GOAL ONLY Xavi Simons gfxGoal AR

فيديو | ​​ليس كل ما يلمع ذهبًا: رابونا تشافي سيمونز مع توتنهام.. لهذا تكاسل برشلونة وقلق باريس سان جيرمان!

في مواجهة الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي التي أقيمت بين توتنهام وليدز يونايتد على ملعب الأخير، كانت الكرة تحت أقدام الساحر الهولندي الجديد، تشافي سيمونز، في هجمة واعدة، حبست الجماهير أنفاسها توقعًا للمسة حريرية، لتمريرة قاتلة. 

لكن سيمونز قرر أن اللحظة تستدعي لمسة من الاستعراض. بدلًا من التمريرة السهلة المضمونة، حاول لعب رابونا معقدة، فخرجت الكرة بشكل كارثي لتقتل الهجمة. 

هذه اللقطة، التي لم تتجاوز ثانيتين في مباراة أنهاها بتقييم متواضع وفقد فيها الكرة 11 مرة، لم تكن مجرد خطأ فني، بل كانت تلخيصًا دقيقًا للمعضلة التي تحيط بواحد من ألمع مواهب أوروبا: موهبة فذة يخنقها الميل للاستعراض على حساب الفعالية، وهو ما قد يمنعه من الوصول للقمة الحقيقية.

  • Xavi SimonsGetty Images

    البداية الصاروخية التي لا يختلف عليها اثنان

    لكي نكون منصفين، لا يمكن لأحد أن ينكر الجودة الهائلة التي يمتلكها تشافي سيمونز، منذ وصوله إلى شمال لندن، أضاء اللاعب الهولندي الملعب بلمساته الساحرة. 

    الأرقام الرسمية تؤكد تأثيره السريع، فقد شارك سيمونز حتى الآن في 7 مباريات رسمية مع توتنهام في جميع المسابقات، لعب خلالها ما مجموعه 420 دقيقة.

    أثبت سيمونز مرونته التكتيكية باللعب في أربعة مراكز مختلفة، أبرزها الجناح الأيسر وصانع الألعاب، ورغم أنه لم يسجل أهدافًا بعد، إلا أنه قدم تمريرة حاسمة رائعة في ظهوره الأول بالدوري الإنجليزي ضد وست هام، وهي اللقطة التي جعلت الجماهير تتغنى به. 

    هذه الأرقام، مضافة إلى قدرته على المراوغة وصناعة الفرص مثل تقديمه تمريرتين مفتاحيتين في مباراة ليدز رغم أدائه الباهت، تؤكد أنه صفقة من العيار الثقيل، لكن خلف هذه البداية المبهرة، يكمن شبح لطالما طارده: اتخاذ القرار.

  • إعلان
  • Leeds United v Tottenham Hotspur - Premier LeagueGetty Images Sport

    عقلية الاستعراض .. القيد الذهبي

    المشكلة ليست في الموهبة، بل في كيفية وتوقيت استخدامها، لقطة الرابونا الفاشلة هي مثال صارخ على الفارق بين اللاعب المهاري واللاعب المؤثر، بين لاعب ممتع ولاعب حاسم. 

    في أندية القمة التي تنافس كل أسبوع على الألقاب الكبرى مثل ريال مدريد، مانشستر سيتي، أو حتى باريس سان جيرمان وبرشلونة اللذين كان ينتمي إليهما لا يوجد هامش لمثل هذه الأخطاء، والقرار الأول يجب أن يكون دائمًا هو الأبسط والأكثر فاعلية لخدمة الفريق، وليس لإمتاع الجماهير بلقطة فردية.

    هذه العقلية الاستعراضية هي ما تجعل الأندية الكبرى مترددة، باريس سان جيرمان، رغم حاجته للاعبين بقدرات سيمونز، تخلى عنه مرتين، لماذا؟ لأن مشروعهم قائم على الجماعية من بعد رحيل كيليان مبابي، وهو لقب يتطلب أقصى درجات الانضباط التكتيكي والجدية، ولا وقت للعب الجمالي على حساب نتيجة المباراة.

  • Tottenham Hotspur v Doncaster Rovers - Carabao Cup Third RoundGetty Images Sport

    لماذا لم يقاتل برشلونة من أجله؟

    الأمر نفسه ينطبق على برشلونة، بيته الأول، في الوقت الذي قاتل فيه النادي الكتالوني بشراسة للتعاقد مع لاعبين مثل داني أولمو أو نيكو ويليامز حتى ولو فشل مع الأخير، وهما لاعبان يتميزان بالجدية واللعب المباشر والالتزام التكتيكي، لم نرَ نفس الشراسة لاستعادة سيمونز.

     إدارة برشلونة تعلم أن بناء فريق بطل لا يعتمد فقط على المهارة الفردية، بل على عقلية جماعية ونضج في اتخاذ القرارات.

    سيمونز، بهذه اللقطات، يرسل رسالة مقلقة بأنه لم يصل بعد إلى هذا النضج، إنه يفضل الحل الجميل على الحل الصحيح، وهذا ما لا يمكن لفريق مثل برشلونة الاعتماد عليه في الأوقات الحاسمة.

    صحيح أنها مجرد لقطة في أقل من ثانية من عمر لقاء طويل ضمن عدة مباريات لعبها حتى الآن أغلبها كان جيدًا، لكنها تقول الكثير عنه.

  • Tottenham Hotspur v Villarreal CF - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD1Getty Images Sport

    توتنهام.. المكان المثالي أم السقف النهائي؟

    هل هذا يعني أن توتنهام فريق سيء؟ بالطبع لا، توتنهام نادٍ كبير وممتاز، وربما هو المكان المثالي لسيمونز في هذه المرحلة من مسيرته. 

    يوفر له منصة ليكون النجم الأول، ويمنحه مساحة أكبر للتعبير عن نفسه، مع ضغط أقل مقارنة بالوحوش الأوروبية التي تطارد الألقاب كل عام.

    لكن السؤال الأهم: هل سيكون توتنهام هو محطة تطور تنقله إلى القمة، أم سيكون هو سقفه الطبيعي؟ لاعب بهذه الإمكانيات الهائلة مكانه الطبيعي هو المنافسة على الكرة الذهبية، لكن هذا لن يحدث إلا إذا تطورت عقليته لتوازي موهبته.

  • West Ham United v Tottenham Hotspur - Premier LeagueGetty Images Sport

    بيت القصيد: الموهبة وحدها لا تكفي

    يقف تشافي سيمونز الآن عند مفترق طرق، أمامه طريقان: إما أن يستمر في كونه لاعب استعراض ممتع، يقدم لقطات مهارية رائعة ولكنه يخذل فريقه في اللحظات الهامة، أو أن ينضج ويدرك أن العظمة الحقيقية تكمن في الفعالية والتأثير المستمر.

    موهبته الخام تجعله قادرًا على الوصول لمكانة الأساطير، لكن عقليته الحالية قد تجعل مسيرته مجرد مجموعة من اللقطات الجميلة وعبارة ماذا لو؟، بأي حال، الكرة الآن في ملعبه، والعالم يراقب ليرى أي لاعب سيختار أن يكون.