على أبواب الخلاص: خليفة ميسي الذي لم يكن وضحية كريستيانو.. نجوم الفرصة الأخيرة!

كان هو الطفل المعجزة، الفتى الذي ورث القميص رقم 10 من ليونيل ميسي في برشلونة. 

حطّم كل الأرقام القياسية، وبدا أن مستقبل الكرة الإسبانية قد وُلد بين قدميه، لكن لعنة الإصابات كانت أقوى، فحولته من وريث للعرش إلى عبء ثقيل.

بعد سنوات من العمليات الجراحية وفترات الإعارة الباهتة، ها هو يترك برشلونة بشكل شبه نهائي رغم أنها مجرد إعارة، ليبحث عن شيء واحد فقط: أن يلعب كرة القدم لأسبوعين متتاليين دون ألم، فرصته الأخيرة ليست للفوز بالكرة الذهبية، بل لإثبات أنه لا يزال قادرًا على الركض.

في صيف 2021، وصل سانشو إلى مانشستر يونايتد قادمًا من دورتموند كساحر شاب، الجناح الذي سيُبنى عليه هجوم الفريق لسنوات.

كان هو النجم الجديد والصفقة الأهم، لكن بعد أسابيع قليلة، حدث ما لم يكن في الحسبان: عاد كريستيانو رونالدو إلى أولد ترافورد.

هنا، تحول سانشو إلى ضحية غير متوقعة؛ فالنظام التكتيكي الذي كان من المفترض أن يخدم سرعته ومهاراته، تم تعديله بالكامل ليناسب الأسطورة العائد.

وجد سانشو نفسه لاعبًا على الهامش، مطالبًا بأدوار دفاعية، وغارقًا تحت ظل رونالدو الإعلامي والجماهيري. 

لقد كانت الصفقة التي احتفل بها العالم، هي نفسها التي بدأت في تدمير مسيرته، والآن في أستون فيلا، يحاول الهروب من لقب الضحية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من موهبته.

عندما انتقل للمانشستر سيتي، كان أغلى لاعب إنجليزي في التاريخ، رمزًا للموهبة والتمرد.

لكن تحت ضغط فلسفة جوارديولا الصارمة، انطفأ هذا التمرد وتحول إلى مجرد لاعب على الهامش. 

انتقاله لإيفرتون ليس مجرد إعارة، بل هو اعتراف مؤلم بمدى سقوط، لكن في جوديسون بارك، بعيدًا عن أضواء الأبطال، استغل الفرصة ليتذكر من هو جاك جريليش الحقيقي، الفنان الذي يلعب الكرة بحرية، قبل أن يُنسى كواحد من أكبر المواهب المهدرة في التاريخ، حيث تألق وصنع أربعة أهداف في جولتين فقط بالدوري الإنجليزي حتى الآن.

مسيرته لم تكن في خطر فحسب، بل كانت منتهية في نظر الكثيرين بعد فضيحة المنشطات والإيقاف الطويل.

كان يمكن أن يختفي في دوري أقل أو يعتزل، لكنه اختار الطريق الأصعب، العودة من بوابة موناكو. 

هو لا يحارب فقط لاستعادة لياقته، بل يحارب لإعادة بناء سمعته ومسيرته التي دُمرت، وموناكو ليس مجرد نادٍ بالنسبة له، بل هو طوق النجاة الأخير لبطل العالم الذي يريد أن يكتب فصلًا أخيرًا مشرفًا في حكايته.

وصل إلى مانشستر يونايتد بثمن باهظ وآمال عريضة، ليغرق في كابوس شخصي داخل فريق محطم. 

لم يكن سيئًا بقدر ما كان ضحية للظروف، الآن، في نابولي، وتحت قيادة أنطونيو كونتي المعروف بقدرته على إحياء المهاجمين، يمتلك هويلوند فرصة مثالية للبدء من جديد.

في جنوب إيطاليا، بعيدًا عن ضغط الإعلام الإنجليزي، قد يجد المهاجم الدنماركي الشاب نفسه من جديد، ويثبت أنه لم يكن مجرد صفقة فاشلة أخرى في أولد ترافورد.

مسرح الأحلام تحول إلى كابوس بالنسبة للبرازيلي الذي كلف خزائن يونايتد 82 مليون جنيه استرليني. 

أصبح رمزًا للصفقات المبالغ فيها والافتقار للمسة الأخيرة، انتقاله لريال بيتيس هو هروب من هذا الكابوس.

في بيئة أكثر هدوءًا وفي دوري يناسب مهاراته، يمتلك أنتوني الفرصة ليثبت أن الموهبة التي جعلت يونايتد يدفع كل هذا المبلغ لا تزال موجودة، وأن المشكلة لم تكن فيه، بل في المسرح الذي فشل في عرض مسرحيته.

هؤلاء الستة، بآلامهم وآمالهم، يمثلون الوجه الآخر لكرة القدم، قصصهم هذا الموسم لن تُقاس بالأهداف والألقاب فقط، هذا ليس هو "بيت القصيد" بل بالقدرة على النهوض بعد السقوط، وهو الانتصار الأجمل على الإطلاق.