حصاد برشلونة 2023 .. عودة ألقاب ورحيل أبقار وصيحات استهجان!

خلال عام 2023، لعب برشلونة 56 مباراة في جميع المسابقات حقق الفوز في 36 مباراة وهو ثاني أفضل فريق في إسبانيا بعد ريال مدريد صاحب الـ 43 انتصارًا، والرابع في الدوريات الخمس الكبرى بعد مانشستر سيتي (47 انتصارًا) وريال مدريد وإنتر (39) ومتساويًا مع مانشستر يونايتد.

حقق برشلونة الفوز في ملعبه 21 مرة وخارج ملعبه 15 مرة، كما تعادل في 9 مباريات وخسر 11 مرة ويتساوى في ذلك مع ريال مدريد.

أما على مستوى الأهداف المسجلة، فبرشلونة من القلة الذين كسروا حاجز المائة هدف في العام فوصل إلى 101 هدف، لكنه بعيد عن أفضل فريق في إسبانيا - ريال مدريد بواقع 130 هدفًا - وأفضل فريق في أوروبا - مانشستر سيتي بواقع 159 هدفًا.

واستقبل برشلونة 55 هدفًا في جميع المسابقات في 2023، وهو ثاني أقوى خط دفاع في إسبانيا بعد أتلتيكو مدريد الذي استقبل 50 هدفًا فقط، بينما تلقى مرمى ريال مدريد 60 هدفًا.

على صعيد الألقاب، حقق برشلونة السوبر الإسباني على حساب ريال مدريد بجانب الفوز بالدوري الإسباني، وهو أفضل فريق في المملكة من حيث عدد البطولات، يليه ريال مدريد الذي حقق لقب الكأس.

لكن الفريق الأفضل في 2023 هو مانشستر سيتي المتوج بالخماسية التاريخية.

على مستوى الأرقام الفردية، فإنّ أكثر اللاعبين مشاركة في 2023 مع برشلونة هما فيران توريس وأليخاندرو بالدي بواقع 49 مباراة.

ولكن لو أردنا أن حسبها وفقًا لعدد دقائق المشاركة، فإنّ الحارس مارك أندريه تير شتيجن هو الأفضل بواقع 4188 دقيقة.

بالنسبة للأهداف، فإنّ روبرت ليفاندوفسكي هو الأكثر تسجيلًا بواقع 24 هدفًا ثم رافينيا (11 هدفًا) يليه فيران توريس (9 أهداف) وأنسو فاتي صاحب السبع أهداف رغم رحيله في الصيف.

رافينيا هو الأكثر صناعة للأهداف بواقع 14 هدفًا، يليه ليفاندوفسكي بتسعة أهداف، ثم إلكاي جوندوجان وجافي بالرصيد ذاته، 6 أهداف.

ونستطيع أن نقول إن الأكثر مساهمة تهديفية لبرشلونة في 2023 روبرت ليفاندوفسكي بواقع 33 مساهمة ثم رافينيا (25) وفيران توريس (12) ويليه جافي بواقع 11 مساهمة.

رافينيا يتصدر قائمة الأكثر صناعة للفرص بواقع 73 فرصة، لكن جوندوجان وصل إلى 58 فرصة رغم قدومه في الصيف فقط.

ولكن لو قلصنا الدائرة إلى الأكثر صناعة للفرص الكبيرة (نسبة تحويلها لأهداف تتجاوز 70%) فإن رافينيا يتصدر القائمة بواقع 22 فرصة ثم ليفاندوفسكي بواقع 14 ثم جوندوجان 12 يليه بيدري 11.

ورغم أرقام ليفاندوفسكي التهديفية الجيدة، لكنه أهدر 31 فرصة كبيرة، يليه رافينيا 16 ثم فيران توريس 7.

ولا ننسى أن تير شتيجن خرج دون استقبال أهداف في 25 مباراة، كما كان الفائز بجائزة زامورا في الموسم الماضي، وليفاندوفسكي هو البيتشيتشي هدافًا للنسخة الماضية من الدوري الإسباني.

على مستوى الإنجازات التي حققها برشلونة، فالنادي الكتالوني لم يحصد في 2019 سوى لقب الدوري، وفي العام التالي خرج دون أي لقب، ثم في 2021 فاز بالكأس فقط وفي العام التالي خرج دون أي لقب.

لذلك فإنّ الفوز بلقبين في 2023 هو إنجاز كبير وخاصة حينما بدأ العالم بالتتويج بالسوبر على حسب ريال مدريد في مباراة هيمن فيها النادي الكتالوني بالطول والعرض وفاز 3-1 مع الرأفة، وهو ما منحه دفعة تقديم المزيد وجلب لقب الدوري الإسباني في النهاية، وهو أهم ما حدث في العام.

برشلونة حقق لقبين بأفضل شكل ممكن، سواء بالتفوق على الغريم المباشر أداءً ونتيجة أو برفع لقب الدوري وحسمه أمام إسبانيول - الغريم المحلي - والتسبب في هبوطه للدرجة الثانية ليكون الاحتفال كبيرًا، كما أن اللقب كان شبه محسوم في مارس حينما فاز البلوجرانا على ريال مدريد في كلاسيكو كامب نو بهدفين لهدف.

الألقاب منحت الأمل لتشافي هيرنانديز ليجدد عقده حتى 2025 كما جعلت برشلونة في التصنيف الأول لدوري ابطال أوروبا ليقع في مجموعة أسهل نوعًا ما من السنوات الأخيرة ويتصدرها ليعود أخيرًا إلى الأدوار الإقصائية في التشامبيونزليج.

بحسب رؤيتك وتقييمك يمكن الاحتفاء أو الحزن بهذا الحدث، ألا وهو نهاية فترة سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا في برشلونة.

البعض وصف الثنائي بالأبقار المقدسة، ومعهم بالطبع جيرارد بيكيه ولويس سواريز وليونيل ميسي وغيرهم من لاعبين رحلوا بالفعل عن النادي في فترات سابقة، لكن لم يتبقى من هؤلاء سوى بوسكي وألبا المغادرين في 2023.

ربما يعتبر البعض سيرجي روبيرتو وتير شتيجن بين هؤلاء أيضًا، لكن الأول لا يشارك بصورة منتظمة والثاني أثبت قدرات خاصة في الموسم المنصرم وحتى قبل إصابته في الموسم الحالي.

الأكيد أنّ مغادرة سيرجيو بوسكيتس وألبا كانت كيبرة، خاصة الأول الذي حاول برشلونة إيجاد بديل له دون فائدة ورأيناه يعاني كثيرًا في الموسم الحالي بسبب غياب لاعب الارتكاز المبتكر.

بوسكيتس كان آخر من تبقى من جيل السداسية التاريخية في 2009 ليطوي صفحة الجيل الذهبي الأفضل في تاريخ برشلونة.

ورغم بداية العام باحتفالات وسعادة، وحتى الخروج من الدوري الأوروبي على يد مانشستر يونايتد لم يكدر صفو الجماهير، لكن النصف الآخر من العام شهد هذا التحول.

جمهور برشلونة أطلق الصافرات على اللاعبين في آخر مباراة للفريق بالعام ضد ألميريا، وهتف ضد اللاعبين المتراجع مستواهم بقوة وبالأخص حينما خسر النادي الكتالوني أمام جيرونا في مباراة ظهر فيها صغير كتالونيا بالصورة المثالية المعروفة عن برشلونة نفسه في اللعب.

الجمهور أنهى العام وهو غاضب من الفريق، وحتى مستقبل تشافي ليس محسومًا ولا يزال هناك احتمال كبير أن يرحل عن تدريب النادي بنهاية الموسم الحالي حال خرج الفريق خال الوفاض.

ما الذي يتمناه برشلونة في العام المقبل؟

بالطبع الفوز بالألقاب سيكون ضروريًا وبالأخص أن الفريق سوف يبدأ العام ببطولة السوبر الإسباني ولا بديل عن حصد اللقب مجددًا لتصحيح المسار بعد تراجع في الآونة الأخيرة.

لكن هذا اللقب ليس كافيًا، فالفوز بالدوري سيكون مطلوبًا والمضي قدمًا في دوري أبطال أوروبا بتجاوز عقبة نابولي في ثمن النهائي أولًا ومحاولة الوصول لما هو أبعد من ذلك فيما بعد.

الألقاب لن تعزز الثقة فقط في الفريق من قبل الجماهير، ولكنّه سوف تنعش خزانة النادي وتكون خطوة إيجابية في طريق تصحيح المسار وعودة برشلونة إلى الريادة.

ولا شك أن من أهم أحلام العام الجديد أن تنتهي قضية نجيريرا، ويُغلق هذا الملف وتنتهي الضوضاء المثارة حول هذا الأمر لتنعم بيئة برشلونة بهدوء لم تعشه منذ سنوات طويلة.

ربما ما أسعد الإدارة الحالية قبل نهاية العام هو الموافقة على مشروع السوبر ليج ومنع تدخل ويفا فيه، وفي حال تم المشروع بالفعل في 2025 فقد يعني ذلك نهاية أزمة برشلونة المالية بصورة كاملة.

وأخيرًا، يحلم جمهور برشلونة بالعودة إلى كامب نو مجددًا وهو ما قد يحدث في نوفمبر من العام المقبل.