Pep GFXGoal AR

على يد ريال مدريد وبرشلونة وآرسنال.. أكثر الهزائم إذلالًا في تاريخ جوارديولا

قبل هذا الموسم، ربما لم يكن بيب جوارديولا قد سمع من قبل هتاف "سيتم إقالتك في الصباح" أبدًا، لكنه مؤخرًا أصبح مألوفًا جدًا له.

في وقت سابق من الموسم الحالي، لم يستمتع مدرب مانشستر سيتي بسماع هذه الهتافات في ملعب أنفيلد، ورد جوارديولا على ذلك مشيرًا إلى أصابعه الستة، في إشارة إلى عدد مرات فوزه بالدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن خلال الهزيمة المذلة التي مني بها فريقه أمام أرسنال يوم الأحد، احتفظ المدرب بأصابعه لنفسه، وكان ذلك لسبب وجيه، كان من المرجح أن يرد عليه مشجعو أرسنال ولاعبوه بعرض خمسة أصابع، كل إصبع مقابل هدف واحد من الأهداف الخمسة التي سجلها الفريق اللندني في مرمى فريقه المتداعي.
كانت هذه هي المرة الثانية فقط في مسيرته التدريبية الكاملة التي يتلقى فيها فريق جوارديولا خمسة أهداف، والأولى التي تحدث في ملعب ممتلئ بالمشجعين، قلل المدرب الكاتالوني من شأن هذا الإنجاز النادر بالقول: "يمكن أن يحدث هذا لي أيضًا، أنا لست مميزًا".
كانت السمة المميزة لجوارديولا هي حقيقة أن فرقه نادرًا ما تخسر على الإطلاق، ناهيك عن الهزائم الثقيلة، ومع ذلك، فقد اعترف بأن مثل هذه الهزائم الكبيرة أصبحت شائعة بشكل متزايد بالنسبة له وسط دفاع سيتي الكارثي عن اللقب.
دعونا نلقي نظرة على أكثر الهزائم المهينة لفرق جوارديولا كمدرب، والتي امتدت عبر فتراته التدريبية في برشلونة وبايرن ميونيخ وسيتي:

  • Pep Guardiola Luis EnriqueGetty

    1برشلونة 3-0 بايرن ميونيخ (مايو 2015)

    كانت هذه المباراة بمثابة عودة جوارديولا إلى كامب نو، معقل فريقه السابق، لكن هذه المرة كمدرب للفريق الخصم، وقد واجه في هذه المباراة صديقه وزميله السابق لويس إنريكي، وكان فريقه يعاني من غيابات وإصابات عديدة للاعبيه، وكان المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي يرتدي قناعًا واقيًا بعد تعرضه لكسر في الأنف.

    وفي مواجهة هجوم برشلونة الناري بقيادة ميسي وسواريز ونيمار، حاول جوارديولا تغيير طريقته المعهودة باللعب المفتوح، وقرر التركيز على الدفاع المتماسك للخروج بنتيجة إيجابية قبل مباراة الإياب في ميونخ، ونجحت خطته إلى حد كبير، إلى أن تمكن ميسي من تسجيل الهدف الأول لبرشلونة في الدقيقة 78، وبعدها بدقائق، أضاف ميسي هدفًا ثانيًا بعد أن راوغ بواتينغ بطريقة رائعة، وفي الوقت بدل الضائع، سجل نيمار الهدف الثالث لبرشلونة.

    ورغم فوز بايرن ميونخ في مباراة الإياب بنتيجة 3-2، لم يكن ذلك كافيًا لتأهلهم، حيث صعد برشلونة إلى المباراة النهائية وتوج باللقب بعد فوزه على يوفنتوس، ليحقق بذلك إنجازًا مشابهًا لما حققه جوارديولا قبل ست سنوات.

  • إعلان
  • Claudio Bravo Man City Getty

    2برشلونة 4-0 مان سيتي (أكتوبر 2016)

    لم تكن عودة جوارديولا الأولى إلى معقل فريقه السابق برشلونة في دوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي كما تمناها، فبدأ المؤتمر الصحفي الذي يسبق المباراة بهجوم لاذع على رئيس برشلونة آنذاك، جوسيب ماريا بارتوميو، بعد أن اتهمه الأخير بمحاولة ضم ميسي إلى مانشستر سيتي، وقبل المباراة، فاجأ جوارديولا الجميع بإبقاء المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أجويرو خارج التشكيلة الأساسية، لتنقلب الأمور رأسًا على عقب سريعًا.

    خلال الشوط الأول، سجل ميسي هدفًا لبرشلونة بعد سقوط فيرناندينيو في منطقة الجزاء، ثم تلقى كلاوديو برافو، الحارس الذي انتقل لتوه من برشلونة في فترة الانتقالات الصيفية السابقة، بطاقة حمراء بعد لمسه للكرة خارج منطقة الجزاء، واستغل برشلونة النقص العددي في صفوف مانشستر سيتي، وتمكن ميسي من إكمال ثلاثية له قبل أن يضيف نيمار هدفًا رابعًا، لتنتهي الأمسية بهزيمة ثقيلة في حق جوارديولا، المدرب الأسطوري لبرشلونة وقائده السابق.

  • Manchester City FC v Tottenham Hotspur FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    3مان سيتي 0-4 توتنهام (نوفمبر 2024)

    تراجعت نتائج مانشستر سيتي بشكل ملحوظ، حيث تلقى أربع هزائم متتالية في مختلف المسابقات، وكانت الآمال معلقة على فترة التوقف الدولي في نوفمبر لعل الفريق يعيد تنظيم صفوفه ويستعيد تركيزه، كما ساهم تجديد عقد جوارديولا قبل أيام من مواجهة توتنهام في رفع الروح المعنوية للفريق.

    إلا أن المباراة ضد توتنهام كشفت عن عمق الأزمة، حيث سجل جيمس ماديسون، الذي كان يحتفل بعيد ميلاده، هدفين مستغلاً الأداء الدفاعي المتذبذب لسيتي، ليمنح فريقه الأفضلية في الشوط الأول، وبعد الاستراحة، أضاف بيدرو بورو الهدف الثالث، وقبل نهاية المباراة، مرر تيمو فيرنر الكرة إلى برينان جونسون الذي سجل الهدف الرابع، وبهذه النتيجة، مني جوارديولا بأكبر هزيمة له على ملعبه كمدرب.

  • Liverpool v Manchester City - UEFA Champions League Quarter Final Leg OneGetty Images Sport

    4ليفربول 3-0 مان سيتي (أبريل 2018)

    شهد هذا الموسم بداية منافسة شرسة بين جوارديولا ويورجن كلوب، والتي ستلعب دورًا حاسمًا في تشكيل كرة القدم الإنجليزية لخمس سنوات قادمة، ففي ذلك الموسم، كان ليفربول أول فريق يُلحق الهزيمة بمانشستر سيتي المتألق في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد فوزه عليه بنتيجة 4-3 في مباراة ملحمية على ملعب أنفيلد، وهكذا، كانت الجماهير محظوظة بمشاهدة الفريقين يتواجهان مرة أخرى في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث أُقيمت مباراة الذهاب على ملعب أنفيلد.

    وقد شهدت الأجواء المحيطة بالمباراة توترًا شديدًا، حيث تعرضت حافلة مانشستر سيتي لهجوم قبل انطلاقها، وداخل الملعب، لم يرحم ليفربول ضيوفه، وتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف في أول 31 دقيقة عن طريق محمد صلاح وأليكس أوكسليد-تشامبرلين وساديو ماني، وقد بدا الذهول واضحًا على جوارديولا، حيث لم يتمكن فريقه من الرد طوال المباراة، ولا حتى في مباراة الإياب على ملعب الاتحاد، والتي خسرها بنتيجة 2-1 رغم تقديمه لأداء أفضل.

  • Erling Haaland, Gabriel MagalhaesGetty

    5أرسنال 5-1 مانشستر سيتي (فبراير 2025)

    تصاعدت حدة التنافس بين أرسنال ومانشستر سيتي إلى مستويات جديدة في موسم 2024-2025، فبعد منافستهما الشرسة على لقبين متتاليين، شهدت مباراة الفريقين الأولى على ملعب الاتحاد في سبتمبر 2024 أحداثًا مثيرة، فبعد أن سجل جون ستونز هدف التعادل في اللحظات الأخيرة، قام إيرلينج هالاند برمي الكرة على رأس جابرييل ووجه تصريحًا لميكيل أرتيتا قائلًا: "ابقَ متواضعًا"، وهو ما أثار غضب مشجعي أرسنال.

    انتظر أرسنال خمسة أشهر للرد على هذه الأحداث، وجاء ردهم قاسيًا ومؤثرًا، ففي مباراتهم على ملعب الإمارات، صعق مارتين أوديجارد مانشستر سيتي بتسجيل هدف مبكر في الدقيقة الثانية بعد خطأ من مانويل أكانجي، ورغم أن هالاند أدرك التعادل في الشوط الثاني، فإن أرسنال لم يتأخر في استعادة تقدمه، حيث سجل توماس بارتي هدفًا بعد دقيقة واحدة من هدف هالاند، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل واصل مايلز لويس سكالي وكاي هافيرتز وإيثان نوانيري تألقهم، مسجلين أهدافًا أخرى لتنتهي المباراة بهزيمة مذلة لجوارديولا، وهي الأثقل في مسيرته التدريبية التي تمتد لـ17 عامًا.

  • Sergio Ramos Real Madrid BayernGetty

    6بايرن ميونخ 0-4 ريال مدريد (أبريل 2014)

    في عام 2011، قاد جوارديولا برشلونة إلى إقصاء ريال مدريد من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، في ذروة المنافسة بينه وبين جوزيه مورينيو، وبعد ثلاث سنوات، ورغم أن كارلو أنشيلوتي، خليفة مورينيو، لم يلجأ إلى أساليب الحرب النفسية التي كان يستخدمها سلفه، إلا أنه تفوق على جوارديولا في المباراتين.

    فاز ريال مدريد بمباراة الذهاب في مدريد بنتيجة 1-0 في مباراة شهدت تنافسًا شديدًا، وكان بايرن ميونخ يعتقد أن بإمكانه قلب الطاولة على ملعبه، فبعد استحواذهم على الكرة دون جدوى في مباراة الذهاب، قرر لاعبو بايرن أن أفضل طريقة للفوز هي اللعب الهجومي المباشر، وتأثر جوارديولا، ولأول مرة، بضغوط الجماهير، فاعتمد على تشكيلة هجومية بحتة 4-2-4، بعد أن كان يفكر في البداية بتشكيلة 3-4-3 لتعزيز خط الوسط، وقبل المباراة، قال للاعبيه: "أيها الفتيان، الأمر لا يتعلق بالخروج وقضاء وقت ممتع، يجب عليكم الخروج لإلحاق الضرر بهم، هاجموا بكل قوتكم، أنتم ألمان، فكونوا ألمانًا وهاجموا".

    لكن الخطة تحولت إلى كارثة، حيث تقدم ريال مدريد بثلاثة أهداف قبل نهاية الشوط الأول، بفضل هدفي سيرجيو راموس وهدف لكريستيانو رونالدو، الذي عاد ليسجل هدفًا رابعًا في الدقيقة 89.

    قد تكون هزيمة مانشستر سيتي الأخيرة أمام أرسنال هي الأثقل، لكنها لا تقارن بهذه المباراة من حيث الإزعاج بالنسبة لجوارديولا، الذي لم يسامح نفسه حتى الآن على السماح للاعبيه بتحديد التكتيكات، واعترف بغضب لصديقه والمؤلف مارتي بيرارنو: "لقد أخطأت بحق، أخطأت تمامًا، إنه فشل ذريع، فوضى تامة، أكبر خطأ في حياتي كمدرب".