خروج فابينيو من جنة أنفيلد .. ليفربول والبحث عن "منارة" جديدة بعد تراجع صفقة الاتحاد

فابينيو كان يعلم جيدًا أن من يلعبون بمركزه لا يحصلون على حقهم، حيث قال في تصريحات للموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي العام الماضي:"المشجعون الأصغر سنًا سيولون دائمًا اهتمامًا أكبر لمن يسجلون الأهداف".

وأضاف:"تسجيل الأهداف يظل هو الشيء الأفضل في كرة القدم، لكني أركز على كيفية مساعدة اللاعبين من حولي على تحسين إحصائياتهم لتسجيل المزيد من الأهداف ولعب الكثير من التمريرات".

ومع ذلك في حين أن تفوق فابينيو المستمر قد يمر دون أن يلاحظه أحد لفترة طويلة، فإن تراجعه الدراماتيكي كان واضحًا بالنسبة للجميع لأن المواهب المماثلة لا تحظى بالتقدير الكافي مهما كانت أهميتها في الملعب.

في ظل معاناة فابينيو من الناحية الذهنية والبدنية في الموسم الماضي، انهار فريق ليفربول، البرازيلي فشل في استعادة الكثير من الكرات مثلما كان يفعل في الماضي، وعانى الجميع نتيجة لذلك سواء من الناحية الدفاعية والهجومية.

الرجل المكلف بالتحكم في "الفوضى المنظمة" المتأصلة في فلسفة كلوب الكروية، إما كان منهكًا أو انتهى تمامًا، وفي كلتا الحالتين العواقب كانت وخيمة على المدرب الألماني.

وكما قال نيل جونز في موقع جول:"ليفربول ظهر خاسرًا من دون منارته"، حيث فاز الفريق بأربع مباريات فقط من أول 12 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز وخرج من سباق المنافسة على اللقب بحلول نهاية أكتوبر.

تحسن فابينيو في النصف الثاني من موسم صعب، تمامًا مثل ليفربول، حيث أعاد لنا كيفية ارتباط مستواه بشكل جوهري بمستوى فريقه.

ليفربول كان يخطط دائمًا لإصلاح خط الوسط هذا الصيف، وفي الحقيقة أن الأمر كان يجب أن يتم العام الماضي، ولكن الاعتقاد السائد كان يتمثل في قدرتهم على الصمود لمدة عام واحد قبل التعاقد مع جود بيلينجهام من بوروسيا دورتموند.

المقامرة جاءت بنتيجة عكسية، بذهاب بيلينجهام إلى ريال مدريد قبل نهاية الموسم الماضي، كما ثبت أن إيمان ليفربول بفابينيو لم يكن في محله.

ولكن للإنصاف، في حين أن الحاجة للتخلي عن نابي كيتا المتعثر كانت واضحة منذ سنوات، لم يكن أحد في أنفيلد يتوقع السقوط الصادم لفابينيو، لأنه من النادر أن يعاني لاعب بهذه القيمة بهذه السرعة.

لكن الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو رغبة ليفربول في بيع فابينيو أحد أكثر أعضاء الفريق خبرة!

كانت الأخبار التي تفيد بأن ليفربول منفتحًا على السماح للقائد جوردان هندرسون بالمغادرة مفاجئة بما فيه الكفاية، لكن من الممكن تفهم أن النادي أراد الحصول على بعض الأموال بعد الإنفاق لضم أليكسيس ماك أليستر ودومينيك سوبوسلاي.

كان الافتراض وقتها أنه ما لم يخفض ساوثامبتون سعره المطلوب لبيع روميو لافيا، فإن فابينيو سيبدأ الموسم باعتباره المحور الدفاعي الأساسي لليفربول.

وبدلًا من ذلك يتجه البرازيلي الآن إلى باب الخروج، وهي الخطوة التي تبدو حزينة بسبب دور اللاعب في بطولات ليفربول الفترة الأخيرة، حيث كان بمثابة نقطة الارتكاز في خط الوسط التي كافحت لفرض أسلوب يورجن كلوب.

فابينيو كذلك كان أحد اللاعب المفضلين لدى الجماهير، لأنه أثبت أناقته خارج الملعب أيضًا، بفضل شخصيته المتواضعة التي يعشقها الجميع في أنفيلد.

ولكن من الواضح أن كلوب والنادي قررا أن عرض الاتحاد لضم صاحب الـ29 سنة لا يمكن رفضه، ليتحول اللاعب من جزء لا يتجزأ إلى لاعب يمكن التخلي عنه في غضون موسم واحد.

نتيجة لذلك يبحث ليفربول عن منارة جديدة، والعثور على منارة فعالة مثل فابينيو لن يكون سهلًا!