في أغسطس 2024، وفي لحظة قاسية، توقف كل شيء، تعرض بيرنال لإصابة مدمرة بقطع في الرباط الصليبي الأمامي، وهي الإصابة التي أصبحت لعنة تطارد مواهب برشلونة الشابة، كما حدث مع جافي قبله.
هذه الضربة لم تكن مجرد إصابة أبعدته عن الملاعب لأكثر من عام، بل كانت ضربة قاصمة أضرت بمسار تطوره السريع وهددت مستقبله بشكل مباشر.
ففي الوقت الذي كان يخطو خطواته الأولى بثبات مع الفريق الأول، مشاهدًا زملاءه في الأكاديمية يحصلون على فرصهم، وجد نفسه فجأة أمام رحلة طويلة وشاقة من التعافي.
لم تكن المعركة جسدية فحسب، بل كانت نفسية بالدرجة الأولى، فالاختبار الحقيقي كان في الحفاظ على صلابته الذهنية خلال ساعات العمل الانفرادي الطويلة، ومواجهة الخوف من ألا يعود بنفس المستوى الذي كان عليه، أو أن ينساه الجميع وسط صخب كرة القدم التي لا تتوقف.
على الرغم من الثقة المطلقة التي يوليها النادي لبيرنال، فإن طريقه نحو حجز مكان أساسي لن يكون مفروشًا بالورود، فعندما يعود جافي من إصابته، سيجد اللاعب نفسه في خضم معركة شرسة على دقائق اللعب في أحد أكثر خطوط الوسط موهبة وازدحامًا في أوروبا.
المنافسة تضم أسماء من الطراز العالمي: بيدري، المايسترو والفنان الذي لا يمكن الاستغناء عنه، وفرينكي دي يونج الدينامو الهولندي القادر على كسر الخطوط والذي تحول إلى لاعب آخر تحت قيادة هانز فليك، وجافي القلب النابض والروح القتالية للفريق، مع فيرمين لوبيز الجوكر الهجومي الذي يقدم حلولًا تهديفية، ومارك كاسادو، موهبة الأكاديمية الأخرى التي تنافس في نفس المركز والذي عوض غيابه لأشهر في الموسم الماضي.
لكن هذا الازدحام يمثل صداعًا إيجابيًا للمدرب هانز فليك، فهو يمنحه مرونة تكتيكية هائلة، وفي الوقت نفسه، تمثل هذه المنافسة اليومية بيئة مثالية لتسريع تطور برنال نفسه.
فالتدرب ومشاركة الدقائق بجانب عقول كروية من طراز بيدري ودي يونج، والاحتكاك بالقوة البدنية والذهنية لجافي، سيجبره على رفع مستواه بشكل أسرع مما لو كان الخيار الأوحد في مركزه.