Steven Gerrard 2022-23Getty Images

خليفة يورجن كلوب المتوقع.. متى يقترب ستيفن جيرارد من تدريب ليفربول؟

بالنسبة لستيفن جيرارد، منذ عام كان العالم المثالي على بعد أقل من 15 دقيقة، لكن يبدو الآن بعيدًا أكثر من أي وقت مضى.

قبل عام من نهاية هذا الأسبوع، كان فريقه أستون فيلا متقدمًا 2-0 في مانشستر سيتي في اليوم الأخير من الموسم، وكان على وشك العمل بليفربول، النادي الذي سيرتبط به جيرارد إلى الأبد، لقد كان شيئًا لا يصدق، فبطل أنفيلد سيفعل الشيء الوحيد الذي لم يستطع فعله أبدًا كلاعب، حيث حقق لقب الدوري. لقد كان الخليفة الطبيعي ليورجن كلوب.

لكن فجأة انهار أستون فيلا، حيث استقبلت شباكه ثلاثة أهداف في خمس دقائق وخسر 3-2. وتعرض جيرارد ولاعبوه للسخرية، من قبل مشجعي مانشستر سيتي الذين غزوا أرض الملعب، بعد مشاهدة رجال بيب جوارديولا، يرفعون كأسًا آخر من الدوري الإنجليزي الممتاز.

ومنذ تلك اللحظة، لم يبق شيئًا على حاله، لا ليفربول الذي خسر نهائي دوري أبطال أوروبا في نهاية الأسبوع التالي لتلك المباراة، ولا لجيرارد الذي ينتهي عقده بعد خمسة أشهر، من مواجهة مانشستر سيتي المشؤومة، ويفكر في طريقة لإعادة مسيرته التدريبية لشكل أفضل مما انتهت به تجربته، بفيلا بارك.

  • Jake Humphrey - Lampard - GerrardGetty

    صدمة في النظام

    كان جيرارد في الاستوديو التحليلي لـ BT Sport هذا الأسبوع، حيث قام بتغطية نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ويبدو إنه يستمتع بالعمل، ولكن بالتأكيد يريد العودة للتدريب مرة أخرى.

    فقال لجاري نيفيل في مقابلة العام الماضي "كان خطأي"، حيث استمر 11 شهرًا مع أستون فيلا، وفاز بـ 13 مباراة فقط في جميع المسابقات.

    كانت صدمة بالنظام بالتأكيد، فمسيرة جيرارد التدريبية كانت تمر بسلاسة، منذ تدريبه فريق ليفربول تحت 18 عامًا، ثم التحدي الكبير بإحياء رينجرز في الدوري الاسكتلندي الممتاز.

    لقد نجح في ذلك، حيث أنهى انتظار النادي لمدة 10 سنوات لبطولة الدوري في 2020-21، وفعل ذلك دون خسارة مباراة واحدة، وتغلب على نظيره سلتيك وحرمه من تحقيق اللقب العاشر على التوالي.

    وبعد أسابيع قليلة من الموسم، قرر الانتقال إلى أستون فيلا، وتعرض لبعض الانتقادات من مشجعي رينجرز، لكن لن يمحي ذلك إنجازاته مع الفريق.

  • إعلان
  • Steven Gerrard Aston Villa 2021Getty

    وعد مبكر في فيلا بارك

    كان سبب قرار جيرارد بتدريب أستون فيلا واضحًا، ربما كانوا يكافحون في ذلك الوقت، لكن حجم النادي وتاريخه يعرفه الجميع، ولن يتجاهله أي مدرب شاب، وكان طريقه للوصول لأنفيلد.

    في أستون فيلا، كان لديه الرئيس كريستيان بورسلو، الذي يعرفه من ليفربول، وكانت هناك أموال كثيرة لإنفاقها في سوق الانتقالات، وقاعدة جماهيرية ضخمة، ومزيج من اللاعبين الشباب وذوي الخبرة والذي شعر أنه قادر على تشكيله، إلى شيء لائق جدًا.

    البداية كانت جيدة، فأحضر معظم طاقمه من رينجرز، وقاد أستون فيلا إلى ثلاثة انتصارات من أول أربع مباريات له. كما كانت هزائمه الثلاث الأولى، أمام فرق قوية، وهم مانشستر سيتي، وتشيلسي، وليفربول، الذي انتصر فقط من خلال ركلة جزاء مثيرة للجدل لمحمد صلاح.

    وأعجب كلوب به في تلك المباراة، فجعل جيرارد أستون فيلا، أكثر صلابة وفريق صعب في التغلب عليه، فكانوا متمركزين بشكل جيد، يركضون بقوة، ولعب حينها ليفربول واحدة من أصعب مباريات الموسم.

    فمنذ تغلبه على ليدز 3-0 في مارس الماضي، أصبح بالمركز التاسع في جدول الترتيب، ويتطلع إلى تقدم محتمل تجاه أوروبا، كان كل شيء يبدو ورديًا.

  • Steven Gerrard Aston Villa 2022-23Getty Images

    بداية جديدة تتلاشى

    ثبت أنها كانت بداية خاطئة، ففاز أستون فيلا في مباراتين فقط من آخر 11 الموسم الماضي، لينتهي به الأمر في المركز الرابع عشر.

    وبدأوا هذا الموسم بشكل سيئ أيضًا، حيث هُزموا 2-0 في بداية الأسبوع على يد بورنموث الصاعد حديثًا، وفازوا بواحدة فقط من أول ست مباريات في الدوري، لكن أوقفوا مانشستر سيتي بالتعادل في فيلا بارك، رغم افتقارهم بشدة إلى التفوق الهجومي، وهي حقيقة اتضحت قبل إقالته في أكتوبر، فسجل فريق جيرارد هدفين أو أكثر مرة واحدة فقط، في 11 مباراة بالدوري الإنجليزي.

    فكانت النهاية بعد الهزيمة 3-0 في فولهام، عندما طُرد دوجلاس لويز، وسخر مشجعو أستون فيلا، من جيرارد، بعد أن قام بتغيير المهاجم داني إنجز، بلاعب خط الوسط ليندر ديندونكر. كان الفريق في المركز 17 في الجدول حينها، فوق منطقة الهبوط فقط بالأهداف المسجلة، ولم تكن هناك عندما تم تأكيد إقالة جيرارد في بيان للنادي.

    وأصدر جيرارد بيانًا شكر فيه مجلس إدارة الفريق، واللاعبين، والمشجعين، حيث قال:" من المؤسف أن ذلك لم ينجح في النهاية، لكنني مدين للجميع بالامتنان على طريقة استقبالهم، ودعمهم المستمر".

  • Philippe Coutinho Steven Gerrard Aston VillaGetty Images

    حظ سيئ، قرار سيئ، وكوتينيو..

    من السهل الآن، الإشارة إلى قرار جيرارد الخاطئ بانتقاده العلني لتيرون مينجز، الذي جرده من قيادة النادي الصيف الماضي، وكذلك عدم قدرته على قيادة فريق يضم أولي واتكينزن وفيليب كوتينيو، وليون بيلين وجاكوب رامسي، وإيمي بويندي، الذين يسجلون الأهداف بانتظام.

    لكن كان للحظ الشيء دورًا، خسارة دييجو كارلوس، الصفقة الصيفية التي كلفت النادي 26 مليون جنيه استرليني، البديل المثالي لمينجز، بعد إصابته المتكررة طوال الموسم.

    بجانب فشله في قيادة كوتينيو لتقديم أفضل ما لديه سيكون مصدر إحباط كبيرًا، وسيكلف جيرارد الكثير على المدى الطويل، فتوقيع البرازيلي، في البداية على سبيل الإعارة من برشلونة ثم بشكل دائم، كان يُنظر إليه في ذلك الوقت على أنه انقلاب ضخم للفريق الإنجليزي، ومثال ممتاز لقوة جيرارد كمدرب.

    لكن الآن، يبدو أنه مجرد خطأ باهظ الثمن.

  • Unai Emery Aston Villa 2022/23Getty Images

    تأثير إيمري

    باستثناء مينجز، فرحيل جيرارد، تسبب في حزن بغرفة ملابس أستون فيلا، فكان الجميع يحب المدرب الإنجليزي، صاحب الشعبية الكبيرة.

    لكن التأثير الذي أحدثه خليفته، أوناي إيمري، في فيلا بارك، واضح تمامًا، فيتجه الفريق يوم السبت إلى رحلة بأنفيلد، محتلًا المركز الثامن في الجدول، خارج المراكز الأوروبية فقط بفارق الأهداف، لقد حقق بالفعل انتصارات أكثر من جيرارد، في 15 مباراة أقل، كما أعاد تنشيط لاعبين أمثال واتكينز، ومينجز، وبوينديا، ورامسي، وجون ماكجين، على وجه الخصوص، وأعاد فيلا بارك للحياة.

    وكل ذلك ليس جديدًا على المدرب الإسباني، الذي قاد انتصارات عديدة في إشبيلية، وبلغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مع فياريال الموسم الماضي، قد لا يتمكن فريقه من الحفاظ على المستوى الذي أظهره في الأسابيع الأخيرة، لكن تأثيره لا يمكن إنكاره.

  • Jurgen Klopp Steven Gerrard Liverpool 2022Getty

    ماذا عن مستقبل جيرارد؟

    السؤال الأهم لجيرارد الآن، ما الذي سيأتي بعد ذلك؟ لقد مر حوالي سبعة أشهر منذ إقالته من فيلا بارك، وفي ذلك الوقت غيّرت ثمانية أندية من الدوري الممتاز مديريها، بعضهم أكثر من مرة.

    وليدز فقط، من بين هؤلاء الثمانية، الذين اعتبروا جيرارد مرشحًا محتملًا، فلم يكن يجب أن نتوقع من إيفرتون، أو تشيلسي القيام بذلك، وهذا يثير بطبيعة الحال علامات استفهام. النجاح الكبير في إسكتلندا، لكن الفشل في الدوري الإنجليزي الممتاز أكبر، فيشعر رؤساء الأندية بالقلق. أكثر الفرق الذي ارتبط بها جيرارد منذ أكتوبر كانت منتخب بلجيكا، وبولندا، وفريق طرابزون سبور التركي.

    الإشارة إلى أن أستون فيلا كانت فرصة جيرارد الوحيدة بالدوري الإنجليزي تبدو غير منطقية، ففرانك لامبارد خير دليل على ذلك، بجانب روي هودجسون، وسام ألارديس، ودين سميث، الذين يديرون حاليًا بالدرجة الأولى، وسيكون من المفاجئ إذا لم يفعل جيرارد ذلك، فقد يتلقى بعض المكالمات الهاتفية من الأندية هذا الصيف.

    فتجربته مع رينجرز ثبت أنه يستحق فرص أخرى، وبالتأكيد الوقت الصعب مع أستون فيلا، قدم له درسًا كبيرًا.

    وسنرى إذا كان سيحصل في النهاية على وظيفة أحلامه. لطالما كان يُنظر إليه على أنه الوريث الطبيعي لفريق كلوب في ليفربول، لكنه يحتاج إلى تصحيح الأمور في وظيفته التالية، إذا كان يريد تحقيق ذلك الحلم.