Gabriel Martinelli Thiago Silva split Getty Images

دعم المدرب، والثقة باللاعبين الشباب.. الدروس التي على تشيلسي تعلمها من آرسنال لإعادة بناء الفريق

في بداية الموسم، كان آرسنال وتشيلسي مرتبطين في المنافسة، على التأهل لدوري أبطال أوروبا. لكن، يوم الثلاثاء، سوف يتطلع البلوز في منتصف الجدول إلى خوض ثماني مباريات بدون فوز، ليعود إلى المركز الحادي عشر أمام كريستال بالاس بقيادة روي هودجسون. في تناقض واضح، في حين يسعى آرسنال إلى الحفاظ على آماله في الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز.

فيفصل بين هؤلاء المنافسين اللندنيين 36 نقطة، نتيجة تناقض قراراتهم داخل الملعب وخارجه، على مدار الـ 12 شهرًا الماضية.

فتراجع تشيلسي الآن إلى أدنى مستوى له، منذ أخذته ولاية رومان أبراموفيتش إلى كبار أوروبا بكرة القدم في عام 2003.

أما آرسنال فقد شهد مستويات متدنية مماثلة في الماضي، لكن ظهوره هذا الموسم يعطي الأمل لمشجعي البلوز، الذين يكافحون من أجل تصور النادي يكرر أمجاده السابقة.

فخلال فترة تأمل في ستامفورد بريدج، يسأل فريق جول، ما يمكن أن يتعلمه تشيلسي من نجاح جيرانهم ...

  • Graham Potter Chelsea 2022-23Getty Images

    ثق بمدربك

    اعتاد مشجعو أرسنال على السخرية من "ثق في العملية'' عندما يتعلق الأمر بميكيل أرتيتا، لكن المشجعين المنافسين لا يضحكون الآن بالتأكيد.

    فعانى الإسباني من اللحظات البائسة لآرسنال في بداية فترته مع الفريق، لكن تعيينه عام 2019، أثبت أنه إنجازًا كبيرًا، فلأول مرة منذ رحيل أرسين فينجر، يتمتع آرسنال بأسلوب لعب مميز، يفقده الكثيرون في الدوري الإنجليزي الممتاز.

    وبدا أن تشيلسي يتبع هذا الطريق، عندما عيّن الشاب الشاب جراهام بوتر، بعقد مدته خمس سنوات في سبتمبر 2022. منذ أعوام قام أبراموفيتش بطرد المدربين كما يشاء، وأحيانًا بسبب إخفاقات متواضعة، لكن كان من المفترض أن يكون بوتر مختلفًا، ليكون قائدًا على أرض الملعب، لدفع ثورة تود بوهلي الشبابية إلى الأمام.

    ففي النهاية، استمر في 31 مباراة فقط، وغادر مع أقل عائد من النقاط، لكل مباراة مقارنة بأي مدير بلوز في التاريخ.

    هل تم دعمه، من يدري؟ ربما كان تشيلسي يتذوق بعض نجاحات أرسنال الأخيرة، منذ مواسم قليلة.

  • إعلان
  • Todd Boehly Chelsea facepalm 2022-23Getty Images

    تجديد ذكي وليس كبيرا

    تشيلسي وأرسنال تقريبًا، أكثر فريقين من الكبار، واجها موجة تناقضات في إدارة لعبهما مؤخرًا.

    فكان تشيلسي نموذجًا لفوضى الانتقالات، حيث استثمر أكثر من 600 مليون جنيه إسترليني، ينتهي به الأمر مع فريق غير متكافئ، ومتضخم ماليًا إلى حد كبير.

    في الجانب الآخر، يمتلك أرسنال واحدًا من أكثر الفرق كفاءة في تشكيله بالدوري، فوست هام، وبرينتفورد، ومانشستر سيتي، قدموا لاعبين أقل منهم هذا الموسم.

    من خلال العمل مع فريق واضح، يعرف كل لاعب يأتي إلى التشكيلة الأساسية، ما هو متوقع منهم بالضبط في ذلك النظام، ورأينا هذا، عندما أصيب جابرييل جيسوس في كأس العالم، من إيدي نكيتيا، ولياندرو تروسارد.

    ليس حجم الفريق فقط هو ما يعطي لتشيلسي دروسًا من شمال لندن أيضًا، فاشترى آرسنال الكثير من اللاعبين "أكثر ذكاءً" من البلوز منذ تولي بويلي قيادة النادي.

    وقد يكون توقف تشيلسي عن عقد صفقات أكثر بلا فائدة وهو الباب، من أجل التحرك إلى الأمام، وهذا شيء يحتاج البلوز إلى القيام به إذا أرادوا العودة إلى دوري أبطال أوروبا.

  • Chelsea fans 2022-23Getty Images

    لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لإعادة المشجعين بجانبك

    تعرض آرسنال لانتقادات للعديد من السنوات، بسبب الجو المظلم، في استاد الإمارات.

    فبينما كان يمتليء الملعب بالمشجعين، والهتفات تعلو بشمال لندن، إلا أن أرسنال لم يسلم من الأقوال أنه ملعبه الجديد غير مبشر بالنجاح.

    فكانت الأجواء على أرضهم مشحونة طوال العام، مع الأداء الناري لنشيدهم الجديد قبل المباراة، "شمال لندن للأبد"، ومع ذلك الدعم تمكن اللاعبين إلى عودة مثير، أمام بورنموث هذا الموسم، والتي صُنفت كواحدة من أعظم الأيام في تاريخ الإمارات.

    لا يريد تشيلسي أن يحلم إلا بهذا النوع من الأجواء في ستامفورد بريدج حاليًا، وظهر ذلك في زيارة ريال مدريد، قبل توديع دوري أبطال أوروبا.

    بعد جو المشاحنات بملعب الأمارات، تمكن أرسنال على إعادة اكتشاف تلك الصلة بين المشجعين واللاعبين هذا الموسم، ويبدو أن تشيلسي قد يكون قادرًا على تغييرها بسرعة.

    هناك إحباط واضح من مجلس الإدارة في غرب لندن في الوقت الحالي، ولكن إذا تمكن أي شخص يتولى المسؤولية في الصيف من جعل اللاعبين يحصون على الثقة مرة أخرى، فسيعود ستامفورد بريدج القديم المخيف، عاجلاً وليس آجلاً.

  • Kane Osimhen splitGetty Images

    ربما لا يحتاج تشيلسي إلى مهاجم صاحب 20 هدفًا

    الحل الذي يتم الترويج له حاليًا، لجميع مشاكل تشيلسي هو التوقيع مع "اللاعب رقم 9 الطبيعي".

    يُعتقد أن هاري كين وفيكتور أوسيمين على رأس قائمة البلوز هذا الصيف، بشرط أن يتمكنوا من تجنب التهديد بعقوبات اللعب المالي النظيف، بعد فترتي انتقالات ضخمتين، على التوالي.

    بنظرة سريعة على الطرف الاخر من العاصمة، قد يرون أنهم لا يحتاجون لمهاجم كثير الأهداف للموسم المقبل، فخيسوس، الذي قاد خط هجوم الجانرز معظم الموسم، لديه تسعة أهداف فقط، ولكنها ليست مذهلة في الدوري الإنجليزي الممتاز.

    لكن قيمته بالنسبة إلى أرسنال أكثر تعقيدًا بكثير من مجرد تسجيل الأهداف، فقدرته على استخلاص الكرة، والضغط، مما يسمح لبوكايو ساكا، وغابرييل مارتينيلي بالتفوق في أي من جانبيه.

    فبالتأكيد، أحد المهاجمين الـ 101 الذين يمتلكهم تشيلسي، قادر على لعب دور مماثل في الموسم المقبل، إذا لم تتحقق رغبتهم في التوقيع على مهاجم يحرز أهدافًا حرة؟

  • Bukayo Saka Arsenal Mykhailo Mudryk Chelsea(C)Getty Images

    ثق في الشباب

    بالحديث عن مارتينيلي وساكا، فنجاحهما نتيجة مباشرة لاستعادة أرتيتا للثقة في اللاعبين الشباب، الذين يمتلكهم في تشكيله.

    فشجاعتهم في الثلث الأخير أحد العوامل الرئيسية في نجاح ارسنال هذا الموسم، حيث سجل الثنائي 28 هدفًا و16 تمريرة حاسمة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليصبح أول ثنائي في الدوري الممتاز تحت سن 21 يسجل أكثر من 20 هدفًا، بموسم واحد منذ واين روني، وكريستيانو رونالدو في مانشستر يونايتد.

    إنهم ليسوا المدافع الشابة الوحيدة التي كانت مثيرة للإعجاب أيضًا، حيث يمتلك فريق أرسنال أصغر متوسط عمر في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، إلى جانب ساوثهامبتون.

    وعلى الرغم من كل الانتقادات التي تلقاها أسلوب صفقات تشيلسي، فإن الغالبية العظمى على الأقل من التعاقدات شباب، ومع قيام البلوز بتجديد الثقة بهم، سيرًا على خطى الجيران، سيصبحون نجومًا للدوري الممتاز.

  • Arsenal Gabriel Jesus Odegaard Getty Images

    استخدم عدم المشاركة الأوروبية لصالحك

    لن يشارك تشيلسي في أي بطولة أوروبية الموسم المقبل، وهذا أمر مؤكد، أنها ضربة كبيرة لناد بهذا الحجم، خاصة من الناحية المالية.

    كل ما يمكنهم فعله الآن هو محاولة إدارة الأزمة بشكل إيجابي، حيث اقترب أرسنال من القيام بذلك، خلال موسم 2021-22.

    وفي النهاية، أدى الانهيار المتأخر إلى خسارة آرسنال في المركز الرابع أمام غريمه المحلي توتنهام، وكانت ضربة مؤلمة، لكن حاول الفريق استثمار الأزمة، فالسنوات العجاف هي السبب في شكل آرسنال الحالي.

    فبعيدًا عن عالم كرة القدم القاري المتعب، والمليء بالضغوط، تمكن أرسنال من ترتيب أحواله في هدوء، وهي عملية كان في أمس الحاجة إليها لبعض الوقت، حيث أصبح اللاعبون يحلمون بطرق لعب أرتيتا، بعد قضاء يوم كامل بالتدريبات، حتى وصلوا لمنافسة مانشستر سيتي على لقب الدوري.

    لقد كان وقتًا مؤلمًا بالتأكيد، وقد يضطر تشيلسي إلى إعداد أنفسهم، لمستوى مماثل من المعاناة، إذا كانوا يرغبون في العودة إلى قمة كرة القدم الإنجليزية.

    يمكن القول إن البلوز في حالة أكثر ارتباكًا مما كان عليه أرسنال عندما تولى أرتيتا قيادة الفريق، وقد يكون عدم وجود عوامل تشتيت الانتباه في منتصف الأسبوع بمثابة مكافأة ترحيب، حيث يستعدون لإعادة بناء ضخمة هذا الصيف.