جولر يمتلك الكثير من المهارة، هذا أمر معروف، وكان أكثر العناصر المهددة لمونتينجرو الليلة، وأحد أهم مصادر الخطورة للفريق الخصم منذ الدقائق الأولى من عمر المباراة.
عندما تشاهده يستلم الكرة بقدمه اليسرى في الجانب الأيمن من على حدود منطقة الجزاء، فأنت تعلم جيدًا أن شيئًا ما سيحدث، تمريرة خطيرة أو عرضية قاتلة أو تسديدة قريبة من المرمى أو داخل الشباك.
ولكن السؤال هنا، هل ذلك كافيًا للعب أساسي في ريال مدريد؟ الإجابة ليست بهذه السهولة التي يتوقعها البعض، لأن التألق في دوري الأمم الأوروبية لا يعني بالضرورة أنك ستفعل ذلك أيضًا في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، مع فريق سقف توقعات جمهوره بحجم ريال مدريد.
اللقطة الأفضل لصاحب الـ19 سنة الليلة كانت في الدقيقة الرابعة، عندما تلاعب بدفاع مونتينجرو ببراعة وشق طريقه داخل منطقة الجزاء، وسدد كرة متقنة تصدى لها الحارس إيجور نيكيتش.
بعدها حصل جولر على فرصة أخرى من كرة عرضية، ولكن رأسيته اعتلت العرضة بمسافة كبيرة، قبل أن يعود للصورة مرة أخرى في الدقيقة 44 بتسديدة متقنة كادت أن تسكن الشباك ولكنها مرت بجوار القائم.
الدولي التركي أثبت مرة أخرى أنه يمتلك موهبة رائعة "الأمر ليس بجديد"، ولكن لسوء حظه أن اللاعب رقم 10 الكلاسيكي لا يحظى بالتقدير الذي اعتدنا عليه قبل اجتياح الكرة الحديثة لملاعب العالم، وتفضيل النواحي البدنية على الكثير من الفنيات، ووفقًا لبعض التقارير الصحفية فإن أنشيلوتي طالبه أكثر من مرة بتحسين هذه الجزئية.
يمكنك وصف جولر بالكثير من الأسماء أبرزها اللقب الأوضح "مسعود أوزيل الجديد"، ولكن نجم آرسنال السابق وريال مدريد مسيرته انتهت مبكرًا، لأن مجرد مجموعة من اللمسات الساحرة بشكل متقطع لا تكفي لوجودك على أرض الملعب في الكرة الحديثة.
هذا ما فعله جولر اليوم وتكرر معه أكثر من مرة، يظهر من اللاشيء لتشكيل خطورة، ولكنه يختفي بعدها ولا يظهر متداخلًا بالشكل الكافي في المباراة، وهذا أمر مفهوم لأنه يفتقد للنضج ومستبعد ومُهمش من كارلو أنشيلوتي، ولكن لا يمكن لوم الإيطالي وحده!