رونالدو وحيدًا ونيمار يكتب التاريخ - ماذا لو لم يوقع برشلونة مع ميسي؟

لو أنّ ميسي لم يتواجد في برشلونة لما كان قرار رحيل رونالدينيو عن الفريق الكتالوني في 2008 سهلًا، فمن يمكن الاعتماد عليه ليخلف البرازيلي؟

ربما توجه البلوجرانا وقتها للتعاقد مع أحد المواهب الصاعدة في هذا التوقيت ليخلف رونالدينيو مثل روبينيو أو يتجه لضم نجم مثل كاكا أو كريستيانو رونالدو، لكن بالطبع لم يكن ليترك رونالدينيو يغادر في هدوء.

جوارديولا مدرب عبقري، وربما حتى بغياب ميسي لكان سيجلب الألقاب إلى برشلونة، فرأيناه يحقق ذلك في بايرن ميونخ ومانشستر سيتي، ولكنّ الفريق كان سيتأثر دون شك، وربما لا يحقق ذات العدد من البطولات.

ميسي يتميز بأنّه جزء من المنظومة ولاعب يميل إلى الارتجال والابتكار، وربما هذه أحد أسباب محنة بيب في الفرق التي دربها، فهو أحيانًا يحول لاعبيه إلى آلات تسمع وتطيع فقط، ولكن وجود موهبة مثل ميسي يجعل الأمر يختلف تمامًا.

مهارات البرغوث الفردية وقدراته على الارتجال والمراوغة وفتح المساحات لباقي زملائه في الملعب يجعل غيابه أزمة كبيرة لفلسفة بيب.

ربما ساهم رونالدينيو كثيرًا في تعلق الجمهور في العالم ببرشلونة، ولكن ما حققه ميسي والألقاب الفردية المختلفة، والبطولات التي جلبها للنادي جعلت النادي الكتالوني بين أفضل فرق العالم على الإطلاق.

بغياب ميسي، لن يستطيع أحد في برشلونة الفوز بالكرة الذهبية 4 مرات على التوالي ثم يضيف لها المرة الخامسة وبعدها السادسة ليصبح أكثر من تُوج بها، ربما لن يحقق أي لاعب من النادي الكتالوني الحذاء الذهبي 6 مرات في مسيرته.

جوائز ميسي الفردية جعلته أداة تسويقية لا مثل لها، وبالتالي لو غاب هذا عن المشهد فمن الطبيعي أن تتغير الأمور كثيرًا بالنسبة لاسم وكيان برشلونة.

وجود ميسي أفاد برشلونة دون شك، لكنّه تسبب في رحيل نيمار الذي يرغب في أن يكون النجم الأول للفريق.

فيليبي كوتينيو عانى أيضًا من تداخل مهامه مع ميسي، والآن أنطوان جريزمان يواجه الأمر ذاته، ربما لو لم يتواجد البولجا في برشلونة لكنا شاهدنا أكثر من لاعب قادر يتألق بصورة كبيرة في النادي.

لم يكن يستطيع كريستيانو رونالدو تحطيم كل هذه الأرقام القياسية لأنّه – وباعترافه الشخصي – استفاد كثيرًا من المنافسة مع ميسي.

على سبيل المثال، في موسم 2010-2011، أصبح كريستيانو رونالدو أول لاعب يسجل 40 هدفًا في موسم واحد بالليجا، ولكن ميسي جاب بعد موسم ليسجل 50 هدفًا، وحاول صاروخ ماديرا معادلة هذا الرقم في 2014-2015 لكنّه وصل إلى 48 هدفًا فقط.

أيضًا، احتفل رونالدو بصورة كبيرة بتسجيله في مرمى بايرن ميونخ في 2014 لأنّه تجاوز الرقم المسجل باسم ميسي بواقع 14 هدفًا في موسم واحد عام 2012.

الأهم هو أنّ تحقيق الكرة الذهبية الخامسة كان له بريق خاص لرونالدو لكونه أصبح مساويًا لميسي في الجائزة.

في عدة مناسبات، كان وجود ميسي هو أهم عامل أو ربما العامل الوحيد في تحقيق الألقاب لبرشلونة.

لا يمكن تجاهل دور ميسي في دوري 2012-2013 وسلسلة أهدافه التي وصلت إلى 21 مباراة متتالية في الليجا، ولا موسم 2017-2018 الذي لم يستطع برشلونة الفوز في عديد المباريات سوى بتدخلات ميسي.

برشلونة لم يكن ليصبح ذلك الفرق الذي يحقق بطولة كل موسم بوجود البولجا.