ريال مدريد ضد باتشوكا | كأنك تشاهد فيلم روكي .. برشلونة لن يرحمك ومرحبا بك يا أرنولد!

نتيجة كانت على عكس سير المباراة، التي كان باتشوكا يستحق فيها تسجيل أكثر من هدف، لولا تألق الأخطبوط البلجيكي تيبو كورتوا، الذي لولاه لعانى الميرينجي الأمرّين في تلك المواجهة.

مع انطلاقة المباراة، فوجئ عشاق الريال بفريق هشّ دفاعيًا، تُخترق صفوفه بتمريرات بينية، تمنح فرص الانفراد للمهاجم والقائد الفنزويلي سالومون روندون، لتكتمل المعاناة بطرد "مباشر" مبكر للمدافع أسينسيو، في الدقيقة السابعة، ليدفع ثمن تهوره في إعاقة روندون وحرمانه من فرصة انفراد.

ولكن، القاعدة تقول "إذا أهدرت فستدفع الثمن، وخاصة إذا كنت أمام الريال"، فبينما كان باتشوكا يعتمد على انطلاقات كينيدي وأليكسي فيجيروس مع روندون، ويلعب على استغلال ثغرات دفاع الميرينجي، فإن خبرة الملكي لعبت دورًا في استغلال المرتدات، والنجاح في البناء من الخلف، وبمجهودات جماعية، سجل 3 أهداف من 3 تسديدات على المرمى.

بشكل عام، كان ريال مدريد مثل شخصية الملاكم روكي بالبوا، الذي كان أمله هو الصمود لآخر جولة أمام ضربات أبولو كريد، وبين الفينة والأخرى يوجه ضربات مباشرة مؤثرة، ورغم أنه لم يفز في الجزء الأول، إلا أنه فعلها وهزم البطل في الجزء الثاني.

وبينما كان الريال يعاني دفاعيًا، في ظل طرد أسينسيو، وتعليمات ألونسو لتشواميني بالتراجع لدعم الدفاع، كان الحارس البلجيكي تيبو كورتوا على الموعد، وهو الذي تصدى لأكثر من فرصة محققة، منها ما كان كفيلًا بمنح باتشوكا فرصة التقدم، خاصة في الدقيقة 18، عندما نجح في التصدي لتسديدتين متتابعتين من كينيدي وفيجيروس.

ومع تقدم الريال، حاول باتشوكا أن يضغط بسلاح التسديدات "المباغتة" من خارج المنطقة، إلا أن كورتوا كان جدارًا صلدًا لم يقدر عليه لاعبو الفريق المكسيكي، ويكفي القول إنه تصدى لـ10 تسديدات، خلال المواجهة، منها أربعة داخل منطقة الجزاء.

بينما كان الشقيق الأصغر جوبي بيلينجهام يحرز هدفه الأول مع بوروسيا دورتموند في شباك صنداونز، ويحتفل بفرد ذراعيه، رد عليه الشقيق الأكبر جود، بإحراز أول أهداف ريال مدريد في مرمى باتشوكا.

إنه أسبوع الأخوين بامتياز، الصغير جوبي يسجل ويتوّج بجائزة رجل المباراة، والكبير ينقذ ريال مدريد من "طلقات" باتشوكا، ليحرز الهدف الأول، ويقود الميرينجي للانتصار الأول في اللقاء.

بعد بداية عرّضته لعديد من الانتقادات أمام الهلال، بدا ترنت ألكساندر أرنولد، الوافد الجديد لريال مدريد، أكثر انسجامًا بشكل نسبي، في مباراة باتشوكا، رغم أن "ثغرة" الجبهة اليمنى ظلت حاضرة، والتي كنت مركز خطورة الفريق المكسيكي في معظم هجماته، ما دفع المدرب ألونسو، لاستبداله في الدقيقة 78، ليشارك أنطونيو روديجر بديلًا له.

ولكن، دعونا ننظر إلى الجانب المضيء في مشاركة أرنولد، والذي وضع بصمته في لقطة الهدف الثاني، بعدما أرسل تمريرة عرضية، ترجمها جونزالو جارسيا بأخرى إلى أردا جولر الذي زيّن العمل الجماعي بكرة في المرمى.

وبخلاف لقطة الهدف، فإن ترنت اتسم بدقة تمريراته التي بلغت 92%، بعدما أرسل 36 تمريرة صحيحة من أصل 39، فضلًا عن دقة تمريراته الطويلة، بإرسال 3 كرات صحيحة من أصل 4، فضلًا عن كسب مواجهتين ثنائيتين أرضيتين من 3 التحامات.

ولكن بعدما قدم بصمته الأولى أمام باتشوكا، يمكن القول "مرحبًا بك يا أرنولد في قلعة الريال".

على تشابي ألونسو أن يواجه تلك "الثغرة الدفاعية" المريرة التي يعاني منها ريال مدريد، رغم تعاقده مع دين هاوسن في فترة الميركاتو الاستثنائي، إلا أن المنظومة الدفاعية كانت أبرز نقاط ضعف الميرينجي في المواجهة، ولولا تألق كورتوا وخبرة نجوم الملكي في إحراز الأهداف من أنصاف الفرص، لكان لنتيجة المباراة شأن آخر.

الريال واجه منافسًا أهدر الكثير من الفرص، ولكن ماذا لو واجه برشلونة بمثل هذا المستوى الدفاعي؟ رغم أن الحديث لا يزال مبكرًا، ولكنه بمثابة ناقوس خطر لألونسو، بأن هذا الأداء يجعل الميرينجي ينهار في مباريات الكلاسيكو، في الوقت الذي جاء فيه المدرب الإسباني لينتشل الريال من الانهيار بعد موسم خسر فيه جميع المواجهات أمام غريمه الكتالوني، وخرج خالي الوفاض من جميع البطولات.

سؤال آخر إلى البرازيلي فينيسيوس جونيور، ذلك الفتى الذي قاد الريال لثنائية الدوري وأبطال أوروبا في 2024، "متى ستعود؟".