ من العمر 16 عامًا فقط، ليضمن وصوله إلى مدريد بمجرد أن يبلغ السن القانونية، في ضربة استباقية أثبتت نجاحها الباهر.

قصة رودريجو هي تكرار متقن لصفقة فينيسيوس، وهي من أوحت بهذا التقرير بعد تصريحاته في حواره اليوم مع "آس" كان برشلونة قد قطع شوطًا كبيرًا في المفاوضات مع اللاعب وعائلته، وكان الاتفاق وشيكًا.

 لكن مكالمة هاتفية واحدة من ريال مدريد، مع عرض مالي أعلى ومشروع رياضي مغرٍ، كانت كفيلة بتغيير كل شيء. 

اختار رودريجو تحقيق حلمه باللعب في مدريد، ليؤكد من جديد أن ريال مدريد يمتلك الكلمة الأخيرة في سباق المواهب البرازيلية.

هذه التشكيلة ليست مجرد خيال، بل هي دليل ملموس على أن الكلاسيكو يُلعب بقوة في سوق الانتقالات، وهي قطعًا لا تضم كل الحالات فهناك عشرات آخرون يمكنهم الانضمام لها ربما في مقدمتهم أيضًا لاعبا ريال مدريد الحاليان، إندريك وسيبايوس ومن قبلهم أسينسيو.

كل لاعب في هذه القائمة يمثل قصة انتصار مدريدي وخسارة كتالونية، ويؤكد أن المعركة بين الغريمين هي معركة نفوذ، وقوة مالية، وقدرة على الإقناع، وهي حرب مفتوحة لن تنتهي فصولها أبدًا.