Palmeiras v Bragantino - Brasileirao 2025Getty Images Sport

رغم العودة إلى التألق واستدعاء أنشيلوتي له.. فيتور روكي مهدد بإيقاف طويل بسبب منشور!

يعيش المهاجم البرازيلي الشاب فيتور روكي واحدة من أفضل فترات مسيرته الاحترافية منذ بدايتها، بعدما نجح في استعادة بريقه بقميص نادي بالميراس عقب تجربة أوروبية غير ناجحة مع برشلونة ثم ريال بيتيس. اللاعب البالغ من العمر 20 عامًا، والذي كان يُنظر إليه كأحد أبرز مواهب الكرة البرازيلية الصاعدة، يبدو وكأنه وجد أخيرًا البيئة المثالية ليظهر قدراته الحقيقية، خصوصًا بعدما تمكن من تسجيل أرقام لافتة في الدوري البرازيلي وكأس ليبرتادوريس، ما جعله يدخل حسابات المدير الفني للمنتخب البرازيلي كارلو أنشيلوتي ويحصل على دعوة رسمية لارتداء القميص الأصفر.

لكنّ هذا الصعود السريع قد يتعرض لانتكاسة مفاجئة قد تُعطّل انطلاقة اللاعب محليًا ودوليًا، بعدما أصبح فيتور روكي مهددًا بعقوبة قاسية قد تصل إلى عشر مباريات من الإيقاف، وذلك على خلفية منشور مثير للجدل نشره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي مطلع شهر أكتوبر الماضي. ورغم أن اللاعب قام بحذفه بعد دقائق قليلة من نشره، فإن العاصفة التي أثارها لم تهدأ بعد، خصوصًا بعد فتح تحقيق رسمي ضده من جانب الجهات القضائية الرياضية في البرازيل.

  • Palmeiras v Bragantino - Brasileirao 2025Getty Images Sport

    محاكمة مرتقبة

    أعلنت المحكمة الرياضية العليا للعدل الرياضي (STJD) عن تحديد يوم الإثنين المقبل الموافق 17 نوفمبر موعدًا رسميًا لمحاكمة فيتور روكي، والذي سيتوجب عليه المثول أمام هيئة القضاء الرياضي للرد على الاتهامات الموجّهة إليه بموجب المادة 243-G من لائحة العقوبات، وهي المادة التي تتعلق بالأفعال والممارسات ذات الطابع التمييزي، بما في ذلك الخطاب أو السلوك الذي يتضمن إساءات على أساس الميول أو الهوية الجنسية.

    يعود أصل الأزمة إلى منشور قام روكي بنشره عقب فوز بالميراس على غريمه التقليدي ساو باولو بنتيجة 3-2. وقد ضم المنشور صورة يظهر فيها نمر يعض رقبة غزال، وهو ما أثار موجة غضب واسعة بين جماهير ساو باولو، حيث تُستخدم كلمة "غزال" في البرازيل كلقب تحقيري يوجه عادة إلى المثليين جنسيًا أو إلى جماهير هذا الفريق تحديدًا. وعلى الرغم من أن روكي لم يرفق الصورة بأي تعليق مباشر، فإن الإيحاء البصري كان كافيًا لإشعال الجدل، خصوصًا في ظل الحساسية الشديدة تجاه خطاب الكراهية والتمييز في الوسط الرياضي خلال السنوات الأخيرة.

  • إعلان
  • عقوبة قد تغيّر مسار الموسم

    تنص المادة 243-G من قانون الانضباط الرياضي البرازيلي على معاقبة أي لاعب أو مسؤول يرتكب فعلًا تمييزيًا بعقوبة تتراوح بين خمس وعشر مباريات من الإيقاف، إضافة إلى غرامات مالية يمكن أن تختلف قيمتها بحسب خطورة الواقعة وما إذا كان صاحب الفعل قد أبدى ندمًا أو تعاونًا أثناء التحقيق.

    وبالنظر إلى حساسية التوقيت، فإن أي عقوبة على فيتور روكي قد تؤثر بشكل مباشر في مشواره مع بالميراس خلال الأسابيع الحاسمة من الموسم، سواء في المنافسة على لقب الدوري المحلي أو في مواجهات الأدوار الإقصائية من ليبرتادوريس. كما قد تنعكس العقوبة على وضعه داخل المنتخب البرازيلي، رغم إصرار الجهاز الفني على دعمه والتركيز على الجانب الرياضي فقط خلال هذه الفترة.

  • Palmeiras v Mirassol - Brasileirao 2025Getty Images Sport

    روكي يرد: "لم يكن الأمر سوى مزحة"

    وفي أول تعليق له على القضية، قال فيتور روكي خلال مؤتمر صحفي أقيم في معسكر المنتخب البرازيلي إنه لا يرى ما يستدعي فرض عقوبة عليه، معتبرًا أن المنشور كان "مجرد مزحة" ولا يحمل نية الإساءة لأي طرف.

    وأضاف اللاعب: "لا أعتقد أن هناك سببًا لإيقافي. قد يكون الأمر بحاجة فقط إلى توضيح أو محادثة بسيطة. لم يكن المنشور يحمل أي نية عدائية أو تمييزية. لقد كان مجرد دعابة بعد الفوز. لست خائفًا من العقوبة، ومحامو بالميراس يتولّون الأمر".

    لكن رغم هذه التصريحات المطمئنة من جانب اللاعب، فإن أصواتًا داخل الوسط الرياضي ترى أن القضية أكبر من مجرد "مزحة"، وأن اللاعب الشاب يجب أن يكون أكثر وعيًا بتأثير منشوراته على الجماهير، خاصة في ظل متابعته من ملايين المشجعين.

  • ما الذي ينتظر فيتور روكي؟

    المؤشرات الحالية لا تزال ضبابية، حيث يراهن بالميراس على أن حذف المنشور السريع وغياب أي تعليق مباشر ذي طابع عدائي قد يخفف من وقع العقوبة، وربما يؤدي إلى الاكتفاء بغرامة مالية أو توجيه إنذار. لكن مصادر مقربة من هيئة القضاء الرياضي تؤكد أن الجدل الكبير الذي أثاره المنشور، إضافة إلى الضغط الجماهيري والإعلامي، قد يجعل من الصعب تجنب الإيقاف.

    وفي حال صدور عقوبة مشددة تتراوح بين 8 و10 مباريات، فإنها قد تمثل أكبر ضربة يتلقاها اللاعب منذ عودته إلى البرازيل، وقد تؤثر في دخوله قائمة المنتخب في التجمعات المقبلة، خصوصًا في ظل المنافسة الشرسة على مركز المهاجم داخل "السيليساو".

    وفي كل الأحوال، ستتجه الأنظار يوم 17 نوفمبر إلى المحكمة الرياضية العليا، حيث ستتضح الصورة بشأن مستقبل أحد أبرز المواهب البرازيلية الصاعدة، والذي يقف اليوم أمام اختبار بالغ الحساسية قد يحدد مسار موسمه الحالي وربما مستقبل مسيرته على المدى القريب.