جول 25 | محمد صلاح.. ما الذي تغير بين 2018 و2019

بالنسبة لصلاح، نجح الفرعون المصري في التتويج بـ 3 بطولات مع ليفربول من أصل 6 بطولات شارك فيها، حيث فشل في التتويج بالدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس كاراباو، وفي المقابل فاز بدوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

الألقاب الجماعية التي توج بها صلاح في 2019 كانت الحدث الجديد بالنسبة له، حيث أنه على الرغم من تحقيقه لأرقام فردية مرعبة في الموسم الأول سواء في الدوري الإنجليزي الممتاز أو في دوري الأبطال، فإنه خرج على المستوى الجماعي خالي الوفاض. 

وعلى الرغم من أن لقب الدوري الإنجليزي 2015 والذي توج به تشيلسي قد احتسب لصلاح وحصل على ميداليته، إلا أنه لم يشارك في البطولة إطلاقًا ولكنه سجل كلاعب في صفوف البلوز ليس إلا، وهذا ما جعل تتويجات هذا العام مع ليفربول تكون الأولى له في مسيرته في إنجلترا بشكل حقيقي وملموس. 

من الممكن أن نقول إن العام المنصرم والذي حمل لصلاح ألقابًا جماعية أكثر من سابقه أعطاه في نفس الوقت أرقامًا فردية أقل من سابقه أيضًا

بالنسبة للعام الماضي قلت إنجازات صلاح الفردية وأرقامه الشخصية مقارنة بما كانت عليه في 2018، وهذا طبيعي نظرًا لأن ما قدمه صلاح في 2018 لم يكن شيئًا قابلًا للتكرار على الأقل بعدها بأشهر قليلة فقط. 

تهديفيًا انخفض معدل صلاح مقارنة بالعام 2018 الذي كان استثنائيًا بالنسبة له وبالنسبة لأي لاعب آخر حتى، ولكن في 2019 سجل صلاح 24 هدفًا بمعدل هدف كل 185.75 دقيقة.

وعلى مستوى الصناعة أعطى صلاح 10 تمريرات حاسمة، بينما صنع 71 فرصة للتسجيل كإجمالي الفرص التي صنعها بغض النظر عن اللمسة الأخيرة لها.

وعلى مستوى الألقاب الفردية خسر صلاح جائزة أفضل لاعب في أفريقيا لصالح زميله ساديو ماني، وذلك بعد تتويجه بها في عامين متتاليين، بينما تراجع في الترتيب لأفضل لاعب في العالم من المركز الثالث في 2018 إلى المركز الخامس في 2019. 

وحافظ صلاح على لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز ولكن مناصفة مع ساديو ماني وبيير إيمريك أوباميانج، ولكنه خسر جائزة أفضل لاعب في البطولة لصالح زميله فيرجيل فان دايك الذي قدم موسمًا استثنائيًا. 

ربما تحولت شخصية صلاح ما بين 2018 و2019 من الصامت الهادئ إلى الصخب والحديث والرد سواء بتصريحات منطوقة أو على مواقع التواصل الاجتماعي. 

وخسر صلاح جزءًا من شعبيته بسبب بعض المواقف على خلفية حديثه الحاد ضد الجماهير المصرية في أكثر من مناسبة، ناهيك عن نبرة التعالي التي اكتسبها في بعض المقابلات والتي لم تكن معروفة عنه فيما سبق. 

وبالمنطق الذي يشير إلى أن الحديث كثيرًا ينتج المزيد من الأخطاء ربما يكون هذا بالتحديد ما حدث مع الفرعون المصري الذي بات ضحية لسانه في العديد من المواقف. 

بعد ما قدمه محمد صلاح في موسمه الأول مع ليفربول أصبح بمثابة النجم الأول للريدز وأخذ مكانة أخرى عند الجميع غير تلك التي ذهب بها، وذلك تطور طبيعي لأي لاعب يقدم شيئًا مماثلًا. 

وبعدما كان صلاح هو الحصان الأسود الذي يحاول إثبات نفسه بين الكبار والحصول على فرصة أو عدة فرص من أجل إثبات نفسه وقدارته وإمكانياته، لم يصبح الحال كذلك الآن بعد أقل من عام واحد فقط. 

اليوم بات صلاح واحد من أفضل لاعبي أوروبا والعالم والنجم صاحب العقد الأغلى في تاريخ ليفربول والأيقونة التي تزين أنفيلد، هذا ما جعله ينتقل من فصل إلى آخر في وقت قياسي