Gael KakutaGoal Ar Only GFX

جايل كاكوتا الذي تم انتحال شخصيته و"غمز" له أنشيلوتي .. القصة الكاملة لانهيار "ميسي الكونغولي" وعودته للحياة بأمم إفريقيا

بعد ما فعله "بيبي" لاعب مانشستر يونايتد السابق والرأس الأخضر في أمم إفريقيا الماضية، نحن الآن على موعد مع موهبة أخرى استغلت الكان لتستعيد توهجها من جديد لفرض نفسها على الساحة في النسخة الحالية المقامة بالمغرب.

الحديث هنا عن "ليونيل ميسي الكونغولي"، جايل كاكوتا .. اللاعب الذي أعاد اكتشاف نفسه مع كتيبة المدرب سيباستيان ديسابر، في المواجهة التي فازت بها الكونغو الديمقراطية على بوتسوانا، أمس، الثلاثاء، بثلاثية نظيفة، بالجولة الثالثة من مرحلة دور المجموعات.

كاكوتا تكفل بإسقاط بوتسوانا "وحده" حيث صنع الهدف الأول لزميله ناثانييل مبوكو بطريقة رائعة، وسجل الهدفين الثاني والثالث، ليضمن لبلاده التأهل في المركز الثاني خلف السنغال، ليدخل الفريق في مواجهة صعبة أمام الجزائر في دور الـ16.

الغريب أن كاكوتا رغم خبرته الطويلة، إلا أنه لم يشارك في أول مباراتين للكونغو بالبطولة أمام بنين والسنغال، لتأتي مواجهة بوتسوانا حتى يخرج لنا برسالة .. هل تتذكرونني؟

  • Chelsea v Ipswich Town - FA Cup 3rd RoundGetty Images Sport

    نعم نتذكر موهبة تشيلسي الضائعة

    ببساطة، كاكوتا هو نموذج للاعب الذي يلفت نظر أي عاشق لجماليات كرة القدم عندما يراه للمرة الأولى، صانع ألعاب مهاري، يجيد المراوغة والمرور من الخصم في أضيق المساحات ويستطيع التحكم في الكرة ولعب تمريرات متقنة بأماكن خطيرة في مناطق المنافس.

    البعض قال إنه ميسي القادم، وفي فرنسا تم تشبيهه بالعديد من النجوم الآخرين مثل زين الدين زيدان وحاتم بن عرفة وسمير نصري وغيرهم، وتشيلسي كان أول من التفت لموهبته وجلبه من لانس الفرنسي في 2008 ليدخل أكاديمية النادي.

    صفقة انضمامه للبلوز صاحبتها ضجة وحالة من الجدل، حيث اتهم سيب بلاتر "رئيس الاتحاد الدولي وقتها" وميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي النادي الإنجليزي بـ"الاتجار بالأطفال"، ليُحرم النادي من إبرام أي صفقات أخرى لفترتي انتقالات، مع دفع تعويض مادي للانس، كل ذلك لأن موهبته كانت تستحق فعلًا هذا العناء.

    صانع الألعاب الموهوب تفنن في التلاعب بالدفاعات خلال بداية مسيرته، لامتلاكه رؤية جيدة في الملعب، وفي عام 2010 صنع هدف الفوز لفرنسا في نهائي أوروبا تحت 19 سنة.

    كارلو أنشيلوتي كان وقتها مدربًا للبلوز، وشعر أنه محظوظًا لامتلاك هذه الموهبة الخارقة، ولكن بعدها هويته اختفت تمامًا لعدم الاستقرار وأسباب أخرى تتعلق به وسبق أن اعترف بها.

    ولكن للأسف، بسبب ثقافة تشيلسي في تلك الفترة التي تعتمد على الصفقات الجاهزة على حساب منح الشباب الفرصة وإرسالهم إلى إعارات غير مفيدة باستثناء فترته مع رايو فاييكانو، تسببت مع مرور الوقت في انهيار اللاعب تمامًا وفقدانه ثقته بنفسه.

  • إعلان
  • FBL-FRA-LIGUE1-LENS-BORDEAUXAFP

    لماذا فشل كاكوتا؟

    صاحب الـ34 سنة تنقل بين عدة أندية على سبيل الإعارة، منها بولتون وفلوهام وديجون وفيتيس ولاتسيو ورايو فاييكانو، دون الوصول إلى أي شيء، ليتم بيعه إلى إشبيلية مقابل 6 ملايين يورو في عام 2015.

    بعد كل هذه التنقلات والفشل المستمر في إثبات نفسه والرحيل من فريق إلى الآخر وذهابه إلى الصين، كان من الطبيعي أن تضيع موهبة كاكوتا، ليتحول من خليفة ميسي إلى نسخة أخرى من حاتم بن عرفة.

    اللاعب لم يحصل على الوقت والفرصة الكافية، كما أنه لم يدير مسيرته بشكل صحيح يمنحه إمكانية التطور والسير في طريق واضح للوصول إلى التوقعات التي بنيت عليه في بداية رحلته مع لانس.

    وقال كاكوتا في تصريحات سابقة لموقع "سبورتس بايبل:"أعتقد أنني كنت سأنهي مسيرتي في تشيلسي لو سارت الأمور كما خطط لها، أتذكر أول حصة تدريبية لي مع الفريق، كارلو أنشيلوتي غمز لي بإعجاب بعدها، وكان من الواضح الانبهار على باقي اللاعبين بسبب الطريقة التي ظهرت بها".

    وأضاف:"وقتها عرفت مدى جدية الأمر، ربما قبل هذه اللحظة لم أمتلك نفس الشعور، ولكن الناس كانوا يضعون الكثير من الضغوط على اللاعبين الشباب بتلك الفترة، ولكني عانيت أيضًا من الناحية البدنية، لم أكن لائقًا بالشكل الكافي، أتذكر شعوري بالتعب والإرهاق الشديد بعد أول 3 دقائق فقط في إحدى المباريات أمام نيوكاسل يونايتد، لم أستطع التحرك، حاولت التحسن ولكن بعد فوات الأوان".

    وعن تجديد عقده في 2010:"كنت ساذجًا للتوقيع على عقد مدته 4 سنوات، كان يجب الذهاب إلى مكان آخر يعاملني كلاعب رئيسي بدلًا من مجرد موهبة شابة".

    بعد سلسلة من الإعارات وتقديم بعض اللمحات الجيدة مع فاييكانو، لعب كاكوتا لإشبيلية ولكنه دخل في خلاف مع أوناي إيمري بسبب التزامه التكتيكي ولياقته البدنية، ليذهب إلى الصين ويفشل مرة أخرى عائدًا إلى إسبانيا من بوابة ديبورتيفو لاكورونيا ليلاقي نفس المصير.

  • FBL-CAN-2024-CIV-CODAFP

    رحلة الصعود

    في الوقت الذي انشغل فيه العالم بقصة انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان في عام 2017، كان يقاتل كاكوتا لإحياء مسيرته من جديد مع نادي أميان الفرنسي، وهنا حدثت قصة غريبة للغاية بطلها الشاب "ميدي أباليمبا".

    ميدي انتحل شخصية كاكوتا في النوادي الليلية والفنادق، مستغلًا شهرة اللاعب بتلك الفترة، وتم سجنه لمدة 4 سنوات، بعدما قام بتشوية سمعة نجم تشيلسي السابق وحاول استغلال اسمه، في الوقت الذي انشغل فيه بطلنا في استعادة بريقه.

    كاكوتا أصبح أكثر مسؤولية في أميان وتحسن بشكل ملحوظ ولعب دورًا قياديًا هامًا بالفريق، وسجل 20 هدفًا وصنع 15 في 106 مناسبة في كل البطولات، ولكنه أصبح بعيدًا كل البعد عن المستوى الذي كان يمكنه الوصول إليه مع تشيلسي.

    خاض تجربة أخرى جيدة مع لانس في فرنسا، وأخرى قصيرة مع الاستقلال الإيراني، لينضم إلى فريقه الحالي ساكاريا التركي بدوري الدرجة الثانية الذي يشهد آخر انتفاضاته بتسجيل 9 أهداف وصناعة 5 في 25 مباراة، ليتواجد مع الكونغو في أمم إفريقيا الحالية.

    كان من الطبيعي أن يتحول إلى الكونغو في 2017 بدلًا من فرنسا لضعف فرصه مع الديوك، وحتى فترته مع منتخبه الحالي كانت متقطعة للغاية، بين استدعاء وغياب ومستويات غير ثابتة.

    تاريخ كاكوتا في أمم إفريقيا قبل هذه النسخة ليس مبهرًا، لعب في البطولة الماضية أمام زامبيا والمغرب وتنزانيا وغاب ضد مصر وغينيا، قبل الظهور ضد كوت ديفوار في نصف النهائي الذي خسرته بلاده 1/0 دون أن يسجل أو يلعب تمريرة حاسمة واحدة.

    والآن بعد كل هذا التحولات والتقلبات في مسيرته، سيكون كاكوتا "الطفل المعجزة" سابقًا، وصاحب الـ34 سنة حاليًا، على موعد مع كتابة التاريخ من جديد لقيادة الكونغو الديمقراطية نحو إنجاز جديد لها، ولكن المهمة لن تكون سهلة أمام الجزائر!

    ما قدمه كاكوتا ضد بوتسوانا أكد لنا أن الموهبة لا تختفي أبدًا، ولكنها ليست كافية للنجاح، ومع ذلك يمنحنا القدر فرصة أخيرة للتعويض عندما نظن أن القطار فاتنا دون عودة.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0