ريال مدريد ضد باريس | سان جيرمان دمر سيناريو "رد اعتبار" الملكي بسلاحه المُعتاد.. وتمثال أعلى برج إيفل يكفي لشكر إنريكي!

في أول 9 دقائق فقط من بداية اللقاء أنهى عثمان ديمبيلي المباراة إكلينيكيًا لصالح باريس بعدما ورط ثنائي دفاع ريال مدريد (أسينسيو وروديجر) في أخطاء ساذجة، فصنع الهدف الأول لزميله فابيان رويز وسجل الثاني بنفسه.

وواصل رويز تألقه هذه الليلة بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 24، قبل أن يأتي الهدف الرابع في الدقيقة 87 من اللقاء بأقدام جونسالو راموش، بعد مشهد مهين لدفاعات ريال مدريد وتلاعب بدفاع الملكي داخل منطقة جزائه.

وبهذا الفوز الكاسح ضيع ديمبيلي على عشاق الملكي فرصة فريدة لرد اعتبارهم بعد موسم منصرم بدون أي بطولات كبرى، حيث تجهز أنصار الريال للفوز ورفع شعار "حتى لو كنا خسرنا بطولتنا التاريخية فقد فزنا على بطل دوري أبطال أوروبا"، ليعود الأبيض مكتفيًا بعشرات الملايين التي تنعش خزينته وتضاعف من أحزان جماهيره وقلقهم على المستقبل.

إن كان باريس سان جيرمان قد تحول إلى فريق كبير في فرنسا يحصد البطولات المحلية ويصنع المجد على حساب الأندية الفرنسية، فاليوم وقبله ببضع أسابيع تحديدًا في نهائي دوري أبطال أوروبا، قد أثبت لويس إنريكي للجميع أنه صنع وحشًا وبطلًا بشخصية قوية قادر على الفوز أمام أي منافس.

إنريكي الذي فقد في بداية الموسم نجمًا بحجم كيليان مبابي، حوّل جميع عناصر فريقه إلى عناصر قوة في فريق هو النجم الحقيقي، لا يوجد مبابي أو نيمار أو ميسي، يوجد باريس سان جيرمان بـ11 لاعبًا قادرين على التعاون بشكل مثمر لإسقاط أعتى المنافسين، لذلك لن يكون كثيرًا أن يصنع المحبون تمثالًا لهذا المدرب المميز ويضعوه أعلى برج إيفل الشهير.

رباعية الليلة لا تثبت جودة باريس سان جيرمان الهجومية فقط، لكنها أيضًا كانت شاهدة على قوة دفاعية لا نظير لها في أوروبا كافة، فالفريق الفرنسي في البطولة الحالية قهر أتلتيكو مدريد برباعية نظيفة، إنتر ميامي برباعية نظيفة، ريال مدريد برباعية نظيفة، وقبل البطولة بأسبوعين فقط كان قد فاز على إنتر الإيطالي بخماسية نظيفة.

على الجانب الآخر، رباعية الليلة لم تكن مفاجئة على ريال مدريد، فالفريق لم يواجه أي اختبار حقيقي في البطولة، لأنه لم يواجه فريقًا منظمًا ولديه هذه القدرة على الضغط العالي بخطه الهجومي على خط دفاع مترهل بقيادة أنطونيو روديجر وراؤول أسينسيو.

صحيح أن غياب ترنت ألكساندر أرنولد المفاجئ عن اللقاء أضر بخطة تشابي ألونسو للقاء، لكن هذه الأخطاء الفردية الساذجة من روديجر وأسينسيو قضت على أي أمل في العودة للقاء، وكل ذلك أمام أنظار تشابي ألونسو الذي علم بحجم الكارثة التي يمر بها الفريق على مستوى التدعيمات الدفاعية.

الأهم من ذلك أن كل هذا حدث على مرأى ومسمع من الرئيس فلورنتينو بيريز، الذي تثبت نتائج هذا الموسم مدى ضعف سياسته في إدارة ملف الصفقات، وستحول جماهير ريال مدريد إلى شوكة في ظهره خلال الميركاتو الصيفي لإنقاذ الفريق من سيناريو مُظلم بصفقات دفاعية مهمة.

باريس سان جيرمان الآن بات عليه أن يفوز على تشيلسي في النهائي من أجل حصد لقبه الأول في كأس العالم للأندية، وحال فوزه باللقب سيكون أمامه فرصة تاريخية لدخول التاريخ من أوسع أبوابه إذا فاز أيضًا بلقبي كأس السوبر الأوروبي وكأس إنتركونتيننتال للأندية أبطال القارات، ليحقق "سباعية تاريخية".

في المقابل، لم يخرج ريال مدريد بخسائر فقط، حيث حقق النادي الإسباني مكاسب مالية ضخمة خلال مشاركته في النسخة الموسعة من البطولة، حيث بلغ إجمالي أرباحه حوالي 72.89 مليون يورو بعد تأهله إلى نصف النهائي.

والمكسب الأهم أن تشابي ألونسو قد وضع يده بشكل كبير على عيوب ونقاط ضعف الفريق، ولديه الكثير من الوقت لإصلاحها قبل بداية الموسم، لكن الأهم من ذلك أن يستجيب فلورنتينو بيريز ورجاله إلى قرارات هذا المدرب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.