"ذئب وول ستريت" .. حكاية قُبلة غيرت مسار الكرة الإسبانية للأبد!

أتيحت الفرصة لروبياليس، يوم الجمعة الماضية لتصحيح وضعه أمام الجميع، وإعلان استقالته من منصبه بعد أفعاله المشينة في مونديال السيدات، ولكن ذلك لم يحدث ورفض رئيس الاتحاد الإسباني تقديم استقالته بل واستمر في تصرفاته المثيرة وتصريحاته الكارثية.

وأكد روبياليس، في خطابه أنه لن يستقيل، بل ووصف القبلة بأنها "بالتراضي" مع اللاعبة وهاجم منتقديه ووصفهم "بالنسوية الزائفة".

كانت كلمات روبياليس، وسلوكه صادمين، وكشفت هيرموسو، صاحبة الواقعة عن كذب رئيس الاتحاد وأنه أجبرها على نشر بيان مشترك لتخفيف الضغط وتبرير تصرفاته، وأكدت أن قبلته لم تكن بالتراضي كما قال وأنه غير محترم.

قال روبياليس، إنه على استعداد للذهاب إلى المحكمة لتبرئة اسمه ورغم تدخل الفيفا وإعلان إيقافه لمدة 90 يومًا، ولكن هذا القرار لم يرضٍ الجماهير والحكومة الإسبانية التي ترغب في رحيله نهائيًا.

ونتيجة أفعاله، أعلن الجهاز الفني للمنتخب الإسباني استقالتهم باستثناء خورخي فيلدا، المدير الفني وأعلنت جميع اللاعبات و58 لاعبة أخرى أنهم لن يلعبوا للمنتخب مرة أخرى في ظل تواجد روبياليس، كرئيس للاتحاد.

وكانت إسبانيا تأمل في المشاركة في استضافة بطولة كأس العالم للرجال 2030، لكن الأمر الآن أصبح صعبًا بسبب أزمة روبياليس، التي أثرت على سمعة كرة القدم الإسبانية.

ولإصلاح الوضع الحالي للكرة الإسبانية لا ينبغي أن يكون روبياليس، هو الشخصية الوحيدة الذي يجب رحيلها ولكن يجب طرد كل أنصاره بما في ذلك فيلدا، مدرب المنتخب الإسباني للسيدات.

فالاتحاد الإسباني، ومسؤولية يريدون فقط حماية روبياليس، بأي شكل حتى إذا كان ذلك سيؤثر على مستقبل كرة القدم الإسبانية، فقد دعى الأمين العام للاتحاد، الاتحاد الأوروبي للتدخل والدفاع عن روبياليس، وإذا حدث ذلك سيتم استبعاد جميع الفرق الإسبانية والمنتخب من المشاركة في البطولات القارية.

والجانب الإيجابي الوحيد في هذه القضية هو اتحاد عالم كرة القدم بأكمله ضد روبياليس والاتحاد الإسباني لكرة القدم، ورفض العديد من المسؤولين والمدربين والأندية لسلوك رئيس الاتحاد.

كشف روبياليس، بغير قصد عن إخفاقات الاتحاد الإسباني لكرة القدم للعالم كله وبالتالي قدم للكرة الإسبانية فرصة قوية لتنظيف الوضع الحالي وإصلاح النظام.

ورغم أن روبياليس، ورفاقه لن يستسلمون بسهولة وظهر ذلك خلال الجمعية العمومية مدعيًا أن "اغتيالًا اجتماعيًا يجري تنفيذه ضده وأنهم يحاولون قتله"، ولكن نهاية رئيس الاتحاد الإسباني ستكون بيده بعد أفعاله الأخيرة.

والآن سيكون من الجيد أن يستمع روبياليس، للنصيحة القانونية الصغيرة التي قدمها عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي باتريك دينهام، إلى جوردان بلفوت، في نهاية فيلم "ذئب وول ستريت" بالموافقة المتأخرة و"إغلاق اللعنة".

ولم يلتفت بيلفورت، إلى هذه النصيحة، ويبدو الأمر نفسه بالنسبة لروبياليس أيضًا، لكن الأمر انتهى حقًا بالنسبة له ولرفاقه، سواء أراد الاعتراف بذلك أم لا.