Takefusa-Kubo 16-9(C)Goal

ليلة بكى فيها مدريد مرتين: برشلونة قبل الهدية.. والعارضة والقائم يمنعان صفعة كوبو الجديدة!

يكتب عالم كرة القدم أحيانًا سيناريوهات تفوق في دراميتها وتعقيدها أي عمل فني، ففي غضون 24 ساعة فقط، عاشت جماهير الغريمين ريال مدريد وبرشلونة تقلبات القدر بكل ما تحمله من سخرية ومفارقات.

البداية كانت بهدية ثمينة من العاصمة، حين سقط ريال مدريد في فخ جاره أتلتيكو، فاتحًا الباب على مصراعيه أمام برشلونة لاعتلاء صدارة الليجا. 

كل الأنظار اتجهت إلى كتالونيا، حيث لم يكن برشلونة يواجه ريال سوسييداد فحسب، بل يواجه الضغط الهائل لاقتناص فرصة ذهبية قد لا تتكرر. 

وفي خضم هذه المعركة، ظهرت هدية قديمة من نوع آخر، فرط فيها ريال مدريد نفسه قبل سنوات، شاب ياباني اسمه تاكيفوسا كوبو كان في الأصل لاعبًا لبرشلونة، كاد أن يعيد هدية الصدارة لفريقه السابق ويحرم منها ناديه الأصلي، لولا أن القائم والعارضة وقفا بجانب برشلونة هذه المرة. 

  • Pedri KuboGetty Images

    كابوس مدريد.. وبصيص أمل من الماضي

    بينما كانت جماهير ريال مدريد تلملم جراح خسارة الديربي وتتحسر على أداء هجومي باهت افتقر للحلول الفردية والسرعة في الثلث الأخير من الملعب، كان تاكيفوسا كوبو يستعد لكتابة فصل جديد ومؤلم في قصة ماذا لو؟. 

    في الدقيقة 57، والمباراة لا تزال في حالة من الجمود، قرر مدرب سوسييداد إقحام ورقته الرابحة، لم يكن دخول كوبو مجرد تبديل عادي، بل كان بمثابة صعقة كهربائية أيقظت المباراة وأثبت في 33 دقيقة فقط أنه كان القطعة المفقودة في هجوم فريقه، وربما القطعة التي افتقدها ريال مدريد نفسه في معركته الخاسرة. 

    بمجرد دخوله، تحول الجانب الأيمن لسوسييداد إلى مصدر قلق دائم لدفاعات برشلونة، ولم يكتفِ كوبو بالنشاط الهجومي، بل إن مجرد وجوده في الملعب أخذه نحو الدفاع على جبهة أخرى ضد لامين يامال الذي تسبب في ازعاج كبير بمجرد حلوله كبديل..

    كانت معركة فردية بين موهبتين، تفوق فيها نجم برشلونة بالفاعلية وظهرت فيها الخطورة من أقدام الياباني بشكل كبير على مرمى النادي الكتالوني.

  • إعلان
  • FC Barcelona v Real Sociedad - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    القائم أولًا ثم العارضة.. كوبو يزلزل برشلونة

    لم يكد يمضي على دخوله الملعب سوى 13 دقيقة، حتى أطلق كوبو أول تحذيراته المدمرة، ففي الدقيقة 70 تقريبًا، ومن تحرك سريع أرسل الياباني تسديدة ماكرة ارتطمت بالقائم الأيسر لمرمى برشلونة، في لقطة كانت بمثابة جرس إنذار حقيقي بأن الخطر قادم لا محالة. 

    لكن اللحظة التي حبست فيها الأنفاس جاءت في الدقيقة 84، بعد خطأ من جول كوندي، وصلت الكرة كوبو الذي استلم تمريرة رائعة، وبلمسة ساحرة أطلق تسديدة قوية ومتقنة، بدا أن الكرة في طريقها لمعانقة الشباك وإعادة ريال مدريد ولو مؤقتًا إلى الصدارة المعنوية، لكن العارضة تدخلت هذه المرة في اللحظة الأخيرة لترتطم بها الكرة وتنقذ برشلونة من هدف محقق.

     كانت هذه السنتيمترات القليلة هي التي فصلت برشلونة عن فقدان الصدارة، وهي التي أكدت لريال مدريد حجم الموهبة التي تركوها ترحل وهي نفسها التي منعت صفعة جديدة من كوبو لبرشلونة بعد صفعة انضمامه وتفضيله لريال مدريد عليهم قبل سنوات.

  • نجم أكبر من فريقه الحالي؟

    إن الأداء الذي قدمه كوبو ضد برشلونة ليس مجرد ومضة، بل هو تأكيد على أنه موهبة استثنائية مكانها الطبيعي في فريق أكبر ينافس على أعلى المستويات. 

    كثيرًا ما يُنتقد اللاعب بأنه غير منتظم في مستواه، لكن الحقيقة أن هذا التذبذب قد يكون ناتجًا عن البيئة المحيطة به في ريال سوسييداد، فهو غالبًا ما يضطر للقيام بكل شيء بمفرده. 

    ومع وصول مشروع المدرب سيرخيو فرانشيسكو إلى نهايته المحتملة بعدما جمع خمس نقاط في سبع جولات بالليجا، يبدو أن الوقت قد حان لكوبو للانتقال إلى نادٍ كبير يشارك بانتظام في البطولات الأوروبية.

    إن أسلوبه السريع وقدرته على المراوغة في المساحات الضيقة تجعله مناسبًا تمامًا لأي فريق كبير، وخاصة لأندية الدوري الإنجليزي التي يتطلب اللعب فيها هذه الجودة من المهارة والجرأة. 

  • Real Madrid v Real Sociedad - Copa del ReyGetty Images Sport

    أرقام تحكي القصة.. وندم يملأ مدريد

    قد يبدو مستواه بشكل عام متواضعًا بفعل النتيجة، لكن تأثيره كان أكبر من أي رقم، ففي 33 دقيقة، لمس كوبو الكرة 22 مرة، وقدم تمريرة مفتاحية، وهدد المرمى مرتين بشكل مباشر.

    هذا الأداء يسلط الضوء بقسوة على ما افتقده ريال مدريد في الديربي، ففي الوقت الذي عانى فيه هجوم الميرينجي من البطء وغياب الإبداع، قدم كوبو في لمستين فقط كل ما كان ينقصهم. 

    المفارقة الأكبر أن ريال مدريد، الذي ينفق مئات الملايين على النجوم، كان يمتلك الحل بين يديه وباعه مقابل مبلغ زهيد نسبيًا، لقد فرطوا في لاعب بشخصية فريدة، يتمتع بإمكانيات كبيرة وقدرة استثنائية على تغيير اتجاهه بسرعة، وهو السلاح المثالي لكسر التكتلات الدفاعية التي عانى أمامها الفريق الملكي. 

  • Takefusa KuboGetty Images

    بيت القصيد

    في النهاية، قبل برشلونة هدية الصدارة من أتلتيكو مدريد، لكنهم كادوا أن يفقدوها بسبب هدية أخرى أهداها ريال مدريد لسوسييداد.

    كانت ليلة انتصار لبرشلونة، لكنها كانت أيضًا ليلة تذكير مؤلم لجماهير ريال مدريد بأن بعض القرارات الخاطئة في الماضي قد تعود لتطاردهم في أكثر اللحظات حساسية.