AlabaSocial/GFX

الخبرة وحدها لا تكفي: ديفيد ألابا يخسر رهان ألونسو أمام رومانيا .. "الرحيل ربما ينقذ تاريخك"

"سترى مستواي في الفترة المُقبلة" .. رسالة تحدٍّ قالها المدافع النمساوي ديفيد ألابا، يقصد بها تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، وقد تكون موجهة - بصورة غير مباشرة - أيضًا تجاه كل التقارير الإعلامية التي ربطته بالرحيل عن قلعة الميرينجي، في ظل العروض التي طاردته من أجل اتخاذ خطوة الرحيل عن العاصمة الإسبانية في الصيف.

ولعلّ التصفيات الأوروبية، تمثل "بيئة خصبة" إلى ديفيد ألابا، من أجل خوض هذا التحدي، فبينما يُعد خيارًا رابعًا لدى ألونسو، بعد إيدير ميليتاو وأنطونيو روديجر ودين هاوسن، وبالمنافسة مع راؤول أسينسيو، يقرر مدرب النمسا، رالف رانجنيك، الاعتماد عليه بصورة أساسية، بل ومنحه شارة القيادة، وإسناد أدوار ثابتة إليه، من أجل تحقيق حلم بلاده في العودة إلى كأس العالم، بعد غياب طويل منذ نسخة "فرنسا 1998".

وتلقى منتخب النمسا، خسارة قاتلة أمام رومانيا، بهدف نظيف في الملعب الوطني ببوخارست، ضمن الجولة الثامنة من المجموعة الثامنة، من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.

ماذا قدم ألابا في مباراة رومانيا والنمسا؟ هذا ما تستعرضه النسخة العربية من موقع GOAL، في النقاط التالية..

  • FBL-WC-2026-EUR-QUALIFIERS-AUT-SMRAFP

    حتى لا يُقال "لا شيء يعود مثلما كان"

    يواصل ديفيد ألابا، حمل آمال النمسا، على عاتقه من أجل بلوغ حلم المونديال، حيث شارك أساسيًا في مواجهة رومانيا، بحثًا عن تحقيق حلم بلاده، وأمله الشخصي في نيل ثقة تشابي ألونسو، ليصبح حاضرًا بصورة مستمرة في جميع مباريات الميرينجي.

    المدافع صاحب الـ33 عامًا، أظهر بعض التحفظ الدفاعي، رغم تقدمه للأمام في بعض فترات المباراة، ولعل السبب في ذلك، هو المرتدّات السريعة التي أظهر بها لاعبو رومانيا، خطورة واضحة، على مرمى الحارس أليكسندر شلاجر.

    النمسا كان الأكثر سيطرة نسبيًا، بينما كان لاعبو رومانيا، الأكثر خطورة على المرمى، الأمر الذي أجبر ألابا على "اليقظة" للعودة سريعًا إلى الدفاع، مع الاعتماد على التمريرات الطويلة لبناء الهجمة من الخلف إلى الأمام.

    وإحقاقًا للحق، فإن ألابا أظهر شيئًا من أمجاد الماضي، نسخة بايرن ميونخ، التي لا يزال يحلم بتكرارها مع ريال مدريد، ولكن يبدو أن المدافع يواجه تحديات كبيرة، حتى لا يقال عنه "لا شيء يعود مثلما كان"، خاصة بعدما غاب عن الملاعب سنة بعد إصابته في الرباط الصليبي.

  • إعلان
  • قارئ جيد ولكن خائف!

    واحدة من أبرز مميزات ديفيد ألابا هو القراءة الجيدة للملعب، ما يجعله يتدخل في الوقت المناسب لقطع الكرات العرضية، أو إرسال الكرات الطويلة التي تصنع الفرص المحققة لزملائه.

    هناك عدة لقطات داخل أرض الميدان، تمثل وجهة إيجابية وأخرى سلبية، للمدافع ألابا، في مباراة رومانيا، على النحو التالي..

    الوجه الإيجابي:

    - قراءة الخبير: وظهر ذلك جليًا في الدقيقة 28 في استخلاص رائع للكرة من كرة مرتدة رومانيا، كما مكنته من الثأر من المهاجم بيريلجيا، في الدقيقة 42، بإعاقته في الوقت المناسب، دون الحصول على خطأ، ليمنع فرصة محققة، ويقدم واحدة من أفضل لقطات المباراة.

    - الكرات الطويلة: مثلما شهدنا في الدقيقة الثالثة، بكرة مباغتة وصلت إلى منطقة الجزاء، قبل أن ينجح ماريوس مارين في إبعادها.

    الوجه السلبي:

    - الخوف: من الطبيعي للاعب عائد من غياب طويل بسبب الصليبي، أن يصبح متحفظًا قليلًا، إذا ما تعلق الأمر بالاتحامات الهوائية، وهذا ما وضح جليًا في الدقيقة 16، حينما فضل الوقوف أمام كرة هوائية، والتراجع للدفاع.

    - عودة بطيئة: في أكثر من مناسبة، كان ألابا يواجه مرتدّة سريعة تجعله يحاول العودة مسرعًا إلى منطقة النمسا، إلا أنه كان يفشل في اللحاق بالمنافس، وتجلت في الدقيقة 69، حينما كاد أندري راتيو أن يهدد مرمى النمسا، بتسديدة مرت بجوار القائم.

  • لقطة الهدف تقول الكثير

    وتمكن فيرجيل جيتا من إحراز هدف قاتل لرومانيا في الدقيقة 90+5، بعد استقبال كرة عرضية من هاجي، ليضع كرة رأسية في شباك الحارس.

    تمركز ألابا في تلك اللقطة، كان يؤكد ما ذكرته في النقطة السابقة، بين سوء تمركز داخل المنطقة، ومفاجأته بسرعة رد فعل الخصم، بعد محاولة تشتيت الكرة، قبل أن يباغت هاجي الجميع بعرضية، استقبلها جيتا بهدف النقاط الثلاث.

    الدفاع النمساوي في بعض الأحيان، عانى من الارتباك، في التعامل مع المرتدات الرومانية، وبدا ذلك واضحًا على تمركز ألابا في منطقة جزاء بلاده، حينما يقف في المنتصف للمراقبة دون محاولة للضغط على المنافس.

  • FBL-EUR-C1-KAIRAT ALMATY-REAL MADRIDAFP

    كلمة أخيرة..

    منتخب النمسا لا يزال في صدارة المجموعة السابعة، بـ15 نقطة، وإن اشتعلت المجموعة بعد خسارته، حيث يحلّ منتخب البوسنة والهرسك وصيفًا بـ13 نقطة، ثم رومانيا "ثالثًا" بـ10 نقاط.

    أما بالعودة إلى ديفيد ألابا، فإنه لا يزال يملك شيئًا من عين الخبير، التي دفعته لتقديم لقطات دفاعية متميزة خلال مواجهة رومانيا.

    ولكن، مع تقدم السن، وبعض الخوف والارتباك الذي أظهره ألابا، ربما ينبغي القول إنه سيحتاج للمزيد من الوقت، كي يصبح خيارًا أول في ريال مدريد، ما لم يعانِ الفريق من إصابات دفاعية، ولعلّ من الأفضل أن يدرس ألابا فكرة الإعارة في الفترة الشتوية، من فريق يخوض تحديات أقل من ريال مدريد، كي يكسب الثقة اللازمة من أجل العودة لتألقه القديم.

    باختصار، ما قلت عنه أمر يضحكك في بداية الموسم، ربما يكون الحل الأمثل لإنقاذ مسيرتك، وإلا ستظل تحت رحمة انتظار الفرصة مع ريال مدريد، الأمر قد يحتاج للقليل من الشجاعة لتقبل الواقع.