Fahad bin Nafel - Ibrahim Al-Muhaidib - Khalid Al-Essa - Loay NazerSocial

رؤساء أندية الصندوق بين الاستقالة والاختفاء .. صراع "الكلمة العليا" جرس إنذار في دوري روشن!

في يونيو 2023، أصدر سمو وزير الرياضة، الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، قرارًا بنقل ملكية 4 أندية إلى صندوق الاستثمارات العامة، بنسبة 75%، وفق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، وهم الهلال والنصر والأهلي والاتحاد، فضلًا عن نقل ملكية أندية أخرى إلى شركات بنسبة 100%، مثل نادي القادسية إلى شركة أرامكو السعودية، ونادي الدرعية إلى هيئة تطوير بوابة الدرعية، ونادي العلا إلى الهيئة الملكية للعلا، ونادي الصقور إلى شركة نيوم.

اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي

ووفق النظام الذي كشفت عنه وزارة الرياضة، فإن إدارة الأندية تنقسم إلى شركة النادي الربحية، ويتكون مجلسها من 7 أعضاء، منهم 5 يرشحهم صندوق الاستثمارات العامة، و2 من المؤسسة غير الربحية، أحدهما يكون رئيسًا لمجلس إدارة شركة النادي.

أما عن المؤسسة غير الربحية، فإن مجلسها يتشكل بعدد لا يقل عن 5 ولا يزيد عن 9 أعضاء، من بينهم رئيس المجلس ونائب له، ويتم انتخابهم من قِبل الجمعية العمومية وفق النظام واللائحة.

وطبقًا لذلك، فإن مجلس إدارة المؤسسة غير الربحية، لا يختص بإدارة شؤون شركة النادي اليومية (الإدارية والرياضية والمالية)، بما فيها التعاقدات مع اللاعبين والمدربين، حيث تتولى الشركة الربحية، الإشراف على كافة شؤون النادي والمتابعة والمراقبة.

وتتلخص المهام في قيام المؤسسة غير الربحية برفع مقترحاتها التي تسهم في تطويرها ودورها في تنمية القطاع الرياضي إلى وزارة الرياضة، فيما يتولى مجلس إدارة الشركة مهام مراقبة العمل وتحقيق معايير الأداء للعاملين في شركة النادي، من أجل الارتقاء بشؤون النادي وتحقيق مستهدفاته الرياضية.

  • ماذا حدث على مدار عام؟

    ويمكن القول إن دعم صندوق الاستثمارات العامة، قد جعل من أندية المملكة قوة كبرى في سوق الانتقالات الصيفية، قبل موسم 2023-2024، واستفادت أندية الصندوق في ضم عددٍ من الصفقات الكبرى، حيث تعاقد الهلال مع نيمار وسيرجي سافيتش ومالكوم وروبن نيفيز وكوليبالي بدعم برنامج الاستقطاب، وتعاقد النصر مع ساديو ماني وبروزوفيتش ولابورت وأليكس تيليس وأوتافيو، فيما ضم الاتحاد كريم بنزيما وفابينيو وجوتا ونجولو كانتي ولويز فيليبي، بينما تعاقد الأهلي، مع رياض محرز وفرانك كيسييه وآلان ماكسيمين وفيرمينو وإدوارد ميندي وروجير إيبانيز.

    ولكن، ما دار على مدار عام، أثار الكثير من التساؤلات، بين تصرفات غامضة لرؤساء بعض أندية الصندوق، حيث شهدنا - على سبيل المثال - اختفاء مسلي آل معمر، رئيس مؤسسة النصر غير الربحية، من المشهد، بعد فوزه بالرئاسة عبر انتخابات الجمعية العمومية، فيما دخل أنمار الحائلي، رئيس الاتحاد السابق، في صدام مع برنامج الاستقطاب، حيث طالبه بالكشف (بالأرقام) عن ميزانية دعم الأندية خلال الميركاتو الماضي، ليرد برنامج الاستقطاب، عبر المؤتمر الدوري للقطاع الرياضي، بأن الدعم لم يكن في ضم الصفقات الجديدة فقط، ولكن بإنهاء الأزمات المالية والتزامات الأندية للاعبين والمدربين السابقين أيضًا.

  • إعلان
  • الاستقالة أو الاختفاء

    ومع إجراء انتخابات العمومية هذا الصيف، بدأت الصورة تتضح، وظهر رؤساء الأندية وكأنهم يعيشون حالة من الصدمة، جرّاء النظام الجديد لأندية الصندوق، فلم يمر شهر على فوز لؤي ناظر برئاسة مؤسسة الاتحاد غير الربحية، حتى فوجئنا به يتقدم باستقالته لوزارة الرياضة.

    ورغم تولي ناظر لرئاسة الاتحاد سابقًا، في الفترة بين نوفمبر 2018 ومايو 2019، إلا أنه قرر الانسحاب من المشهد سريعًا في ولايته الثانية، بعد أزمة التعاقدات الصيفية، حيث كان ناظر قريبًا من إتمام التعاقد مع المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، واللاعب أرثر ثيات، قبل أن يتم التراجع عن الصفقتين، ليدخل ناظر في أزمة مع الرئيس التنفيذي دومينجوس سواريز، والمدير الرياضي رامون بلانيس، أسفرت عن قراره بتقديم استقالته، فيما كشفت تقارير عن طلب ناظر الحصول على صلاحيات إدارية أكبر، وأمام رفض ذلك الأمر، قرر الرحيل عن المشهد، ويتم تكليف نائبه لؤي مشعبي بإدارة المؤسسة غير الربحية، لمدة عام.

    وتكرر الأمر بحذافيره مع نادي النصر، وإن تأخر الأمر قليلًا، حيث قرر إبراهيم المهيدب، الذي فاز برئاسة المؤسسة، تقديم استقالته، إثر دخوله في صدام مع الرئيس التنفيذي جويدو فينجا، والمدير التنفيذي رائد إسماعيل، عقب خسارة فريق الكرة أمام الهلال بنتيجة (1-4)، في نهائي كأس الدرعية للسوبر السعودي.

    وجاء الصدام نتيجة مطالبة المهيدب، بالحصول على الصلاحيات الإدارية الكاملة، حيث كان يهدف لإقالة المدير الفني البرتغالي لويس كاسترو، وتعيين مدرب بديل، فضلًا عن ضم 3 صفقات عالمية جديدة.

    ورغم تكفل المهيدب بدعم النصر بمبالغ لا تقل عن 40 مليون ريال، إلا أنه لم ينجح في الحصول على الصلاحيات الإدارية كاملة، ليقرر تقديم استقالته، موجهًا رسالة بضرورة إدارة النادي من جهة واحدة، وتكون المسؤولية عليها أمام الجميع، وأن وجود إدارتين للنادي قد يعطل دفة النجاح.

    أما عن الأهلي، فقد واجه خالد العيسى، رئيس الشركة غير الربحية، انتقادات جماهيرية واسعة بداعي اختفائه عن المشهد، حيث تم اتهامه بأن ظهوره كان في فترة انتخابات الجمعية العمومية، ووجه وعدًا للجماهير بمفاجأة كبرى حال فوزه في الانتخابات، قبل أن يعاود اختفاءه عن المشهد مجددًا، وسط مطالبات الجماهير بالصفقات التي تأخرت إلى ما بعد بطولة كأس الدرعية للسوبر السعودي، قبل إعلان التعاقد مع المحور البرازيلي أليكساندر، قادمًا من فلومينينسي.

  • فهد بن نافل كاد أن يصبح خارج المشهد

    وفي ظل مطالبة الجماهير بمعاملة أندية الصندوق، بالمثل، مع فهد بن نافل، رئيس شركة الهلال غير الربحية، ووصفه بأنه يمتلك كافة الصلاحيات الإدارية، رغم وجود الرئيس التنفيذي ستيف كالزادا، فإن ابن نافل كاد أن يصبح أيضًا خارج المشهد خلال انتخابات الجمعية العمومية.

    وتولى فهد بن نافل رئاسة نادي الهلال في 2019، بعد فترة تعثر، شهدت خسارة فريق الكرة للقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، لصالح النصر بفارق نقطة وحيدة، وخسارة ثقيلة أمام التعاون بخماسية نظيفة في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، ليتحول الهلال تحت رئاسة ابن نافل، إلى مسيطر إلى كافة البطولات، حيث توج الأزرق بـ14 بطولة، بين الدوري السعودي (4 مرات)، كأس خادم الحرمين الشريفين (3 مرات)، كأس السوبر (3 مرات)، دوري أبطال آسيا (مرتين)، فضلًا عن كأس سوبر لوسيل وموسم الرياض، وبلوغ نهائي كأس العالم للأندية، وكأس الملك سلمان للأندية العربية.

    وخلال احتفالات الهلال بالتتويج بلقب دوري روشن السعودي، خلال الموسم الماضي، أثار فهد بن نافل، القلق بشأن إمكانية غيابه عن المشهد، حيث رفض الجزم بالمشاركة في انتخابات الجمعية العمومية، خلال شهر يونيو الماضي.

    وفي هذا السياق، أوضح الإعلامي سعود الصرامي، أن ستيف كالزادا طالب بممارسة الصلاحيات الإدارية المنصوص عليها في اللائحة، بعد الخصخصة، ما تسبب في وقوع صدام مع فهد بن نافل، الذي أنذر بأنه سيرحل عن النادي إذا لم يتمتع بنفس الصلاحيات التي كان يملكها مسبقًا.

    وظل الجدل دائرًا حول موقف فهد بن نافل، قبل أن يعلن عن ترشحه لرئاسة الهلال، قبيل غلق باب الترشح لانتخابات النادي، وهو الأمر الذي دفع المرشح يزيد أبونيان للانسحاب من الانتخابات وتحويل أصواته كافة لابن نافل من أجل دعمه.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • أزمة الكلمة العليا

    وتظل "الكلمة العليا" معضلة كبرى في أندية صندوق الاستثمارات العامة، في ظل الصدام المستمر بين إدارة المؤسسة غير الربحية، والشركة الربحية، على الصلاحيات الإدارية، ليتخذ رؤساء الأندية قرارًا بين الاستقالة، مثل لؤي ناظر وإبراهيم المهيدب من الاتحاد والنصر، أو الاختفاء عن المشهد، مثل مسلي آل معمر وخالد العيسى في النصر والأهلي.

    وكشفت التعاقدات الصيفية عن الأزمة الإدارية التي تعاني منها أندية الصندوق، في ظل انقسام الصلاحيات الإدارية، بين جهتين، ولأن وجود أكثر من قائد للمنظومة يؤدي إلى فشلها، فإن رؤساء المؤسسات غير الربحية، باتوا مطالبين بقبول التهميش في أدوارهم، أمام سيطرة الرؤساء التنفيذيين على المشهد، خاصة مع انحيازهم لكلمة قادة الفرق، باعتبارهم نجومًا عالميين وواجهة المشروع الرياضي السعودي الجديد، مثل كريستيانو رونالدو في النصر، أو كريم بنزيما في الاتحاد.

    هذا الأمر يختلف في الهلال، حيث خرج البرازيلي نيمار جونيور من سلطة اتخاذ القرارات في النادي، واكتفى بكونه أحد نجوم الفريق، إلا أنه على المستوى الفني، بات الهلال في تحدٍ أمام انتظار عودة نيمار من الإصابة الطويلة التي لازمته منذ أكتوبر الماضي، بعد إصابته في الرباط الصليبي والغضروف، ليصبح السؤال هو "هل تحافظ كتيبة جورج جيسوس على جماعية الأداء، أم يُلزم بتمريرة الكرة إلى نيمار؟"

    ومع تكرار الأزمة الإدارية، بات على مسؤولي الكرة السعودية، البحث عن مخرج قانوني لصراع رؤساء الأندية من أجل الحصول على صلاحيات إدارية أكبر لتسيير أمور النادي، بحثًا عن الاستقرار الذي ستنعكس آثاره على فرق كرة القدم، في ظل التحديات التي تواجه دوري روشن السعودي، ليحقق هدفه كواحد من أبرز 10 دوريات على مستوى العالم، علمًا بأن نتائج الفرق في المشاركات القارية والدولية، مثل كأس العالم للأندية ودوري أبطال آسيا للنخبة، ودوري أبطال آسيا 2، ستلعب دورًا كبيرًا في تحقيق ذلك الهدف، ومن الصعب تحقيق النجاحات الفنية بدون استقرار إداري.

0