بين مشروع تشابي ألونسو الغامض وبريق مبابي الزائف .. رودريجو يبقى الضلع "المائل" في ريال مدريد وصفقة المليار تنقذ مستقبله!

على مدار تاريخ مشاركات رودريجو مع ريال مدريد، كان دائمًا بمثابة الورقة الرابحة سواء شارك أساسيًا أو دفع به المدرب السابق كارلو أنشيلوتي، فلا أحد ينسى أهدافه الخمسة في شباك برشلونة بعدة مناسبات، وكذلك هدفه التاريخي في مرمى مانشستر سيتي والذي أعاد إحياء مسيرة الملكي نحو اللقب الـ15 في دوري أبطال أوروبا.

واستطاع رودريجو أن يشكل عنصرًا مهمًا في هجوم ريال مدريد، سواء في وجود كريم بنزيما أو خوسيلو وكذلك شكل ثنائية مثالية قبل موسمين مع فينيسيوس، فدائمًا يكون له دور واضح ومؤثر، إلا أن بريق هذا النجم بدأ يخفت كثيرًا، في الموسم المنصرم وتحديدًا مع وصول كيليان مبابي.

صحيح أن رودريجو لديه مسؤولية كبيرة من انخفاض مستواه في الموسم الأخير، لكنه مثله كمثل جميع لاعبي ريال مدريد وحتى الجهاز الفني، مروا جميعًا بموسم غير متزن ولم يحالفهم التوفيق كثيرًا بخلاف لعنة الإصابات التي أربكت كثيرًا من حسابات الفريق للموسم الصفري محليًا.

لغة الأرقام تقول أن رودريجو لعب في الموسم الماضي 54 مباراة مع ريال مدريد، فسجل 14 هدفًا وصنع 11 هدفًا، وهو ما يمثل انخفاضًا واضحًا في معدلاته التهديفية، لأنه في الموسم الذي سبقه سجل 17 هدفًا رغم أنه لعب مباريات أقل!

التفسير المنطقي وراء هذا التراجع يعود إلى المعركة الأساسية التي شغلت مدرب ريال مدريد السابق والجماهير والإدارة، بشأن الدفع بفينيسوس جونيور وكيليان مبابي في الخط الهجومي، وأيهما أصلح في اللعب كجناح أيسر والآخر في مركز الهجوم.

هذه المعركة قلصت مدة مشاركات رودريجيو نحو 350 دقيقة عن الموسم قبل الماضي، وحرمته من دور المهاجم الصريح الذي سيطر عليه مبابي واستطاع من خلاله الفرنسي أن ينال جائزة الحذاء الذهبي كهداف لأوروبا وخطف البريق الزائف في موسم لم يسعد أي مدريدي، وأصبح رودريجو هو الحلقة الأضعف في هجوم الملكي.

إلا أن كل ذلك كان هينًا على البرازيلي، فمع وصول تشابي ألونسو لتولي القيادة الفنية بدءًا من كأس العالم للأندية، حجم كثيرًا من دور رودريجو، حتى مع غياب مبابي للإصابة، فلم يلعب البرازيلي سوى 3 مباريات من أصل 6 خاضها الملكي في البطولة وبإجمالي 92 دقيقة فقط، ليخرج من البطولة بدون أي أهداف واكتفى بتمريرة واحدة حاسمة.

والسر في ذلك يتمحور حول الاكتشاف الجديد لألونسو داخل ريال مدريد، وهو المهاجم الشاب جونزالو جارسيا الذي شارك في الـ6 مباريات بكأس العالم ونجح بالفعل في تقديم أوراق اعتماده فسجل 4 أهداف وصنع تمريرة حاسمة، ليكون بمثابة رجل البطولة بالنسبة للميرنجي وجماهيره.

ظهور هذا الفتى صاحب الـ21 عامًا، سيجعل مهمة رودريجو أكثر صعوبة في الحصول على مكان بتشكيلة ريال مدريد، خصوصًا في ظل وجود مدير فني يفضل طريقة 3-5-2، وستكون أولويته بوضوح هي الاعتماد على مبابي وجونزالو كرأسي حربة صريحين في خطته الجديدة.

أما رودريجو فإنه يتميز بالسرعة والمهارة، والقدرة على الحسم في المباريات الكبرى، لكن أسلوب لعبه يتطلب حرية تكتيكية، ويفضل ألا يقيد بمركز واضح في الهجوم وهو ما قد لا يجده في خطة ألونسو الحالية.

صحيفة "ماركا" تحدثت في تقريرها الأخير عن  فكرة أن مستقبل رودريجو ليس محسومًا، وأن تجديد عقده مع الملكي حتى صيف 2028، لا يعني بالضرورة الاستمرار حتى نهايته، حيث ربما يفكر ريال مدريد في استخدامه كورقة مالية أو تكتيكية في سوق الانتقالات، خصوصًا مع ازدحام الخط الهجومي.

والحقيقة أيضًا أن رودريجو لا يملك أي إشعار رسمي من النادي بشأن الرحيل، ولا يوجد بند يُجبره على المغادرة، لذلك فهو يشعر بالارتباك بسبب عدم وضوح موقف الإدارة معه حتى الآن، بينما تستعد كافة الفرق الكبرى لبداية موسم جديد بخطط تعاقدات محددة سلفًا.

وتعددت التقارير الصحفية، عن عروض من ليفربول الساعي وراء رودريجو لتأمين الرحيل المرتقب لجناحه الكولومبي لويس دياز إلى برشلونة، وكذلك لتعويض خسارته المؤلمة بفقدان ديوجو جوتو في حادث سير قبل أسبوعين.

وهناك أيضًا عرض من آرسنال الباحث عن قطعة مثالية يكمل بها خط هجومه الذي عانى كثيرًا في الموسم الماضي بسبب إصابة الإنجليزي بوكايو ساكا والتي كانت سببًا في انهيار موسمه بشكل كبير.

ومع تأكد انسحاب النصر السعودي من السباق، هناك أيضًا اهتمام جاد من باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ للفوز بالنجم البرازيلي، وكلاهما يتنافس مع الثنائي الإنجليزي، ومع ذلك، لن تكون مهمة ليفربول أو آرسنال سهلة، إذ حدد ريال مدريد مبلغ 90 مليون يورو للاستغناء عن رودريجو.

ورغم أن كل الطرق تؤدي إلى رحيل رودريجو والاستفادة من عشرات الملايين التي ستأتي من وراء بيعه، لكنها تظل صفقة غير مربحة لريال مدريد، لأن النادي سيبيع لاعبًا لديه خبرات وسجلًا تهديفيًا من الدرجة الأولى ونادرًا ما يجد هذه الجواهر ويتعب كثيرًا في صقلها.

كما أن جميع الأندية الراغبة في رودريجو لن ترضى بالسعر الذي حدده ريال مدريد (90 مليون يورو)، لأنها تدرك الرغبة الحقيقية في التخلص من اللاعب البرازيلي والذي تراجعت أرقامه في الموسم الأخير، وبهذه الورقة ستتفاوض كثيرًا وربما لن تقبل في النهاية بالصفقة ويبقى النادي يعاني من تخمة هجومية مع أزمة مالية تعوقه عن التسوق وشراء النواقص المُلحة التي يحتاجها في خط الدفاع.

لكن، ماذا لو فكر ريال مدريد في عدم التفريط في رودريجو من الأساس وإعادة الثقة فيه ومنحه الفرصة كاملة في تركيبة تشابي ألونسو الجديد، على حساب نجم آخر ليس بعيدًا عنه وهو فينيسيوس جونيور؟!

نعم عزيزي القارئ ومشجع ريال مدريد المتعصب يمكن بكل سهولة التفكير في بيع فينيسيوس جونيور، اللاعب الأعلى طلبًا من المشروع السعودي والذي عرض من أجله صفقة القرن (مليار يورو).

هذه الصفقة ستغير من خريطة الكرة العالمية وتجعل خزائن ريال مدريد تنتعش وبخلاف ذلك ستمنح مبابي حرية اللعب في مركزه المفضل كجناح أيمن يسجل ويصنع كيفما شاء بينما يتكفل جونزالو ورودريجو بالدور الهجومي الصريح في الخط الأمامي مع دعم أسماء مثل براهيم دياز وأردا جولر وبيلينجهام.

والأهم من ذلك أن الريال سيتخلص من كثير من المشاكل التي تأتي من وراء فينيسيوس سواء بشجاره المستمر مع المنافسين والحكام وحتى زملائه، ويستثمر أمواله في أسماء جديدة ربما تقدم ما هو مفيد فنيًا للفريق أكثر من فيني، الذي ظهر في كأس العالم للأندية بمستوى محبط للغاية.