Guler Ancelotti

جولر أمام مونتينجرو .. هدية يحتاجها مبابي وتوقفوا قليلًا عن لوم أنشيلوتي!

لم يسجل ولم يصنع، ولكنه ظهر بصورة جيدة وهدد الخصم في أكثر من فرصة، خلال المباراة التي خسرتها تركيا 3/1 أمام مونتينجرو، نحن هنا نتحدث عن أردا جولر!

ثلاثية أصحاب الأرض جاءت كلها عن طريق لاعب واحد وهو نيكولا كرستوفيتش، بينما سجل كينان يلديز هدف تركيا الوحيد في الدقيقة 37 من عمر اللقاء.

الأرقام تنصف جولر في هذه الخسارة التي تلقاها فريق المدرب فينشينزو مونتيلا، وربما تضعه كأفضل لاعب في المباراة خلف صاحب الهاتريك، ولكن بالتدقيق قليلًا في مستواه، سنعرف أن بعض الضجة المحيطة به ليست دقيقة إلى حد كبير وتحتاج إلى المراجعة.

الكثيرون يتهمون أنشيلوتي بتدميره، ولكن هل اللاعب جاهز بالفعل لارتداء قميص ريال مدريد؟ وهل ما قدمه الليلة يعني أنه يتعرض للظلم الفج الذي لا يمكن السكوت عليه؟

  • Real Madrid C.F. v AC Milan - UEFA Champions League 2024/25 League Phase MD4Getty Images Sport

    أنشيلوتي ليس المذنب الوحيد

    جولر يمتلك الكثير من المهارة، هذا أمر معروف، وكان أكثر العناصر المهددة لمونتينجرو الليلة، وأحد أهم مصادر الخطورة للفريق الخصم منذ الدقائق الأولى من عمر المباراة.

    عندما تشاهده يستلم الكرة بقدمه اليسرى في الجانب الأيمن من على حدود منطقة الجزاء، فأنت تعلم جيدًا أن شيئًا ما سيحدث، تمريرة خطيرة أو عرضية قاتلة أو تسديدة قريبة من المرمى أو داخل الشباك.

    ولكن السؤال هنا، هل ذلك كافيًا للعب أساسي في ريال مدريد؟ الإجابة ليست بهذه السهولة التي يتوقعها البعض، لأن التألق في دوري الأمم الأوروبية لا يعني بالضرورة أنك ستفعل ذلك أيضًا في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، مع فريق سقف توقعات جمهوره بحجم ريال مدريد.

    اللقطة الأفضل لصاحب الـ19 سنة الليلة كانت في الدقيقة الرابعة، عندما تلاعب بدفاع مونتينجرو ببراعة وشق طريقه داخل منطقة الجزاء، وسدد كرة متقنة تصدى لها الحارس إيجور نيكيتش.

    بعدها حصل جولر على فرصة أخرى من كرة عرضية، ولكن رأسيته اعتلت العرضة بمسافة كبيرة، قبل أن يعود للصورة مرة أخرى في الدقيقة 44 بتسديدة متقنة كادت أن تسكن الشباك ولكنها مرت بجوار القائم.

    الدولي التركي أثبت مرة أخرى أنه يمتلك موهبة رائعة "الأمر ليس بجديد"، ولكن لسوء حظه أن اللاعب رقم 10 الكلاسيكي لا يحظى بالتقدير الذي اعتدنا عليه قبل اجتياح الكرة الحديثة لملاعب العالم، وتفضيل النواحي البدنية على الكثير من الفنيات، ووفقًا لبعض التقارير الصحفية فإن أنشيلوتي طالبه أكثر من مرة بتحسين هذه الجزئية.

    يمكنك وصف جولر بالكثير من الأسماء أبرزها اللقب الأوضح "مسعود أوزيل الجديد"، ولكن نجم آرسنال السابق وريال مدريد مسيرته انتهت مبكرًا، لأن مجرد مجموعة من اللمسات الساحرة بشكل متقطع لا تكفي لوجودك على أرض الملعب في الكرة الحديثة.

    هذا ما فعله جولر اليوم وتكرر معه أكثر من مرة، يظهر من اللاشيء لتشكيل خطورة، ولكنه يختفي بعدها ولا يظهر متداخلًا بالشكل الكافي في المباراة، وهذا أمر مفهوم لأنه يفتقد للنضج ومستبعد ومُهمش من كارلو أنشيلوتي، ولكن لا يمكن لوم الإيطالي وحده!

  • إعلان
  • Netherlands v Türkiye: Quarter-Final - UEFA EURO 2024Getty Images Sport

    ليته كان مدافعًا

    ريال مدريد يمر بأزمة طاحنة في مركزي قلب الدفاع والظهير الأيمن، ولو كان جولر مدافعًا لحصل على ما يُريد من دقائق لإثبات موهبته، ولسوء حظه أن الأمر ليس كذلك.

    ما يقدمه جولر مع منتخب تركيا وما فعله مع ريال مدريد الموسم الماضي، يؤكد أنه يمتلك "شيئًا ما" في جعبته، ولكن كارلو أنشيلوتي ليس مجنونًا، ولا توجد لديه مشكلة شخصية مع اللاعب تجعله يشركه 307 دقيقة فقط هذا الموسم.

    صاحب الـ19 سنة يحتاج التطور سواء داخل ريال أو خارجه للوصول إلى أقصى مستوياته الممكنة، ولأنه ليس مدافعًا، سيكون عليه فعل المزيد والمزيد للوصول إلى المستوى المطلوب لفرض نفسه بجوار جود بيلينجهام وكيليان مبابي ورودريجو وفينيسيوس جونيور.

    وجود جولر بجوار هذه المجموعة سيكون بمثابة "الهدية" لتلك الأسماء خاصة مبابي، لأن الدولي التركي يمكنه صناعة الكثير من الفرص ولعب العديد من التمريرات الساحرة التي ستكون كفيلة لإعادة المهاجم الفرنسي لأفضل حالاته، ولكن ارتداء قميص ريال مدريد بصفة منتظمة ليس بهذه السهولة.

    لو تعجل ريال في الزج بجولر وأشركه كأساسي في مباريات غاية في الصعوبة بالدوري الإسباني ودوري الأبطال، سنجد نفس الجماهير التي تطالب بظهوره هي أول من تهاجمه وتطالب بإبعاده في أقرب فرصة ممكنة مع تدهور النتائج والمستوى.

    أنشيلوتي يعلم ذلك جيدًا، وعلى جولر إدراك نفس الأمر، والبحث عن أفضل فرصة ممكنة للتطور بالشكل الكافي للعب لريال مدريد، بدلًا من التذمر واتهام الإيطالي بظلمه، لأن 3 أو 4 لقطات مميزة أمام مونتينجرو لا تعني أي شيء في قاموس العملاق الإسباني.

  • Netherlands v Türkiye: Quarter-Final - UEFA EURO 2024Getty Images Sport

    بالأرقام .. ماذا قدم جولر أمام مونتينجرو؟

    كما قلنا من قبل، أرقام جولر تخدمه كثيرًا بعيدًا عن باقي التفاصيل، خاصة في الشوط الأول، حيث أكمل 36 لمسة، ولعب 29 تمريرة صحيحة من أصل 29 محققًا نسبة 100%.

    ولعب 5 كرات طويلة ونفذ كرة عرضية واحدة وفاز بالتحام واحد وسدد 3 كرات على مرمى الفريق الخصم واستعاد الكرة مرتين.

    وبشكل عام جاء جولر في المركز الثاني من بين أفضل اللاعبين في المباراة وفقًا لموقع "سوفا سكور"، بحصوله على تقييم 8.4، مقابل 9.2 لنيكولا كرستوفيتش مهاجم مونتينجرو صاحب الثلاثية.

    ولمس التركي الكرة 76 مرة على مدار الشوطين، ووصلت دقة التمرير لديه إلى 91%، ولعب 3 تمريرات مفتاحية، وسدد كرة على المرمى وواحدة خارجها، وقام بـ6 التحامات أرضية ناجحة من أصل 7، وفقد الاستحواذ على الكرة 11 مرة.

    وبالنسبة للمساهمات الدفاعية فجاءت جميعها "صفر" من حيث قطع الكرة أو التغطية أو التصدي لتسديدات الفريق الخصم، وهو ما يعكس الجانب الذي يحتاج اللاعب لتطويره بالمساهمة بشكل أكبر في استرجاع الكرة.