GOAL ONLY Barcelona keepers ai gfxGoal AR

وحدة الـ 18 مترًا الأخيرة: من إنكه وبينتو إلى فالديس وتير شتيجن.. حراسة برشلونة الوظيفة الأكثر خطورة في العالم!

في تصريح مفاجئ كشف فيه عن جانب خفي من مسيرته، تحدث حارس مرمى برشلونة السابق، خوسيه مانويل بينتو، لأول مرة عن معاناته مع الاكتئاب خلال أيامه كلاعب شاب. 

ورغم أن بينتو أوضح أن صراعه النفسي بدأ في فترة سابقة لمسيرته مع النادي الكتالوني، إلا أن اعترافه الشجاع أعاد تسليط الضوء على ظاهرة مقلقة وممتدة: التاريخ الطويل من المعاناة النفسية والضغوط الهائلة التي تطارد من يتولى حماية عرين الكامب نو، لتثبت أن ارتداء هذا القميص لا يجلب المجد فقط، بل قد يأتي بثمن باهظ على المستوى الإنساني. 

  • Jose Manuel Pinto Barcelona 16042014Getty Images

    خوسيه مانويل بينتو: الناجي الذي وجد الخلاص في الموسيقى

    لم تكن معاناة بينتو وليدة جدران الكامب نو، كما أوضح في تصريحاته الأخيرة، فإن صراعه مع الاكتئاب بدأ حين كان حارسًا شابًا في نادي سيلتا فيجو، في عمر لم يتجاوز 23 عامًا. 

    كان السبب شعوره العميق بانعدام الأمان؛ فعلى الرغم من تفانيه في التدريبات، شعر بأن الثقة فيه لم تكن كاملة أبدًا، مما دفعه للتساؤل عن جدوى التضحيات وابتعاده عن عائلته. 

    وصل إلى القاع، كما وصف، وفقد إيمانه. لكن قصة بينتو هي قصة نجاة فريدة، حيث وجد طريقه للخروج عبر التأمل الذي غير نظرته للحياة. ربما ما ساعده على الصمود لاحقًا في برشلونة، كحارس بديل، هو شخصيته غير التقليدية. فبعيدًا عن كرة القدم، بنى بينتو حياة أخرى، ليتحول بعد الاعتزال إلى منتج موسيقي ناجح باسم واهين، ويفوز بجوائز عالمية.

    صداقته المقربة من ليونيل ميسي وفرت له على الأرجح نظام دعم نفسي داخل غرفة ملابس كانت مليئة بالضغوط، ليصبح مثالًا لمن نجا من العاصفة عبر إيجاد شغف آخر يحميه. 

  • إعلان
  • FBL-ENG-PR-HULL-MAN UTDAFP

    فيكتور فالديس: وحدة الأسطورة في نهاية مأساوية

    إذا كان بينتو هو الناجي، فإن فيكتور فالديس يمثل الوجه الآخر للقصة، هو ابن النادي الذي تدرج في صفوفه ليصبح أحد أعظم حراسه عبر التاريخ، لكن نهايته كانت تجسيدًا للمعاناة. 

    تحدث فالديس في مقابلات عديدة عن الشعور بالوحدة الذي يلازم حارس المرمى، وكيف أن الأضواء لا تُسلّط عليه إلا عند ارتكاب الأخطاء. 

    هذه الوحدة تحولت إلى ألم حقيقي في نهاية مسيرته مع برشلونة، فبعد أن أعلن قراره بالرحيل لخوض تجربة جديدة، تعرض لإصابة بقطع في الرباط الصليبي أنهت موسمه ودمرت انتقاله لنادي موناكو ليلتحق لاحقًا بميدلزبره ومانشستر يونايتد في فترات سيئة أخرى بمسيرته.

    شعر فالديس بأنه تُرك وحيدًا من قبل النادي الذي أفنى عمره في خدمته، واعترف لاحقًا بأنه عانى نفسيًا بعد الاعتزال لدرجة أنه فكر في الابتعاد كليًا عن عالم كرة القدم الذي منحه كل شيء ثم سلبه الكثير من راحة باله. 

  • FBL-FRA-LIGUE1-BORDEAUX-MARSEILLEAFP

    أندوني زوبيزاريتا: كبش فداء ليلة أثينا المشؤومة

    قبل فالديس بسنوات، عاش أسطورة أخرى نهاية لا تقل قسوة، حيث كان أندوني زوبيزاريتا قائد فريق الأحلام وأحد رموزه، لكن مسيرته انتهت بطريقة مهينة نفسيًا.

    بعد الهزيمة الكارثية 4-0 أمام ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا 1994، تم تحميله مسؤولية الخسارة، ولم يجد المدرب يوهان كرويف حرجًا في إبلاغه بقرار الاستغناء عنه في المطار أثناء عودة الفريق، في مشهد بارد وجارح.

    لقد تحول من قائد أسطوري إلى كبش فداء في ليلة واحدة، وهي صدمة نفسية تركت أثرًا عميقًا في مسيرته وكيفية تذكره من قبل البعض. 

  • SPOXgetty

    روبرت إنكه: المأساة التي لم يكن يجب أن تحدث

    تبقى قصة الحارس الألماني روبرت إنكه هي الفصل الأكثر إيلامًا وظلامًا في تاريخ حراس برشلونة. 

    انتحر إنكه في عام 2009 بعد صراع طويل وسري مع الاكتئاب الحاد، ورغم أن معاناته كانت نتيجة عوامل متعددة، من بينها وفاة ابنته الرضيعة، إلا أن فترته القصيرة مع برشلونة في موسم 2002-2003 كانت محفزًا رئيسيًا لانهياره النفسي.

    وصل إنكه إلى برشلونة كحارس مرمى دولي، لكنه فشل في التأقلم مع الضغط الهائل، ومباراته الأولى ضد فريق متواضع في الكأس كانت كارثية، وتلقى لومًا علنيًا من زميله فرانك دي بور. 

    هذه التجربة حطمته، وجعلته يشعر بأنه فاشل وغير جدير بنادٍ بهذا الحجم، وحسب شهادة زوجته والمقربين منه، فإن الخوف من الفشل الذي تجذر داخله في برشلونة ظل يطارده حتى أيامه الأخيرة، ليصبح رمزًا مأساويًا لكيف يمكن لضغوط القمة أن تدمر حياة إنسان. 

  • 1v0wcq2dvb0791fw2wvescqbjg

    الغرباء تحت المقصلة: من روشتو إلى هيسب

    لم تقتصر المعاناة على أبناء النادي أو النجوم الكبار، الحراس الأجانب الذين انضموا للفريق واجهوا بدورهم ضغوطًا هائلة. 

    التركي روشتو رتشبر وصل كنجم كأس العالم 2002، لكنه غادر بعد موسم واحد محطمًا نفسيًا بعد خلافات مع المدرب وشعور بالعزلة. 

    والهولندي رود هيسب تعرض لحملة إعلامية شرسة في بداياته شككت في قدراته وكلاهما اختبر عن قرب كيف يمكن لبيئة برشلونة الإعلامية والجماهيرية أن تكون قاسية على من هو ليس من أهل الدار. 

  • Marc-Andre ter StegenGetty Images

    صدى الماضي: هل يواجه تير شتيجن نفس المصير؟

    اليوم، يقف الألماني مارك أندريه تير شتيجن، وهو أحد أفضل حراس العالم، في مواجهة مباشرة مع هذا الإرث الثقيل. 

    بعد سنوات من كونه المنقذ والجدار الأخير للفريق، واجه موجة من الانتقادات الحادة مع كل خطأ ارتكبه، قبل الحملة الأخيرة عليه بسبب عقده وإلغاء تسجيله من أجل تسجيل الصفقات الجديدة.

    السؤال الذي يطرح نفسه بقلق هو: هل يتعرض تير شتيجن لنفس الضغط النفسي الذي أثر على أسلافه؟ وهل تعلم النادي وجماهيره من مآسي الماضي لتقديم الدعم له في أوقاته الصعبة؟ قصص بينتو وفالديس وإنكه تظل بمثابة تحذير دائم من أن الصلابة النفسية لحارس المرمى ليست أمرًا مسلمًا به، بل هي كنز ثمين يجب حمايته.